فرنسيون يصطفون أمام كشك لبيع الصحف للحصول على أحدث عدد من مجلة «شارلى أبدو» تبني تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الهجوم علي مجلة «شارلي ابدو» الفرنسية الساخرة مؤكدا انه تم بأمر من زعيم التنظيم «ايمن الظواهري» ثأرا للرسول. جاء هذا في رسالة مصورة للمتحدث باسم التنظيم «نصر بن علي الآنسي» نشرت عبر الانترنت حول ما وصفه ب»غزوة باريس المباركة»، وقد أشار إلي نشر المجلة رسوما مسيئة للنبي قبل تسع سنوات. وكان 12 شخصا بينهم كبار رسامي فرنسا قد قتلوا عندما اقتحم الشقيقان «سعيد وشريف كواشي» قبل أسبوع مقر المجلة الساخرة في باريس وبدأوا في إطلاق النار علي مجلس تحرير المجلة خلال اجتماعهم الصباحي. وأعقب الهجوم عملية احتجاز رهائن دامية نفذها «احمدي كوليبالي» الذي قال انه بايع تنظيم داعش. وكان سعيد كواشي قد سافر إلي اليمن في 2011 حيث تلقي أسلحة وتدريبات من قبل تنظيم القاعدة هناك. وقال شقيقه شريف كواشي للتليفزيون الفرنسي قبل ان يقتل برصاص الشرطة انه تحرك نيابة عن تنظيم القاعدة في اليمن. وفي باريس، صدر العدد الأول من مجلة «شارلي ابدو» بعد الهجوم وقد نفدت النسخ المطبوعة من الأكشاك الفرنسية في الساعات الأولي من الصباح، مما اضطر هيئة التحرير لأن تزيد عدد النسخ إلي خمسة ملايين بعد ان كانت عادة ما تطبع 60 ألف نسخة. واختارت أسرة المجلة وضع رسم جديد للرسول الكريم دامعا وهو يرفع شعار «أنا شارلي» علي صدر صفحتها الأولي. ومن أوربا إلي استراليا نقلت العديد من صحف العالم الصفحة الأولي لهذا العدد الاستثنائي الذي أعد في مكاتب صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية التي احتضنت من تبقي من أسرة «شارلي ابدو». وتباين تعامل الصحف مع الرسم الجديد، اذ نقلته صحف عن المجلة الفرنسية، في حين قامت بحجبه صحف أخري. وفي تركيا، داهمت الشرطة مركز توزيع صحيفة «جمهورييت» التي أعلنت عزمها نشر أربع صفحات من العدد الجديد ل»تشارلي ابدو»، حيث قامت بمراجعة مضمون الصفحات المزمع نشرها في ملحق بالصحيفة التركية، وذلك قبل ان تنشر قوات أمنية بشكل مكثف امام الصحيفة في اسطنبول خشية حدوث مظاهرات. وأثار نشر المجلة لرسم جديد للنبي انتقادات دولية واسعة. لكن في المقابل اعتبرت الولاياتالمتحدة ان المجلة الفرنسية لها الحق «تماما» في نشر الرسم، مضيفة انها وإن كانت تدرك الحساسيات الدينية لكن «العنف لا يمكن تبريره». كما أثار نشر الرسم الجديد تهديدات، لاسيما من تنظيم داعش المتطرف الذي اعتبر انها «خطوة بالغة الحماقة». من ناحية أخري، أعلنت السلطات الفرنسية اعتقال 54 شخصا حتي الان لقيامهم «بتبرير الإرهاب»، ومن بينهم الفكاهي «ديودونيه». وفي اطار التحقيقات، أعلنت شرطة باريس ان نحو ستة أشخاص يعتقد في تورطهم بصورة او بأخري في هجمات باريس الأخيرة مازالوا طليقين، مضيفة ان الأسلحة التي استخدمت في هجمات باريس الأخيرة جاءت من الخارج. وفي كلمة أمام البرلمان، جدد رئيس الوزراء «مانويل فالس» التأكيد علي ان فرنسا تخوض حربا علي الارهاب والتطرف، وليس الديانة الإسلامية ثاني أكبر ديانة في البلاد والتي قال إن «لها مكانها في فرنسا». وأعلن رئيس الحكومة عن سلسلة من الاجراءات التي «تأخذ الدروس والعبر» من هجمات الاسبوع الماضي بما في ذلك تأسيس «زوايا خاصة» في السجون لايواء المتطرفين بحيث لن يتمكنوا من التأثير علي غيرهم، وتشديد الرقابة علي الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. في الوقت نفسه، قالت كندا إن الدول الخمس التي تشكل شبكة رائدة لتبادل معلومات المخابرات في العالم ستجتمع في لندن الشهر المقبل للتشاور بشأن استراتيجيات مكافحة الإرهاب في أعقاب هجمات باريس. وجاء تصريح وزير الأمن العام «ستيفن بلاني» بشكل غير معتاد إذ أن أعضاء شبكة «العيون الخمسة» نادرا ما يتحدثون عن نشاطهم..