علاقات الإخوة والصداقة والمحبة التي تربط مصر والكويت لها دائماً طبيعة خاصة ومتفردة علي مر التاريخ وطوال السنوات الماضية وهو ما يجعلها بحق نموذجاً رائعاً لما يجب ان تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة في عالمنا العربي. واتساقا مع ذلك، لم تكن عاصفة الترحيب والود التي قوبل بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، علي المستويين الشعبي والرسمي خلال زيارته التاريخية الناجحة للكويت الشقيق حدثا غريبا أو غير متوقع،...، بل كانت هي التعبير التلقائي الصحيح عن مشاعر أهل الكويت برئيس مصر، الذي يكنون له ولمصر قدراً كبيراً من الحب والتقدير والاحترام. ومشاعر اهلنا في الكويت تتوافق مع ما يشعر به الشعب المصري تجاه اشقائه هناك ومع اشقائه وأهله في دول الخليج بصفة عامة، أي أنها مشاعر متبادلة وطبيعية تقوم في اساسها علي الإيمان العقليوالوجداني بوحدة المصيروالهدف، وضرورة التعاون الكامل والشامل في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه الامة العربية حالياً علي جميع المستويات. وتاريخ العلاقات المصرية - الكويتية حافل ومليء بكل المواقف المضيئة بالنسبة للشعبين والدولتين الشقيقيين ، وقدوقفا معا في مواجهة الشدائد واللحظات الحرجة التي واجهت الامة العربية بصفة عامة، وتلك التي واجهت كلا منهما علي وجه الخصوص. ليس هذا فقط، بل امتزجت دماؤهما معا في المواقف والمحن الفاصلة، وكان ابرزها دون شك الموقف المصري الحاسم في رفض الغزو الصدامي للكويت، والمساهمة المصرية الفاعلة والإيجابية في حرب تحرير الكويت الشقيق،..، وكانت هذه الدماء قد امتزجت قبل ذلك ايضاً في حرب 1967، ومن بعدها خلال العبور العظيم ونصر اكتوبر في عام 1973. من هنا كان حرص الأشقاء في الكويت علي الإعلان الطبيعي والتلقائي عن مدي حبهم لمصر ورئيسها واظهار تقديرهم الكبير وودهم الدافيء تجاه السيسي الذي استجاب لإرادة الشعب المصري الرافض لسيطرة جماعة التطرف والإرهاب علي مقاليد البلاد ورقاب العباد،..، وأعاد مصر الي طبيعتها وأمتها العربية، وأعاد العرب إلي شقيقتهم الكبري مصر.