أجمع خبراء الاقتصاد والمستثمرون ورجال الأعمال أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين ناجحة بامتياز وأن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الصين جاءت في وقت مهم لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع أكبر قاعدة للتصنيع في العالم خاصة أن الصين تعتبر اهم شريك تجاري لكافة دول العالم. حيث أكد د. سلطان أبو علي وزير الاقتصاد الأسبق إن الزيارة لم تثمر فقط عن توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثلاثين ولكنها امتدت أيضا للاستفادة من تجارب الصين في تحقيق نمو اقتصادي خلال فترة وجيزة وكذلك تجربتها في مكافحة الفساد خاصة ان مصر حاليا تحاول تحقيق نهضة اقتصادية وأعلنت الحرب علي الفساد المتراكم منذ عدة عقود. وأضاف أن النهضة الاقتصادية التي حققتها الصين نجحت بفضل إعلاء قيمة العمل وزيادة الانتاج بالاضافة إلي تواضع الانماط الاستهلاكية هناك حيث ان نسبة الادخار إلي الناتج المحلي الاجمالي في الصين تزيد علي 35% في حين تبلغ النسبة في مصر 15% فقط وهو ما يدفعنا الي الاستدانة من الخارج لتمويل خطط التنمية والمشروعات الاستثمارية، وقال أبو علي إن الحكومة المصرية عليها الاستفادة من السياسة الاقتصادية للصين التي تتواكب مع ظروف المرحلة خاصة أننا نعاني تأخراَ في وضع السياسات اللازمة لمواجهة الظروف الراهنة ولذلك لابد ان تكون سياساتنا مرنة وقادرة علي تحقيق مصالحنا. ويري المهندس خالد ابو المكارم عضو اتحاد الصناعات المصري أن الزيارة جاءت في الوقت المناسب قبل المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، وأكد انها تكاد تكون من اهم الزيارات التي قام بها الرئيس الي الخارج خاصة اننا في حاجه حقيقية للصين فكراً وتكنولوجيا خلال الفترة القادمة وأشار إلي انها ساهمت ولازالت تساهم في جهود التنمية الاقتصادية بمصر. وأضاف أن الزيارة نجحت في اكتشاف نقاط القوة لدي الصين والتي يمكن الاستفادة منها في تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة، ولفت الي أن اهم نقاط القوة الصينية هي السياحة وكانت نتائج الزيارة في هذا القطاع آنية وملموسة حيث تم الاتفاق علي وفود سياحية للأقصر وأسوان علي خطوط مصر للطيران تبدأ مطلع يناير القادم ومد ما سينعش حركة السياحة بمصر بعد ركود دام سنوات. وأكد دكتور فخري الفقي المستشار السابق بصندوق النقد الدولي أن الزيارة تفتح صفحة جديدة من التعاون علي كافة المستويات خاصة المجال الاقتصادي، وأشار إلي أن العلاقات الاستثمارية بين البلدين كانت في حاجة للتحفيز، خاصة قبل مؤتمر مصر الاقتصادي، إلي جانب الاستفادة من خبرات الصين في مجال التشغيل ومواجهة البطالة. وشدد وليد هلال عضو مجلس الأعمال المصري الصيني علي أن الاتفاقيات التي تم توقيعها من الصين توسع قاعدة التعاون الاقتصادي والاستثماري مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.. مشيرا إلي أن الرئيس السيسي يتخذ خطوات سريعة للغاية لتحسين الوضع الاقتصادي، خاصة مع اقتراب انعقاد قمة مصر الاقتصادية مارس المقبل.. من جانبه أكد المهندس أحمد منير عز الدين رئيس وحدة المشاركة مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن التجربة الصينية من التجارب الناجحة عالميا، مما يستدعي الاستفادة منها لإصلاح الخلل الحالي في الميزان التجاري بين القاهرة وبكين والذي يميل لصالح الصين بنحو 85%. وقال إن أهمية الزيارة تتمثل في الاتفاقيات التي تم توقيعها لتعزيز الاستثمارات في الوقت الذي تخصص الصين 10 مليارات دولار للاستثمار في قارة افريقيا، وبالتالي لابد من الاستفادة من هذه القدرات التمويلية في زيادة الاستثمارات الصينية بمصر.