يعد العراق حاليا اكبر ساحات النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، إذ يمثل الشيعة في العراق حوالي 60%- 65%، وقد بدأ المد الإيراني في العراق مع الغزو الامريكي له. مازالت إيران مستمرة في دعم النظام الشيعي الموالي بالكامل لها في الوقت نفسه فلها مليشيا تابعة لها مثل جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير بوزارة الداخلية بالاضافة الي زعامات ومرجعيات تقود هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة خصوصا في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل علي الهوية وتدمير المنازل والتهجير القسري. مثلما حدث من قبل ويتكرر الان بحجة القضاء علي داعش..وتسيطر ايران بقوة حاليا علي الاوضاع بالكامل في العراق وهي تدعم علي السواء كلا من القوات الشيعية والقوات الكردية ضد تنظيم داعش. وتحت حجة القضاء علي داعش تقوم قوات الأمن العراقية والميليشيات الشيعية بتهجير الكثير من أهالي المنطقة وسط مخاوف وتحذيرات من مخطط يهدف إلي إفراغ حزام بغداد من أغلبيته السنية.. ومنذ يناير الماضي اجبر نحو 83 ألفا من السكان غالبيتهم العظمي من السنّة علي ترك بيوتهم في المنطقة الريفية حول العاصمة وفقا لتقديرات لجنة الإنقاذ الدولية. ومن المحتمل أن يكون الرقم أعلي لكن من المستحيل تأكيده بسبب هشاشة الوضع الأمني وتدعم إيران بقوة فكرة تقسيم العراق لفيدراليات كنواة لانفصال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبه دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية. ورغم الجهود التي يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي، ليبدو في صورة الشيعي المعتدل، علي عكس سلفه نوري المالكي. الا ان الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران لم تتوقف عن عمليات اختطاف وقتل السنة. فهي تقوم بأعمال انتقامية و تصفية طائفية وأصبحت خارج نطاق السيطرة. ولم يعد في مقدور الجيش كبح جماحها. في الوقت نفسه يري الخبراء ان المعركة الحاليةعلي حزام بغداد ستساهم في تحديد مستقبل العراق خلال العام القادم، وتحديدا ما إذا كان سيتعرض للتقسيم في نهاية الأمر فإذا فاز داعش بالسيطرة علي الحزام سيصبح باستطاعته شن هجوم علي العاصمة ومحاولة إسقاط الحكومة. وقد نفذ التنظيم بالفعل تفجيرات في بغداد والمناطق الشيعية في الجنوب، وقصف بالمدافع تجمعات سكنية شيعية ونصب كمائن لجنود الجيش ومقاتلي الميليشيات. كما عمد إلي قتل السنّة المعتدلين ممن يرفضون التنظيم أو قام بطردهم من المنطقة أما إذا انتصرت الميليشيات الشيعية وقوات الأمن فإن الأساليب التي استخدمتها تمثل مجازفة بتطهير المنطقة حول بغداد ومناطق من محافظة ديالي. وسيخلق ذلك منطقة يصبح الشيعة فيها أغلبية في مناطق سنّية أصلا. وتقول شخصيات قيادية من العشائر الشيعية والسنّية وكذلك مسؤولون أمنيون عراقيون إن الميليشيات قررت تخليص المناطق الخلفية المحيطة بالعاصمة من الأغلبية السنّية التي كانت تسكنها إلي الأبد.وتتهم المليشيات الشيعية السنة بأنهم كانوا يوفرون ملاذا آمنا لتنظيم داعش ويدافع نواب في البرلمان ومسؤولون حكوميون عن الأساليب التي تلجأ إليها الميليشيات. ويقول البعض إن نزوح آلاف السنّة شر لابد منه. فالسنة اصبحت محصورة بين نارين تنظيم داعش الذي يطلب البيعة من ناحية وقوات الأمن والميليشيات الشيعيةمن ناحية أخري.