هو شاب يمثل الجيل الجديد من الساسة الإسرائيليين، من مواليد عام 60 قرية الخضيرة بحيفا وهو ابن لوالدين مهاجرين من ليبيا، تمكن حتي الآن من نيل تقدير الإسرائيليين عندما صنع ثورة في عالم الاتصالات في إسرائيل ترك موشيه كحلون حزب الليكود قبل عامين لكي يقيم حزبا جديدا لم يعلن عنه بعد، لكن في أعقاب التطورات السياسية الأخيرة والإعلان عن انتخابات مبكرة في شهر مارس 2015، تلتفت العيون كلها إلي كحلون الذي يُعد الوحيد القادر علي منافسة نتانياهو، الذي قدرت استطلاعات الرأي الأخيرة، لحزبه الجديد 10 مقاعد في الكنيست. ويشير محللون في إسرائيل إلي أن كحلون لو انضم إلي أحد الأحزاب الكبيرة في إسرائيل مثل: حزب العمل أو حزب هناك مستقبل، فيسكون حتما العنصر الذي سيسقط نتانياهو من الحكم. تعود بدايات خوض كحلون مضمار السياسة إلي عام 2003 حين انتخب لأول مرة عضواً بالبرلمان وتم تعيينه نائباً لرئيس الكنيست. في الانتخابات التمهيدية لليكود عام 2006 حقق فوزاً مفاجئاً باحتلاله المرتبة الثالثة علي قائمة الحزب، وتبعاً لذلك استعاد مقعده بالكنيست في انتخابات 2009 وعينه نتانياهو وزيراً للاتصالات. أثناء عضويته في البرلمان حقق سمعة طيبة بحزمة من الإجراءات الاقتصادية المعنية بتخفيف العبء عن الفقراء، وحقق ثورة في عالم الاتصالات حين سمح بالمنافسة بين عدة شركات للمحمول فهبطت أسعار خدمات الاتصالات هبوطاً ملحوظاً بما أضاف لرصيده الشعبي. في يناير 2011 عينه نتانياهو وزيراً للرفاه والخدمات الاجتماعية عقب استقالة الوزير يتسحاق هرتسوج، وظل في المنصب حتي 2013 حين أعلن عن احتياجه للانسحاب مؤقتاً من الحياة السياسية ولم يخض الانتخابات البرلمانية التي جرت في ذلك العام. ومما لا شك فيه أن البيئة المحيطة بنتانياهو تشعر بتهديد كحلون لهم، حيث إن الأخيريمكنه أن يشكل بديلاً لناخبي الليكود التقليديين، الذين يشعرون بأن نتانياهو يضر بالضعفاء في إسرائيل، وذلك في ظل غياب مرشح آخر يمكنه أن يشكل تحديًا له. ثمة مسألة أخري تتعلق بمنشأ كحلون الشرقي الذي يمكن أن يجتذب العديد من الناخبين ذوي الأصول الشرقية والذين يشعرون بأنهم لا يملكون التمثيل الكافي في الحزب الحاكم. ويفهم كحلون أنه ليس في وضع يتيح له تهديد استمرار حكم نتانياهو، لكنه يستطيع بالتأكيد اقتطاع قسم كبير من أصوات ناخبي الليكود مما يقوض قدرة رئيس الوزراء علي تشكيل ائتلاف في المستقبل. وقد تحدث كحلون مؤخرا عن منظوره السياسي قائلا " نحن بحاجة إلي إطار سياسي جديد يضم أشخاصا نزيهين، عاقدي العزم علي خدمة الشعب وليس خدمة القوة. ووجّه نقدًا لاذعًا للحزب الحاكم برئاسة نتانياهو قائلا: " الليكود الذي آمنت به كان ليكود مناحم بيجين، الذي مثّل طريقًا اجتماعية تتمثل في تقليص الفجوات ودعم المستضعفين، وكان أيضًا براجماتيًا، وعرف كيف يصنع السلام عند الحاجة". ووفقًا لكحلون، غيّر الحزب في عهد نتانياهو وجهته وسيطر اليمين المتطرف علي مؤسسات الحزب. وهو يري أن الاقتصاد الإسرائيلي محمل بأعباء تكاليف زيادة ميزانية الأمن ممثلة في ميزانية الجيش، وتكاليف البناء في المستوطنات اليهودية، وتكاليف إعالة الاقتصاد للقطاع الديني المتشدد الذي يعتمد بشكل مطرد علي المعونات الحكومية دون مساهمة مقابلة في الدخل. وقد يحقق مفاجأة مثلما فعل لاپيد في الانتخابات الماضية بأن يأتي من أقصي خلفية المشهد إلي المقدمة وثمة احتمال حسب مؤشرات استطلاعات الرأي العام أن يحصل علي أصوات من اليمين واليسار معاً، وثمة احتمال آخر بأن يهجر كتلة اليمين بكل أصواتها وينضم لليسار أو أن يتحد مع لاپيد أو آخرين فكل الخيارات مفتوحة أمامه ليصبح الجواد المنافس لنتانياهو.