اكد الرئيس السوداني عمر البشير أنه اتفق مع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته للقاهرة التي استمرت يومين علي تأجيل القضايا وعدم مناقشتها مشيرا إلي ان الخلاف حول قضية حلايب مستمر منذ عام 1985 وان هناك مصالح ضخمة بين البلدين يمكن ان تتحقق من خلال التعاون المشترك. وقال البشير ان الخريطة التي تشير إلي وجود حلايب في الاراضي المصرية موجودة في مكانها منذ انشاء قصر الاتحادية. وتابع: «خلال 25 عاما زرت مصر مرارا وتكرارا، ولكن لم يحدث أن شعرت بالراحة النفسية مثلما حدث في الزيارة الحالية، وقد انتابني شعور غامر بصدق الرئيس السيسي وجدية توجيهاته، وقد بدت تلك الجدية واضحة في زيارته للخرطوم والتي تمت بمبادرة شخصية منه، إذ إنها المرة الأولي التي يبادر فيها الرئيس السيسي بزيارة دولة دون وفد مقدمة، وهو الوفد المكون في العادة من رجال الأمن والمراسم، ومن دون أن تتم الإجراءات الأمنية المعتادة». وأضاف البشير في حواره- مع رؤساء تحرير عدد من الصحف السودانية المرافقين له خلال زيارته للقاهرة، أثناء رحلة عودته علي الطائرة، نشر امس- انه خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث معتذرا عن بعض التفلتات التي حدثت من إعلاميين مصريين خلال الفترة الماضية، مؤكدا أننا لن نتقاتل علي حلايب، وأننا إذا نجحنا في تفعيل برامج التعاون المشترك وأنجزنا ما اتفقنا عليه، فستزول الحدود تلقائيا ولن يحدث خلاف حولها». واستطرد الرئيس السوداني: «أثناء زيارتي للقاهرة اقترحت علي الرئيس السيسي ترفيع اللجنة الوزارية إلي رئاسية . وافق الرئيس السيسي علي المقترح دون تردد، وتحمس له». وأضاف: «ناقشنا جملة من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الليبية، واتفقنا علي دعم استقرار ليبيا ووحدتها، وأكدنا علي الأمر نفسه فيما يتعلق بالصومال، حتي في القضية السورية تطابقت الرؤي بيننا حول ضرورة دعم مساعي الحل السياسي، لأن الإصرار علي الحل العسكري يعني المزيد من التدمير والقمع وتشريد المدنيين». وقال إن المستثمرين المصريين لديهم مشروعات في السودان وتعاني من بعض المشكلات تتطلب منا السعي إلي حلها، مشيرا إلي ان انشاء المناطق الحرة بين البلدين سيزيل الكثير من المشكلات وعلي رأسها مشكلة التحويل مما سينعش التجارة البينية بين البلدين لافتا إلي ان الموضوع قيد البحث حاليا بين الوزيرين المعنيين، معربا عن امله في ان يتم انجاز ذلك الامر. وتوقع البشير ان تسهم الطرق البرية في تنشيط وتيرة وحركة التجارة بين السودان ومصر لافتا إلي افتتاح طريق «اشكيت- قسطل» وهناك ايضا طريقان بغرب النيل «أرجين» والطريق الساحلي وان كل هذه الطرق من شأنها ان ترفع وتنشط حركة التجارة بين البلدين. من ناحية اخري اكد وزير مجلس الوزراء السوداني - القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي «الاصل»- احمد سعد عمر، أن الزيارة التي قام بها الرئيس عمر البشير إلي مصر تمثل اشارة واضحة لمكانة السودان الخاصة في قلوب المصريين. واشار الوزير السوداني- في تصريح له امس- إلي ازلية العلاقة بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، موضحا انها تجاوزت مياه النيل لتشمل كل المجالات واعتبر سعد العلاقة بين السودان ومصر نموذجا للعلاقات بين الدول الافريقية مبينا ان الزيارة ستسهم بشكل فاعل في تطوير مستقبل العلاقات بين البلدين، واصفا الخرطوم والقاهرة بتوءمي وادي النيل.