ذكرنا أن هناك عدة ملاحظات وعددا من العوامل المثيرة للشك والقلق، لدي المتابعين لما يجري علي الساحتين الإقليمية والدولية، بخصوص النداءات الأمريكية والدولية المطالبة بإعلان الحرب علي «داعش»، وتشكيل تحالف دولي ضدها يعمل علي وقف جرائمها والقضاء عليها في العراقوسوريا. وأكدنا ان هذه الملاحظات وتلك العوامل قائمة وموجودة رغم إدانتنا الكاملة للجرائم التي يرتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي، وبالرغم أيضا من تأييدنا للنداءات بضرورة مواجهته والتصدي له، نظرا لكونه خطرا يهدد أمن وسلامة جميع الدول، والعرب علي وجه الخصوص. ونقول في ذلك انه من اللافت للانتباه، ان الولاياتالمتحدة قد خصت تنظيم «داعش» وحده، دون بقية التنظيمات والجماعات الإرهابية، بإعلان الحرب عليه وتشكيل تحالف دولي ضده، وأن ذلك تم فقط عندما طالت نيران «داعش» الإرهابية المصالح الأمريكية في العراق والمناطق الكردية بالذات، وعندما قطعت داعش رؤوس اثنين من الأمريكيين،...، وهو ما نستنكره ونرفضه وندينه بالقطع، ولكنها لم تتحرك قبل ذلك رغم الجرائم العديدة التي ارتكبتها وترتكبها داعش طوال الشهور الماضية وحتي اليوم في سوريا وغيرها. واللافت للانتباه كذلك، صمت الولاياتالمتحدة علي الممارسات الإرهابية والجرائم الدموية، التي تقوم بها جماعات القتل والتطرف والإرهاب والتخريب في مصر، وعدم إدانتها الواضحة لهذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها ويدعمها،..، وكذلك صمتها علي ما تقوم به التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية في ليبيا وغيرها من جرائم وتخريب وهدم للدولة. ونضيف إلي ذلك الاشارة إلي الصمت الأمريكي علي التأييد المعلن من جانب تركيا لتنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، ودعمها بالمال والسلاح تحت نظر وسمع الولاياتالمتحدة،..، وهو ما يثير الدهشة والتساؤل حول حقيقة الموقف الأمريكي تجاه الإرهاب، وما إذا كانت تناهض الإرهاب بصفة عامة وتقف ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية وترفضها جميعا أم انها ضد داعش فقط لاغير؟! والجدير بالملاحظة والرصد ان هذه العوامل وتلك الملاحظات كان لها دور فاعل في اثارة الشك والقلق لدي المتابعين للتطورات في المنطقة العربية حول حقيقة المرامي والأهداف الأمريكية من وراء تحركها الأخير، وموقع سورياوالعراق بالذات في ظل هذه المرامي والأهداف.