لم أرسل الي باب »رسائل خاصة جداً« سوي لأنني سئمتها ولم أعد أفهمها بل لم أعد أفهم نفسي.. من المحق؟ أين الصواب؟ كيف أتصرف معها؟ وتساؤلات أخري تلح علي وهذه هي قصتي.. أنا شاب أبلغ من العمر 32 عاماً أعيش في أسرة مفككة نوعاً وأعاني غياب دفء العائلة لذلك اعتدت علي الحياة علي انفراد دون الاندماج بالآخرين أثناء دراستي تعرفت علي فتاة، وتطور الأمر بيننا الي استلطاف ثم انجذاب، وأخيراً حب.. نعم كنت أحبها وأظن أنها كانت تحبني لكن سير الأمور كان عكس ذلك تماما. كنت أخشي عليها من الهواء، وأشعر أنها الإنسانة التي ستعوضني عن الحب والحنان الذي حرمت منه في عائلتي وكانت علاقتنا تسير علي ما يرام، كأية علاقة بها لحظات رائعة وأشياء نختلف عليها، لكنها تغيرت من ناحيتي فجأة. كنت إذا أخطأت في حقها بدون قصد أعتذر، إلا أنها لم تكن تبادلني التصرف ذاته، وإذا أخطأت لا تعترف بخطئها، أو تغير الموضوع ولا تتحدث فيه. بسبب ظروف عملي اضطررت ان أسافر للخارج فترة، لم تغب عن خيالي وتفكيري لحظة، وكنت أفتقدها بشكل رهيب لدرجة أنني لم أستطع أن أنام، كلمتها وقلت لها ألم تشتاقي لي؟ قالت بجفاء شديد: أنت المفترض ان تسأل عني! يوم قررت ان أعود الي مصر أردت ان أجهز لها مفاجأة وصولي.. تحدثت إليها عبر الإنترنت ولم أخبرها أنني وصلت مصر، رغم أنني كنت أتحدث إليها بالإنترنت من هاتفي المحمول وكنت وقتها في الطريق من المطار الي البيت. وبعد سفر 9 ساعات بالطائرة و5 ساعات بالسيارة وصلت الي مدينتي، واتصلت بها من أسفل مقر عملها قلت لها إنني أنتظرها، لكنها رفضت النزول لي بحجة أنها مشغولة! تخيلي سيدتي.. أنا الذي أنتظرها بالأشواق والهدايا بعد سفر دام لعدة أيام، تقابلني بهذا الشكل الفظ الغليظ؟ تبادلنا رسائل العتاب علي الهواتف المحمولة، كنت أحاول ان أكون حانياً عليها، وهي مصرة علي أن تكون قاسية، لا أعرف لماذا، وفي النهاية حاولت الاتصال بها لكنها لم ترد. أريد أن أعرف سيدتي.. فيم أخطأت؟ هل باعتني أم ان هذا ما يسمونه »تقل البنات«؟ لماذا تعاملني بهذه الطريقة؟ وإذا كانت باعتني فكيف أنساها؟ أرجو أن تساعديني بالنصيحة. المعذب »ب« الكاتبة: يبدو أنك - يا صديقي - من النوع الذي لا يجيد توصيل مشاعره بطريقة واضحة وإيجابية فأنت رومانسي أو هكذا يظهر من تصرفاتك لكن تلك الرومانسية التي تعكسها تصرفاتك رومانسية شكلية (مع احترامي الكامل لك) لأن الرومانسية في جوهرها تعني الإحساس العميق بمن تحب والتقدير والاحترام لظروفه، ومسئولياته، واعبائه العملية والعائلية، وكذلك الاجتماعية. ومن منطلق هذا الإحساس العميق بمن تحب يجب أن تصدر كل التصرفات التي تعكس ذلك أنت تتحدث اليها تليفونياً من الخارج (حيث تعمل أنت) وتسألها ألم تشتاقي لي؟ فتجيبك قائلة: المفترض ان تسأل عني أنت فيغضبك هذا الرد!! مع أننا لو فكرنا قليلاً فسوف ندرك انه رد منطقي فأنت الذي يملك قدرة مالية أفضل تمكنك من الاتصال من الخارج (حيث المكالمات مكلفة مادياً) وأنت الرجل الذي يجب ان يتحمل ذلك وكذلك فإن الفتاة تحب ان تشعر أن حبيبها هو الذي يسأل عنها ويتابع أحوالها خاصة عندما يكون بعيداً.. في الغربة. وإذا انتقلنا الي الموقف الثاني الخاص بالمشهد السينمائي الذي رسمته في خيالك، وأردت ان تكون نهاية سعيدة مثل الأفلام العربية فصدمت عندما جاءت النهاية مخالفة لخيالك الخصب.. مشهد العودة الي مصر بعد سفر 9 ساعات بالطائرة و5 ساعات بالسيارة.. والانتظار علي طريقة (عبد الحليم حافظ) تحت مقر عملها والاتصال بها لإخبارها أن الذي كان يحدثها منذ لحظات من خارج مصر موجود الآن تحت مكتبها مباشرة وعليها الآن ان تطير بأجنحة السعادة، وتنزل فوراً لاستقباله!! اسمح لي ان اقول لك، أن هذا المشهد تجاوزه الزمن! ولو كان عبد الحليم حافظ لا يزال علي قيد الحياة الآن لاختلف المشهد لأن فتاة اليوم تعمل، وتكافح، وتبني نفسها وعقلها، وتبحث عن كيانها فتاة اليوم ليست هي التي تجلس في النافذة وتنتظر أن يأتيها الأمير (في أحلام اليقظة) ليخطفها علي حصانه الأبيض، أو يبني لها قصرا عاليا، ويخطف لها نجم الليالي، فتاة اليوم أكثر واقعية يا عزيزي.. ولابد ان تستوعب ذلك حتي تنجح في علاقتك العاطفية ثم الزوجية بعد ذلك. ثم من أدراك ماذا كانت ظروفها عندما فاجأتها بوجودك في مصر.. بل تحت مكتبها ومقر عملها؟ يمكن أن تكون في اجتماع، وربما كانت تقف أمام مديرها تناقش معه بعض الأمور المتعلقة بالعمل! احتمال أنها لم تكن متأنقة في ذلك اليوم، ومستعدة للقاء الحبيب (الذي هو أنت)! الرومانسية يا عزيزي ليست شكلاً.. ولا صورة.. ولا مشهدا في فيلم.. الرومانسية اعمق من ذلك بكثير.. افهم من تحب.. اشعر به.. شاركه افكاره وأحلامه.. ومتاعبه.. فكر معه بصوت عال كن سنداً له في كل وقت. هذه هي الرومانسية كما أفهمها!!