الإفتاء : إفساد يجب وقفه ... خبراء الإعلام : هدفهم الإثارة .. علم النفس : كالإرهاب لا يهدف إلا للكسب المادي فريق البرنامج : فن راق غير مبتذل قررت قناة القاهرة والناس إرجاء عرض برنامج (الراقصة) الذي عرضت منه حلقة واحدة إلي اجل غير مسمي وأرجعت القناة القرار للحداد علي أرواح الضحايا الذين استشهدوا بسيناء أول امس وكان البرنامج قد واجهته عاصفة من ردود الافعال الغاضبة بعد عرض أولي حلقاته حتي وصل الأمر إلي إعلان المجلس الأعلي للشئون الإسلامية عزمه التقدم ببلاغ للنائب العام ضد البرنامج الذي وصفوه بأنه ضمن مسلسل الهجوم الشرس علي الإسلام وأخلاقياته بالأضافة الي أكثر من 4 بلاغات تقدم بها عدد من المحامين لايقافه. كما طالبت دار الأفتاء بضرورة وقفة معللة ذلك بأنه مفسدة للأخلاق وأن مثل هذه البرامج تأتي في إطار حملة تهدف إلي هدم المنظومة الأخلاقية للشعب المصري المتدين ولا يخدم إلا المتطرفين الذين قد يتخذون من هذه الأمور ذريعة لترسيخ فكرة أن المجتمع يحارب الدين والتدين ..وعلي الجانب الآخر تضمن بيان القناة ما يؤكد علي إعادة النظر في عرض البرنامج الترفيهي وتعد هذه المرة الثانية التي يتم فيها ايقافه حيث سبق تأجيل عرضه بعد الحادث الارهابي الذي تعرض له عدد من الجنود المصريين في رفح العام الماضي. ..المعروف أن لجنة تحكيم البرنامج تضم الراقصة دينا والسيناريست تامر حبيب والتونسية فريال يوسف لأختيار أفضل راقصة ضمن 27 فتاة تم أختيارهن من عدة دول. وقد جاءت فكرة البرنامج من قبل كريم ابن مالك القناة طارق نور.. لمعرفة آراء القائمين علي البرنامج وآراء اساتذة الأعلام والأجتماع وعلم النفس حول مثل هذه البرامج التي تثير جدلا شديدا وتوجه لها تهم هدم القيم الأخلاقية داخل المجتمع. في البداية تؤكد د.سامية الساعاتي استاذ علم الأجتماع بجامعة عين شمس وعضوالمجلس الأعلي للثقافة بأنه يجب الحرص من قبل الاعلاميين علي مراعاة ضمائرهم في كل ما يقدمونه للمشاهدين وأوضحت أنه هناك العديد من الموضوعات يجب مناقشتها والعمل علي حلها.بينما أن نناقش موضوع مثل الرقص الشرقي وقيام البعض بالدعوة الي عرضه كمسابقة علي غرار برامج المسابقات لاكتشاف الموهوبين في الغناء والتمثيل فهنا يجب أن نتوقف عند الهدف من مثل هذه البرامج التي يكون ضررها أكثر من نفعها لدي الشباب والشابات خاصة المراهقين والأطفال أيضا .وأضافت قائلة أن الحل يمكن أن يكون بوقف عرض مثل هذه البرامج والأكتفاء بالمدارس والأكاديميات التي تعلم فنون الرقص في نطاق ضيق وليس بشكل عام مما يعرض أبنائنا للخطر وقالت أعتقد أن هذا البرنامج يخرج عن هدف الأعلام بشكل عام والذي بجب أن ينشغل ببناء الوطن وليس هدمه. تساءلت أين فن الباليه مثلا؟ كفن راق يتذوقه العديد ولكن بدون إسفاف أوخدش حياء المشاهد عبر التليفزيون. أما د. صفوت العالم استاذ العلاقات العامة والاعلان بجامعة القاهرة فقال إن القاء الضوء علي الهوايات الخاصة بالجيل الحالي من الشباب هام جدا حتي نخرج أجمل ما لديهم من طاقات ايجابية تنعكس بشكل ايجابي علي المجتمع أما أن نلخص هذه الهواية في عرض برنامج للموهوبات في فن الرقص الشرقي فهذا بالتأكيد مرفوض لدي المجتمع شكلا وموضوعا. وأنا أسأل القائمين علي البرنامج ما هي الرسالة التي ستقدمونها للمراهقين والأطفال الذين سيشاهدون برنامجكم؟! فالأجابة بالتأكيد ستكشف عن مدي الهبوط القيمي والأخلاقي لأنهم يقدمون لهم نموذج غير جيد ودعوة للأثارة الجسدية. وبالتالي فنطالب جميعا كمجتمع شرقي وقفه وعدم عرضه. ويقول د. هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر أن المسالة تجارية بحته وبرنامج الرقص مجرد وسيلة بسبب إقبال الناس علي الفنون وأضاف أن البرنامج مجرد تقليد للمجتمع الغربي الذي حققت فيه مثل هذه البرامج نجاحات وعوائد مادية كبيرة مثل برنامج امريكان ايدول الذي ظهرت منه نسخه عربيه وأضاف أنه يسأل هل سيكون البرنامج للفن التعبيري الجميل أم لإثارة الغرائز وأضاف أعتقد أن مثل هذه البرامج غير تربويه وعلي اولياء الأمور تدارك ذلك حرصا علي أولادهم وعن التحليل النفسي لتصاعد موجة الاثارة سواء في البرامج أوحتي الدراما قال أن ما يحدث يعكس حالة نهم للكسب المادي بعد تغير بعض سمات المجتمع من الإهتمام بالروحانيات إلي سيطرة الفكر المادي وأضاف انه مثل هذه المور مثلها مثل التطرف والإرهاب فكلاهما يتم بتأثير المال والسعي لكسبه مهما كانت أضرار الفعل علي المجتمع ويؤكد د. عدلي رضا استاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بجامعة القاهرة بأنه يجب تفعيل ميثاق الشرف الأعلامي وتطبيق مبادئه علي أرض الواقع فالمشكلة الأساسية تتمثل في أن الإعلام أصبح مهنة من لا مهنة وأستباح هؤلاء كل شيء معتقدين أنهم بذلك إعلاميون يمارسون المهنة بهدف ايصال رسائل مثل الأعلاميين الحقيقيين ولكنهم للأسف دخلاء مهنة يقدمون برامج أفكارها سطحية وليست قدوة خاصة لدي الشباب.وهدفهم فقط الأثارة وجذب المعلنين بشكل فوضوي. وأضاف أنه يجب وقف البرنامج ومحاسبة كل شخص يفسد الذوق العام لدي المشاهدين. فأصحاب القنوات الآن يضعون مصالحهم المادية قبل مصلحة الوطن الذي هوفي حاجة شديدة الي تقديم برامج هادفة تبني العقل الذي هوأساس تطوير أي وطن. وأشار د.سامي عبد العزيز عميد كلية الأعلام بجامعة القاهرة بأن العلاج الفعلي لمثل هذه البرامج التي يعترض عليها المجتمع الشرقي هووقفها وعدم عرضها. مضيفا الي أن مهنة الأعلان تجمع بين الجيد والرديء ولكن اسوأها الذي يهدف الي الربح المادي فقط دون النظر الي القيم الأخلاقية التي تبث من خلاله. ولقد أعرب الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي عن غضبه الشديد لعرض مثل هذه البرامج وقال لقد وكلت بنفسي محاميا لرفع دعوي لوقفه موضحا أن خطر مثل هذه البرامج علي الشباب العربي مثل خطر المخدرات تماما وأستشهد بالآية الكريمة(ولتكن منكم أمة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم ويوافقه الرأي الداعية الأسلامي د. محمد وهدان رئيس قسم الأعلام بجامعة الأزهر «بنات» الذي عبر عن حزنه الشديد عندما علم بعرض أول حلقة لمثل هذا البرنامج الذي لا يصب في مصلحة الأمة والثقافة وتدمير قيمها وثوابتها وبالتالي افساد الآلاف من البنات اللاتي سيرغبن في الشهرة وتقليد الراقصات التي سيكن قدوتهن بعد مشاهدة البرنامج! فالاعلام بلاشك يؤثر بشكل مباشر وسريع لذي المتلقي. مشيرا الي أن المرأة جوهرة مكنونة مصونة من عند بارئها، ويجب الحفاظ عليها وعلي صورتها داخل المجتمع المصري بشكل خاص والعالم بشكل عام.مضيفا الي أن هذا البرنامج سيسيء ليس للقناة فقط ولكن الي مصر بلد الأزهر الشريف.وطلب رجاء من القائمين عليه بأن يتقوا الله في مصر . علي الجانب الآخر قال السيناريست تامر حبيب أن الذين أعترضوا علي البرنامج لا يعرفون قيمة فن الرقص الشرقي بعيدا عن الأثارة والأسفاف منذ أيام أفلام الأبيض والأسود التي عرضت العديد من مشاهد الرقص الشرقي التي اشتهرت به كل من الراقصات تحية كاريوكا وسامية جمال وغيرهن. بينما أكدت فريال يوسف أنها قبلت أن تكون في هذا البرنامج بعد أن تأكدت من الشركة المنتجة له أنه سيكون غير مبتذل علي الأطلاق وأنه يهدف الي حماية الرقص الشرقي من الأنقراض وتصحيح الرؤية عنه بأنه فن راق لا يهدف الي الأثارة .. بينما فضلا طارق نور مالك القناة والراقصة دينا عدم التعليق علي كل ما يثار حول البرنامج.