سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غزة تنعم بالهدوء بعد خمسين يوما من العدوان المدمر ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار.. وخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية
قادة «حماس» و«الجهاد» يظهرون علنا للمرة الأولي وسط فرحة شعبية عارمة
فلسطينيون يحتفلون فى الشوارع بعد بدءسريان وقف إطلاق النار بعد خمسين يوما من حرب مدمرة يؤكد كل من الطرفين انتصاره فيها، دخل وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين - الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية - حيز التنفيذ. وأمضي أهالي قطاع غزة والاسرائيليون ليلة امس بهدوء بعد سريان وقف اطلاق النار، فيما لقي الاتفاق ترحيبا دوليا حيث أعرب السكرتير العام للأمم المتحدة «بان كي مون» عن أمله أن يكون وقف إطلاق النار في قطاع غزة دائما وأن يمهد الطريق أمام عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. كما رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالهدنة الدائمة داعيا الأطراف الي التمسك ببنودها. وفي طهران حيت وزارة الخارجية الإيرانية ما وصفته ب»انتصار» الفلسطينيين الذي أسفر عن «إذلال اسرائيل». كما رحبت قطر بالاتفاق معربة عن استعدادها للمشاركة في إعادة اعمار القطاع الفلسطيني. ومن جانبه أشاد المتحدث بإسم حماس «سامي أبو زهري» بالدور المصري، قائلا إنه «أساسي وتاريخي» في دعم القضية الفلسطينية. وقال أبو زهري «إننا رحبنا منذ البداية بالدور المصري في التوصل إلي اتفاق التهدئة واتجهنا إلي القاهرة لتحقيق ذلك، ونعتبر هذه النهاية هي نهاية جيدة وتحافظ علي دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية». وأضاف «نأمل أن تستكمل مصر هذه الخطوة بإدخال التسهيلات التي وعدت بها علي معبر رفح البري». وخلال احتفال جماهيري وسط مدينة غزة، ظهر للعلن للمرة الأولي منذ بدء الحرب في الثامن من يوليو الماضي قادة حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي». وتعهد كل من «محمود الزهار» القيادي البارز بحماس و»محمد الهندي» القيادي بحركة الجهاد في كلمتين امام آلاف الفلسطينيين بمواصلة التسليح «وتطوير قدراتنا وبرنامج المقاومة ووحدتها». وأعرب مسئول بارز في حركة حماس التي تدير قطاع غزة عن استعداد قوات الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة التوافق التي شكلها في يونيو حزيران للسيطرة علي نقاط العبور. وقال مسئولون إن إطلاق النار اثناء الاحتفالات أدي إلي مقتل فلسطيني وإصابة 19 آخرين. في المقابل صدر رد هادنئ من إسرائيل التي قالت إنها ستسهل تدفق السلع المدنية والمساعدات الإنسانية وفي مجال إعادة الاعمار إلي القطاع الفقير إذا حدث التزام باتفاق وقف إطلاق النار «المفتوح». وقال «مارك ريجيف» المتحدث باسم رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» ان تل أبيب ليست لديها مشكلة مع الدعم المدني لغزة. من جهته، أكد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية «عاموس جلعاد» أن حماس تكبدت ضربة شديدة خلال عملية «الجرف الصامد» بقطاع غزة لتخرج منها ضعيفة جدًا. وأضاف في تصريحات لراديو «صوت إسرائيل» أن حماس «جلبت الكارثة علي نفسها وهي تواجه الآن جهودا جبارة لإعادة إعمار قطاع غزة». كما اعتبر مستشار الأمن القومي «يوسي كوهين» ان «حماس تكبدت ضربة عسكرية شديدة للغاية طالت المنظومات الإستراتيجية للحركة، وهي الأنفاق الهجومية ووسائل إنتاج وإطلاق القذائف الصاروخية ومقرات القيادة، فضلاً عن قتل عدد من قادة حماس». لكن أربعة من أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية الثمانية يعارضون الاتفاق بينهم وزير الخارجية «أفيجدور ليبرمان». كما انتقدت وزيرة العدل «تسيبي ليفني» من جهتها الاتفاق معتبرة انه كان لابد ان ينص علي «تجريد قطاع غزة من السلاح». وانتقد ايضا عدد من رؤساء البلديات والمجالس الاقليمية في محيط القطاع الاتفاق معربين عن مخاوف من تجدد القتال في الفترة القادمة. وكان اسرائيليان قد قتلا امس الأول بقذيفة هاون أطلقت من قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان قبل بدء سريان وقف اطلاق النار. وأعلن الجيش الاسرائيلي إلتزام الجانبين بوقف اطلاق النار، موضحا انه «لم تجر أي عملية اطلاق صاروخ علي الأراضي الاسرائيلية او غارة جوية اسرائيلية علي قطاع غزة منذ موعد بدء الهدنة الدائمة».