هل ينجح وزراء الرى فى الوصول الى حل لازمة سد النهضة وسط استعدادات سودانية غير مسبوقة تؤكد حرصها علي انجاح المفاوضات وتقريب وجهات النظر والوصول لاتفاق ثلاثي حول سد النهضة تحتضن العاصمة السودانية الخرطوم غدا الإثنيين جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية لوزراء المياه في كل من مصر وإثيوبيا والسودان، بعد توقف دام ثمانية أشهر للخروج من ازمة بناء سد النهضة الاثيوبي طبقا لمحددات البيان المشترك الذي عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي هيلي ماريام علي هامش القمة الأفريقية بمالابو الغينية حيث من المقرر ان يصل اليوم الأحد الوزراء والوفود الرسمية للدول الثلاث والخبراء الفنيون بدول النيل الشرقي للعاصمة الخرطوم استعدادا لاستئاف المفاوضات المباشرة بين الدول الثلاث دون وجود اي شروط مسبقة من الاطراف الثلاث لحضور الاجتماع. كما انه من المقرر ان يصل الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري والوفد الرسمي للخرطوم اليوم وسيكون في استقبالهم الوزير السوداني معتز مرسي حيث يعقبه اجتماع مشترك للتحضير و الإعداد لاجتماع وزراء مياه الدول الثلاث فضلا علي اعتماد الضوابط والمحددات الجديدة الداعمة لتعظيم وتقوية التعاون بين البلدين خلال اجتماعات الهيئة الفنية الدائمة المشتركة المصرية السودانية لمياه النيل برئاسة الوزيرين حيث سيتم مناقشة الموضوعات المتعلقة بمياه النيل واعتماد اللائحة التنفيذية و سبل تطوير إدارة النيل بأفضل الطرق العلمية لاستغلال مياهه الاستغلال الأمثل بما يحقق مصالح الشعبين المصري و السوداني. ومن جانبه اعلن الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري ان الحكومة الاثيوبية وافقت رسميا علي المقترح المصري بالاجندة والبرنامج المحدد لمسار الجلسات الفنية والتي سيتم إقرارها وتنفيذها غدا في الجلسة الافتتاحية الاجتماع كما هي دون تعديل وضع الاطار العام . واكد مصدر مسئول سوداني انه المقرر ان يتضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري طرح المخاوف المصرية الخاصة بسلامة السد ومعدلات الأمان وأبعاده وسنوات التخزين والملء، وآليات تنفيذ توصيات اللجنة الدولية لسد النهضة الاثيوبي، وذلك استكمالا للمشاورات السابقة وسعيا للوصول للاتفاق حول المقترحات المصرية التي قدمت في الاجتماعات السابقة و التي تشمل برنامج ملء خزان وبحيرة سد النهضة الاثيوبي وكيفية تشغيلها وادارتها خاصة في حالات الفيضانات المنخفضة بالاضافة الي تنفيذ توصيات اللجنة الدولية حول سد النهضة، مشيرا ان السودان تحاول طمأنة مواطنيها بعد تقديم الجانب الإثيوبي تعهدات علمية حول هذه الدراسات. فيما اكدت مصادر مصرية مطلعة بملف النيل ان مصر ممثلة في الوفد الفني جاهزة للاستئناف المفاوضات الفنية حول سد النهضة الاثيوبي والمقررة انعقادها بالعاصمة السودانية الخرطوم علي مدي اليومين الاثنين . وحول امكانية التوصل لاتفاق نهائي و شامل حول ازمة سد النهضة خلال اجتماعات الخرطوم القادمة قالت المصادر السودانية ان المفاوضات لن تكون سهلة و انه لن يمكن انهاء كل شيء في يومين فقط ولكن ستوضع استراتيجية عامة محددة بموضوعات واليات ومدد زمنية متفق عليها لانهاء الدراسات وعمل الخبراء الفنيين. وقالت انها تتوقع ان يتم الاتفاق بين وفود الدول الثلاث علي اجتماع آخر لاحق خلال الاسابيع التي تعقب اجتماع الخرطوم القادم لمتابعة واستكمال اعمال اللجنة الفنية المشتركة لسد النهضة وتنفيذ الاستراتيجية الموضوعة والتي سيتم التوافق والاتفاق حولها خلال الاجتماعات. وتابع أن "المفاوضات ليست سهلة، وقد تستغرق بعض الوقت وتحتاج إلي عدة لقاءات لاحقة، ولكن توافر الإرادة السياسية والنية الصادقة لدي الجميع كفيل بإزالة أي معوقات". وكشف المصدر أن "مصر ستنطلق في المفاوضات أيضا من رؤية جديدة تضع حلا للأزمة، علي ضوء القمة المشتركة بين البلدين في ملابو، حيث سيتم استعراض النقاط التي اشتمل عليها البيان المشترك بين البلدين، والتي من الممكن أن تكون مفتاحا لحل هذه الأزمة، مثل الحديث عن فواقد المياه، واستخدامات مصر للمياه، واحترام القوانين الدولية، واحترام مصر للتطلعات التنموية لإثيوبيا". وأعرب المصدر عن احترام مصر للتطلعات التنموية لإثيوبيا، قائلا "لسنا معترضين علي تلبية احتياجات إثيوبيا من الكهرباء، حتي لو كانت مضاعفة، فقط ما يقلقنا هو أمان السد، وحجم تخزين المياه بالبحيرة الملحقة به والذي قد يلحق الضرر بحصة مصر من نهر النيل، وهو ما يدفعنا إلي التحري عن مخاوفنا بشأن هذه الأضرار المحتملة من خلال الحسابات والمعايير الفنية".