دموع الحاجة فريدة بائعة الفاكهة وهى تقول الحمل تقيل قوى تجلس تحت شجرة ضخمة علي ضفاف النيل بمنطقة الكيت كات، تنظر في هدوء للشارع تراقب حركة المارة، تستند الحاجة فريدة بائعة الفاكهة بكف يدهاعلي خدها في انتظار ان يأتي من يشتري منها فيأتي معه الفرج، تستلم بضاعتها من الفاكهة «شكك» من بعض التجار الذين يقدرون ظروفها و لا يطالبونها بالدفع مقدما، لكنها في كل الاحوال اذا باعت ترد للدائن دينه وترزق مما يتبقي لها، واذ لم تبع وتبقي معها بضاعة فهي مطالبة بان تسد للتاجر ثمن ما اعطاها،و في اغلب الاحيان يتبقي معها من الفاكهة ما يتجاوز ثمنه ما يمكن ان تكسبه في اغلب الاحيان، اقتربت منها أتاملها واقرأ ماحفرته السنون في تجاعيد وجهها، في البدايه ظنت انني زبونه فبادرتني قائلة «والله يابنتي الفاكهة صابحة وزي الفل، اوزن لحضرتك كام كيلو»، قلت لها «انتي اللي زي الفل يا حاجة»، واكملت «ممكن اتكلم مع حضرتك شويه»، و بدأ الحوار بيننا فعرفت انها ورثت المهنه عن والدها منذ اربعين عاما بعد ان طلقها زوجها وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها للزواج من أخري، وترك لها سبعة اولاد، علمت منهم ولدا واحدا ولم تسمح ظروفها المعيشية ان تستكمل تعليم بقية اولادها. مافيش حد من اولادك بيساعدك في المعيشة؟ بدا صوتها مختنقا اكاد اسمع فيه نبرات البكاء وهي تقول: «أبني اللي كان بيساعدني اتقتل .. كان رايح يدفع أيجار الشقة طلع عليه بلطجي موته بالغدر .. وسابني لوحدي .. وسابلي اولاده الاربعة وامهم .. وانا دلوقتي اللي مسئولة عنهم كلهم.. الحمل تقيل اوي يابنتي بس ربنا موجود والناس الطيبين موجودين» انتي ساكنة فين؟ انا بنام هنا في الشارع جنب فرشتي بضاعتي .. معنديش بيت يا بنتي. مش عايشة مع مرات أبنك ليه؟ مش عاوزه اروح اتقل عليها .. المكان ضيق ومش هيكفينا كلنا .. كمان انا بخاف تضايق من وجودي فتفكر تتجوز وتسيبلي العيال اتلبخ بيهم.
وفين ولادك التانيين مش عايشه مع حد منهم ليه؟
ابني التاني اتقبض عليه في قضية مخدرات.. معرفش اذا كان بيبيع ولا بيتعاطي الهباب ده .. المهم اهو اتسجن 15 سنة.. وانا بصراحه معرفش عنه حاجة ولا عايزة اعرف .. لاني بحب الحلال و عيشة الحلال و الحرام ربنا يكفينا شره.
مش عاوزة حاجة يا أمي؟
انا نفسي في بيت اعيش فيه يابنتي .. بيت يأويني بعيد عن عنين الناس زي بقية الخلق اللي عايشين.. بس الحمدلله في واحدة زبونتي عملتلي معاش ب 300 جنيه «الله يسترها» و اهي ماشية و الحمدلله.