تهريب السلع يهدد الاقتصاد آخر محافظات الصعيد والبوابة الرئيسية لدولة السودان، وبالرغم من انتشار قوات الأمن وحرس حدود علي الجانبين المصري والسوداني، الا أن المهربين دائما ما يجدون طرقهم لتهريب البضائع المختلفة عبر أسوان. بحيرة ناصر تعتبر من أكثر المناطق التي يستخدمها المهربون سواء للتهريب خارج مصر أو داخلها للمحافظات الأخري، وتأتي بعد ذلك الحدود بين دولتي مصر والسودان التي يستغلها المهربون في تمرير بضائعهم بين الجانبين . وتختلف أنواع البضائع المهربة من أسوان فالأسماك تعد الاكثر تهريبا الي السودان ، أما الابقار فدخولها الي مصر يعد الأسهل، بينما تأتي عمليات تهريب الأسلحة والاثار في المرتبة الثالثة لصعوبة مرورها مقارنة بالسلع الغذائية الا ان العديد من المهربين ينجحون في المرور عبر الحدود. وما بين التهريب من والي أسوان يقف حرس الحدود وقوات الامن لاحباط عمليات التهريب والتي لم تقتصر فقط علي البحيرة والحدود بل امتدت لمطار اسوان وميناء السد العالي . تعد بحيرة ناصر الوسيلة المفضلة للمهربين لنقل بضائعهم وعادة ما يتم تهريب البضائع الصغيرة خلالها كالادوية والمنتجات الغذائية والاسماك ولا يقتصر الامر علي الافراد بل تحاول الشركات ايضا استغلال ذلك ولعل احباط قوات الامن باسوان عملية تهريب كمية كبيرة من الادوية الي السودان عبر بحيرة ناصر كان له الأثر الاكبر لتوجيه الانظار لها كوسيلة للتهريب حيث حاول أحد أصحاب شركة استيراد وتصدير تهريب كمية كبيرة من الادوية المتنوعة مجهولة المصدر وغير مرخصة الي دولة السودان لبيعها واثبتت التحريات انه كان يستعد لتهريبها عبر بحيرة ناصر .. كما تأتي عملية تهريب الاسماك علي رأس قائمة المنتجات الاكثر تهريبا حيث يستخدم الصيادون الصغار البحيرة لتهريب الأسماك عبرها الي وادي حلفا السودانية بدون صعوبة ويؤكد لنا « محمد .ح» أحد تجار الأسماك» ان عملية تهريب الاسماك للسودان هي عملية مربحة جدا مقارنة بتهريبها الي داخل مصر وذلك لسببين اولهما ارتفاع اسعار السمك المصري بالسوق السوداني حيث تصل الي الثلاثة اضعاف، والثاني هو عدم وجود صيادين كثر بالسودان بالاضافة لثراء البحيرة في الجانب المصري بالاسماك ويشير الي ان عملية التهريب تعد اقل خطورة لعدم وجود أمن مختص بمراقبة البحيرة من الداخل. الحدود والاسلحة اذا كان المهرب متمرسا ويجيد حيل التهريب فهو هنا يلجأ الي التهريب البري بدلاً من النهري ليتمكن من نقل البضائع بكميات اكبر ويأتي تهريب الأسلحة والابقار علي رأس قائمة أولويات المهربين ولا يقتصر الامر الي تهريب الاسلحة من السودان الي مصر بل امتد للتهريب من ليبيا الي مصر ففي نهاية العام الماضي تمكنت القوات المصرية من احباط محاولة تهريب أسلحة ليبية إلي محافظة أسوان وذلك في كمين شرطة بمنطقة السباعية حيث حاولت احدي السيارات اقتحام الكمين للهروب من التفتيش، وأطلق أفراد الكمين أعيرة نارية في الهواء، لإيقاف قائد السيارة الذي بادر بإطلاق الرصاص علي أفراد الكمين وحاول الهرب، لكن القوة الأمنية في الكمين طاردت السيارة وتمكنت من إيقافها والقبض علي قائدها، وتبين وجود مدفع جرنيوف وكميات من الذخيرة الحية الخاصة به في السيارة. وكشفت التحريات حينها أن السيارة مهربة من ليبيا وليس لها مثيل في مصر، وأنها مخصصة لتحميل المدافع، ومن المرجح أن تكون السيارة قد تسللت عن طريق أحد الدروب بالصحراء الغربية المتاخمة للحدود الليبية.. ومن أشهر حوادث التهريب هي القبض علي مهربين مطلع العام الحالي في منطقة ارقين جنوب مصر الحدودية مع السودان وتحديدا غرب بحيرة ناصر جنوب مدينة أبو سمبل حيث تم القبض علي ثلاث سيارات نقل منهم سيارة تحمل لوحات سودانية محملة بأبقار يتم تهريبها من السودان .