ستظل مسألة الموت هي السر الأعظم الذي احتارت فيه البشرية بكل أيديولوجياتها وعقائدها فمهما كان شأنك وعقيدتك «سيدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة». وكما حدث مع الزميل العزيز حسين عبدالعزيز فقد اختطفه الموت منا ومن بين ايدينا ولم يكن لنا حول ولا قوة. كان آخر لقاء لي معه يوم الثلاثاء قبل نوبة المرض التي أصابته بثلاثة أيام وكان كعادته طيبا ودودا بشوشا وإن اعتلت وجهه مسحة من الحزن، صلي معنا الظهر كعادته التي لم تنقطع طوال عمره في الاخبار، وكذلك مناوشاته وخفة ظله التي لم تنقطع أبدا. قلت في نفسي بصوت عال عندما علمت بمرضه ثم بوفاته: يا سبحان الله من كان يدري انها آخر مرة أراه فيها يصلي معنا ويناوشنا قال الزميل عبدالحميد عيسي هذا حالك فماذا هو حال من كان معه يوم الجمعة طوال النهار وضحكته تملأ الأجواء. هذا هو شأن الحياة وسيظل سر الموت الأعظم عصيا علي الإنسان فما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ولكن عزاء الإنسان المسلم أن الحياة دار ممر والآخرة دار مقر فعسي أن نعتبر مما نعايشه ولا يمر بنا ثم تلهينا الدنيا بمشاغلها.. لعل الله يجمعنا جميعا في مستقر رحمته يوم القيامة. فإلي رحمات الله أيها الزميل العزيز حسين عبدالعزيز.