إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا المصير. كلمة يحددها القدر، لكن يحاول البشر التدخل فيها دون علم او دراية بشيء، واحيانا يضيعون اناسا اقرباء منهم معتقدين انهم يضعونهم علي الطريق الصحيح.. وهذه هي قصتي. أنا طالبة في المرحلة الثانوية، عمري الان 71 عاما، اعرف انني في سن مبكرة للغاية للتفكير في الزواج او الخطوبة، لكنني بالفعل مرتبطة بشاب يكبرني بعامين فقط. هو مازال يدرس بالجامعة، وشاءت الظروف ان نلتقي ذات مرة، لكنها كانت المرة الاهم، وحدث الحب من اول نظرة، وبدأت علاقتنا في التوطد شيئا فشيئا. القصة لها وجهان احدهما ايجابي والآخر سلبي، اما الايجابي فهو ان حبيبي ليست لديه اية مشاكل مادية، ولذلك فبامكانه التقدم لي قبل ان ينتهي من دراسته، وهذا الرأي يحبذه والده الذي يريد ان يزوجه وهو في سن صغيرة. اما الوجه السلبي الآخر، فهو ان صغر سن حبيبي يجعل والده غير واثق في اختياراته، وبمعني اصح يريد ان يختار له عروسه، ويرفض تماما ان ينتقي حبيبي من يريد ان يكمل معها مشوار الحياة، بحجة انه مازال صغيرا وتفكيره سيكون قاصرا، وغير قادر علي تحديد الصواب من الخطأ وهذه سيدتي هي الطامة الكبري، وسبب المشكلة التي اعيشها الآن. منذ فترة رشح له والده ابنة شقيقته »ابنة عمة حبيبي« للزواج منها، لكنه رفض رفضا باتا، وقال لوالده انه مرتبط بانسانة »هي انا« ولن يتنازل عن حبه لها مهما كانت الاسباب، وقتها حدثت مشاكل لرب السماء بين الاب وابنه، لكنها انتهت علي خير بعد ان نمي الي سمع عمته هذا الخلاف، فتدخلت ورفضت هي الزيجة حتي لا تحدث فتنة في العائلة. ومرة اخري ظهرت المشاكل، عندما تعرض حبيبي لضغوط جديدة من والده، الذي امره بان يتزوج ابنة صديق له يعمل بمركز مرموق ويكاد يوازي الوالد ماديا واجتماعيا. هذه المرة لن تكون امامه حجة للرفض، ولن يرحمه احد من المشاكل المنتظره مع والده، فالموضوع بعيد عن العائلة وامر الوالد واجب النفاذ، وكذلك يرفض الاب ان يعطي ابنه اية فرصة حتي لمجرد ان يعترض ويوضح له انه يحبني انا ويريد الزواج مني انا. أنا الآن اتحدث بالنيابة عن حبيبي، واسألك سيدتي.. ماذا تفعلين لو كنت مكانه!. ك. ب الكاتبة: لو كنت مكانه.. اقصد مكان حبيبك الحائر بين الحب والواجب، حبه لك، وواجبه في ان يطيع والده، لجلست بعيدا عن العواطف »رغم احترامي لها« وامسكت بورقة وقلم، ووضعت المشكلة بتفاصيلها امام عيني حتي اراها جيدا، بكل ابعادها وزواياها، ثم ابدأ في التفكير في كيفية الخروج منها بلا خسائر.. أو بأقل الخسائر. معطيات المشكلة تقول.. ان هذا الشاب »حبيبك« طالب لا يزال يدرس في الكلية، وأنت كذلك طالبة صغيرة جدا عمرك 71 سنة!. والمعطيات تقول ايضا.. ان والد الطالبة ميسور ويعتقد ان الوفرة المالية هي فقط المطلوبة لبناء عش زوجية سعيد لذلك فهو يبحث لابنه الطالب الصغير عن عروس.. مرة ابنة عمته، ومرة ابنة صديقه الميسور ايضا.. يعني كل المسألة الزوجية في نظره هي مسألة مادية لا علاقة لها بالتوافق النفسي والروحي والعاطفي بين الشابين المقبلين علي الزواج، ولا تدخل فيها حسابات النضج العقلي والعاطفي الذي يسمح لكل منهما بالقدرة علي الاختيار الصحيح، وتحمل مسئولية قرار مصيري كقرار الزواج!. والحقيقة انني اعجب لهذا النوع من التفكير الذي يختصر قرار تأسيس مؤسسة الزواج في ناحية واحدة فقط مهما كانت اهميتها، لان الزواج بناء يحتاج الي عدة اعمدة رئيسية، واساس قوي حتي يصبح علاقة قوية، تضمن لنفسك البقاء والاستمرار والنمو وتنجح في امتداد جميل من اطفال اسوياء تمت تنشئتهم في بيئة يملؤها الحب والتفاهم والانسجام العقلي والعاطفي.. النفسي والثقافي. واعتقد انني لو كنت مكان حبيبك.. ومكانك لاجلت الفكرة نفسها حتي تنهيا دراستكما ويحصل حبيبك علي عمل ويثبت ذاته في العمل الذي يختاره ويجد فيه نفسه، وكيانه. ولو كنت مكانه لجلست مع والدي بمنتهي الاحترام والهدوء وشرحت وجهة النظر التي ذكرتها لكما الان عن شروط الزواج الناجح او الذي نأمل في ان يكون ناجحا، واقنعته بتأجيل القرار المهم جدا في حياتي حتي اكون مستعدا نفسيا، وانسانيا للاقدام عليه ونجحت في اقناعه.. لان الشخص المؤمن تماما بشيء او قضية.. قادر علي توصيلها، ومعها حماسه وصدقه الي الاخرين. أتمني ان يفعل ذلك.. ان تنتظرا حتي تصلا الي المرحلة المناسبة لاتخاذ هذا القرار المصيري في حياتكما.