إيمان همام مصر التي فاقت مقاييسها الخلقية دساتير العالم، قبل أن تكتب هذه الدساتير بآلاف السنين، وفي قوانين أخلاقياتها أمحت الفوارق الاجتماعية أمام القانون المصري القديم، هي أول من بحث عن الحق والباطل، في تاريخ الإنسان وتشهد به قصة «منف» في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد. مصر كانت تحرص علي العادات والتقاليد وأسلوب العيش والعقائد، وحين لا يصدمها أحد في هذه المقدسات فهو من غضبها آمن، مصر يقول عنها عمرو بن العاص «إن ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة» مصر عرفت التبتل بل أقدم ما عرف عن الزهد والورع الشخصي في معناه الروحي العميق، إنه علي الرغم من أن الشعب المصري قديما متعدد الآلهة ولكن الكهنة والحكماء حتي أفراد الشعب العاديون، كانوا يعلمون علم اليقين أن الله واحد، وأن الجنة والنار والثواب والعقاب والبعث كلها مفاهيم مصرية قديمة وقاموا بتصويرها علي الجدران في لوحة «الحساب» ومن المعتقد عند المصريين القدماء قبل الاسلام حرموا لحم الخنزير منذ أتخذ «سيت» الذي يمثل أله الشر هيئة خنزير، وكان المصريون القدماء يعنون بفحص طهارة الذبائح وسلامتها.. ومطابقتها للطقوس الدينية، كما كانت الطهاره في مصر القديمة أمرا ليس بالغريب خاصة وانه نابع من عقيدتهم والنظافة كانت عندهم عقيدة ايضا قبل ان تكون سبيلا للصحة القوية ومن أقوال الكاتب الكبير عباس العقاد عن المصريين. إنما هي أمة توارثت العقائد والمأثورات جيلا بعد جيل، وأصبح لها من بعض تلك العقائد تراث تصونه فوق صيانة المصلحة وتغار عليه اشد من غيرتها علي المال والثروة، ثم هي أمة ذات أرزاق مطردة ومعيشة مستقلة يعنيها إصلاح الارض والسماء والعوارض والاجواء، أما اذا اصيبت في عقائدها وموروثاتها أو ظهر لها الجور علي أرزاقها ومرافقها، فهنا يستعصي قيادها كأشد ما يستعصي قياد أمة. من عجائب أمر هذا الشعب المصري أن شخصيته القادرة عملت عملها في أزماته ونكباته مالم تعمله شخصية أخري لأمة من الأمم، وفي قصة الفلاح الفصيح أو الفلاح المصري قصة «الحق والباطل» بقرار عادل كالموازين الدقيقة التي لا تخطئ. العدالة العمياء وظهرت لأول مرة في تاريخ الأخلاق، وقد بقيت صورتها وهي منصوبة في يد العدالة العمياء رمزا لذلك حتي يومنا هذا. مصر عرفت طوال عمرها حياة التدين، ولكنها لم تعرف التعصب في الدين أو الضغائن، فسلم تاريخنا كله من المذابح الطائفية «إلا ان يتسلل إليها من طائفة غريبة أو دخيلة» مصر تتمسك دائما بالماضي والامتداد به نزعة نباتية من مصر الزراعية. مصر المتدينة الاسلام وجد في مصر جوا مهيأ، وتأصل فيها تأصيلا لم يبلغه في مكان آخر مصر هي التي دافعت عن الإسلام في مواقعه الكبري وقامت له فيها أقدم وأكبر جامعة إسلامية، لان مصر لم تكن تدين بشيء غريب عليها بل مالت اليه بما فيه منها من ماضيها ومن طبيعتها، كما حفظت مصر التراث الإسلامي، فلم تكن لتحتفظ به لولا شعورها الاصيل بالتراث والقيم. فالارهابيون الذين خططوا في وثيقة تسمي «فتح مصر» التي عثروا عليها مع أعضاء «خلية مدينة نصر الإرهابية» بنود الوثيقة تتضمن «ثلاثة أشياء» أولها «فتح مصر» وكأن مصر كافرة.. فهل مصر كافرة؟ إن لم نكن نحن المسلمين فمن المسلمون إذن؟.. والثانية «إن جيوش الإسلام لا يتبعها وطن ولكن يتبعها الإسلام؟.. فهذا المنهج «منهج الخوارج» أما الثالثة: إن مصر جسد، ولابد استهداف قناة السويس، ويتم اقتطاع سيناء ومنطقة البحر الأحمر لإقامة دولة الإسلام، فهل مصر الآن دولة كافرة يجب تقسيمها..هذه الجماعات الإرهابية لم تقرأ تاريخ مصر جيدا فهم جهلاء، وأغبياء وتلعب بهم دول لها مآرب أخري. خليكم في حالكم؟ حكومة المانيا الاتحادية تطالب السلطة المصرية بالغاء الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات المنيا بإحالة أوراق 683 عضوا في جماعة الإخوان وتنتظر الحكومة الاتحادية الغاء الاحكام الصادرة واتاحة محاكمات عادلة للمحكوم عليهم.. كما أدانت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان «نامي بيلاي» بشدة ما وصفته بفرض عقوبة إعدام صادمة في مصر.. قالت انها تخرق بوضوح القانون الدولي لحقوق الانسان.. وكذلك دعت الولاياتالمتحدة مصر الي الغاء احكام الاعدام التي اصدرتها محكمة جنايات المنيا، وإن باراك أوباما قال: ان الحكم يشكل تحديا لابسط قواعد العدالة الدولية، لم يسأل أوباما نفسه عن اعدام رئيس دولة عربية كبري وهي «العراق» في أول ايام عيد الاضحي 30/12/2006 وهو يوم مقدس عند المسلمين، وكانت صدمة لكل المسلمين في الدول العربية وغير العربية «متخطية» حقوق الانسان والاعراف الدولية، كما أنه تجاهل جرائم الإخوان في مصر والتي مازالت حتي الان مستمرة، إنها تكيل بمكيالين وكلمة في أذن اوباما القضاء المصري مستقل ونزيه،وان شاء الله نجد دولتكم مجموعة جمهوريات عن قريب.