بعد أن انتهت فرنسا من فضيحة كلير ستريم وتابعاتها السياسية والقضائية.. والتي استمرت قرابة خمس سنوات.. تكشفت فضيحة أخري أكبر سوف يكون لها تداعيات انتخابية هي فضيحة ليليان بيتانكور .وفضيحة كلير ستريم مثل بيتانكور بدأت قبل الحملة الانتخابية الرئاسية وان كانت الأولي بنيت علي قوائم وهمية.. إلا أن فضيحة بيتانكور غذتها شرائط صوتية وبنيت علي خلفية نزاع عائلي وثروة ضخمة وعلاقة وطيدة بين الاليزيه والقضاء والمحيطين ببيتانكور. الاختلاف الكبير هو انه في قضية كلير ستريم لم يتطلب الأمر من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ان يتقدم لمداخلة تليفزيونية ليدافع عن نفسه او عن رئيس وزرائه دومنيك دوفيلبان الا ان خطورة فضيحة بيتانكور دفعت ساركوزي للامتثال أمام الرأي العام في مداخلة تليفزيونية.. اختار فيها مذيعا واحدا فقط.. علماً بأنه قد جرت العادة في لقاءات ساركوزي ان يكون هناك اكثر من مذيع لكن يبدو ان ساركوزي فضل واحدا فقط هذه المرة حتي يستطيع احتواء الأسئلة الصعبة. وبالرغم من ان ساركوزي حاول تفادي الحديث عن فضيحة بيتانكور وفضل استعراض خطة الاصلاح الاقتصادي الا انه كان مقنعا الي حد ما حيث دافع عن نفسه بأنه لم يتقاض اموالاً من بيتانكور.. ودافع بكل قوته عن ايريك فورت وزير المالية السابق، الذي اكد انه نزيه ولكن سرعان ما ظهرت لفورت فضيحة جديدة.. اذ أكدت صحيفة »لوكار انشنيه« ومجلة ماريان ان فورت قد سهل بيع قطعة أرض مساحتها 75 هيكتارا من غابات كونييني الي مؤسسة سباق الخيل بمبلغ اثنين مليون ونصف المليون وهذا يعتبر مبلغا زهيدا مقارنة بالقيمة الحقيقية التي تقدر بعشرين مليون يورو. يظهر كل يوم الجديد في ملف بيتانكور فللمرة الثانية طالبت ابنة ليليان بيتانكور من المحكمة تعيين قاض ليكون وصيا علي والدتها، التي تري الابنة انها في خطر وكانت المحكمة قد رفضت طلبها في الشهور الماضية بحجة انه لا توجد شهادة طبية ولكن من الصعب رفض طلبها هذه المرة اذ وضحت التسجيلات الصوتية ان ليليان بيتانكور والتي تقارب الثمانية وثمانين عاما والتي تبلغ ثروتها 71 مليار يورو لا تتمتع بكامل وعيها ويبدو انها وقعت وثيقة لتجعل من صديقها المصور فرنسوا ماري بانيه الوصي الوحيد علي ثروتها.. في حين ان التسجيلات تثبت انها غير موافقة علي ذلك . امام التهرب الضريبي والمساعدات المالية التي حصل عليها حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية.. يتساءل الرأي العام عن اسباب المساعي التي قامت بها شخصيات رفيعة المستوي لابعاد الابنة الوحيدة عن ثروة الأم.. في حين انها اكبر ثروة في فرنسا وتتمتع بالمرتبة السابعة عشرة بين اغنياء العالم اي انها ثروة لا يستهان بها علي المستوي الاقتصادي للبلاد .ويري مراقبون ان الحل الوحيد هو ان يقوم قاض مستقل بالتحقيق في كل ما يتعلق بملف بيتانكور وقد اوضح الاشتراكيون عدم رضاهم علي ان يتولي النائب العام متابعة التحقيقات علماً بقربه من الاليزيه كما ان الرئيس هو الذي يعين النائب العام مما قد يؤثر علي نزاهة التحقيقات.