علي مدار الاشهر الماضية خاضت قواتنا المسلحة حربا شرسة ضد الجماعات التكفيرية والارهابية في سيناء .. التي زادت من عمليتها العدائية ضد الشعب المصري في اعقاب عزل الرئيس الاسبق محمد مرسي .. وفض اعتصام الجماعة الارهابية في ميداني رابعة والنهضة مما اثر علي مشروعات التنمية وتوافد السياح .. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل انتهي الارهاب من ارض الفيروز؟ في البداية يقول اللواء محمد مختار قنديل رئيس جهاز تنمية سيناء الاسبق والخبير الاستراتيجي والعسكري إن القوات المسلحة تمكنت من القضاء علي حوالي 95 % من الارهاب والجماعات المتطرفة في شمال سيناء ..وتمكنت من حرق مئات العشش التي تستخدمها الجماعات الارهابية كقواعد انطلاق ضد قوات الجيش والشرطة مع تدمير مخازن الاسلحة وما يقرب من 1500 نفق .. ويضيف الخبير الاستراتيجي أن الجيش دعم قواته بكل وسائل مكافحة الارهاب مما أدي للقضاء علي تلك العناصر ..كما تصدي للعناصر الارهابية التي هربت الي محافظات الدلتا ومدن القناة .. ويؤكد اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومحافظ جنوبسيناء الاسبق ذلك ..ويقول ان الجيش قلص العمليات الارهابية في سيناء بشكل كبير تمكن من حرق العشش وتدمير مئات الانفاق ..ويضيف اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب تحرير الكويت والخبير العسكري أن الجيش تمكن من مواجهة الارهاب والتغلب عليه بنسبة كبيرة تصل الي 90 % والدليل علي ذلك قلة الاعمال الارهابية المسلحة ..التي اصبحت بشكل فردي وليس جماعي كما كان عند اندلاعها. وعن التنمية في سيناء يقول اللواء قنديل إن التنمية بدأت في سيناء منذ الثمانينيات وأدخل فيها الصرف الصحي والمياه وتم رصف الطرق وربطها بالمحافظات بتكلفة وصلت الي 9 مليارات جنيه بالاضافة الي اقامة البيوت البدوية.. ولكن هناك بعض المعوقات منها الارهاب ومثال ذلك تكرار نسف خط الغاز الذي يغذي المنطقة الصناعية بشمال سيناء.. ويسترسل اللواء قنديل في الحديث قائلا : من المعوقات ايضا نقص الدراسات والابحاث العلمية خاصة الاجتماعية والنفسية لأهالي سيناء وضعف حافز التوطين حيث يجب توفير جميع مقومات الحياة من سكن وخدمات أساسية مجانا خاصة لمنطقة وسط سيناء ..بالاضافة الي عدم توافر المياه والطرق والطاقة اللازمة للزراعة والشرب والحياة..عدم كفاية المعابر علي القناة مع تزايد الحركة من وإلي سيناء..وجري بعض المواطنين وراء الربح السريع بزراعة وتجارة المخدرات بكل انواعها..وتسلل عناصر خارجية إلي سيناء لا يهمها أمر وأمن الوطن وسيناء . ويضيف اللواء قنديل عن الرؤية المستقبلية للتنمية في سيناء: ان الحكومة وضعت في يناير 1994 خطة للتنمية والتعمير حتي عام 2017 لتستوعب سيناء حوالي 3 ملايين نسمة من أهلها ..وعلينا الآن وضع خطة واقعية يلتزم بها الرئيس القادم يراعي فيها امكانات الدولة والتهديدات الأمنية والطبيعية المصرية التي لاتحب الهجرة من مكان مولدها لمكان آخر ..وتكون السنة الاولي فيها تمهيدية يتم فيها مراجعة ما تم انجازه علي أرض الواقع وما نحتاجه لاستعادة كفاءة وتطوير البنية الاساسية وإصلاح الاخطاء وتعديل المسار..ويأتي بعد ذلك اختيار مواقع الانشاءات الجديدة لتتم في ثلاث سنوات لتكتمل ..ونكون في نهاية مدة رئاسية واحدة استطعنا ان نستوعب حوالي مليون نسمة بزيادة 400 ألف نسمة عن الوضع الحالي..وفي سنوات التنمية الثلاث يتم التركيز علي التوطين الزراعي بحفر الآبار حول مناطق الآبار القديمة مثل بئر الحسنة والتمد ونخل والمليز ..والاستمرار في اصلاح زمامات ترعة السلام مع دراسة توصيل مياه هذه الترعة لوسط سيناء بالمواسير فقط للمحافظة علي المياه علي ان يكون الري بالتنقيط لترشيد الاستهلاك..كما يتم الاعتماد علي تحلية مياه البحر والآبار لكل مدن وقري سيناء لأغراض الشرب..ونفي اللواء قنديل أن يكون لاسرائيل اي علاقة بإعاقة بتعمير سيناء. .ويضيف اللواء عبد المنعم سعيد أنه يتم حاليا عقد العديد من المؤتمرات لإعادة الاستفادة من المشروع القومي لتنمية سيناء وادخال بعض التعديلات لتواكب الفترة الزمنية التي نعيش فيها وسيتم ذلك بمجرد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية ومجلس النواب..وأوضح اللواء سعيد أن الحكومة ايقنت ان تنمية شمال سيناء سيقيها تماما من اي اعمال ارهابية فعملية التنمية مرتبطة الامن وجذب الاستثمارات ويمكن ان يتحقق ذلك خلال 10 سنوات.. ويقول اللواء محمد علي بلال أننا ننظر الي التعمير في سيناء بمنظور خاطئ .. فالتعمير ليس سياحة فقط كما في جنوبسيناء وانما هو زراعة وصناعة وتعدين ..ويجب ان تلتفت الحكومة لهذا المنظور فبمجرد وقوع حادث ارهابي في منطقة سياحية تتحول الي اطلال عكس ما اذا كانت هناك زراعة وصناعة فيمكن إعادة روح الحياة لهذه المنطقة من جديد .. ويضيف نرجو في القريب العاجل أن تكون هناك خطط لتعمير سيناء وسرعة البدء فيها من خلال دراسة حقيقية لموقعها الجغرافي .. خاصة ان اسرائيل تقف عائقا لمنع تعمير سيناء لتستخدمها دائما كورقة ضغط ضد مصر.