مسلح موالٍ لروسيا يقوم بحراسة مكتب رئيس بلدية مدينة سلافيانسك فى شرق أوكرانيا بعد يوم من اتفاق روسى مع الغرب على إخلاء الانفصاليين للمبانى الحكومية أعلنت روسيا أمس أن القوات الإضافية التي ارسلتها قرب الحدود الأوكرانية تأتي ضمن إجراءات احترازية علي خلفية ما يحدث في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أوكرانيا دولة وقع فيها انقلاب لذلك فإنه من الطبيعي أن تتخذ الدول الأخري إجراءات لضمان أمنها، وأكد أن روسيا بصفتها دولة ذات سيادة حرة في نشر قوات في أي مكان علي أراضيها دون قيود. يأتي ذلك بعد تهديدات وجهها البيت الأبيض إلي روسيا بفرض مزيد من العقوبات القاسية إذا ارسلت موسكو قواتها إلي شرق أوكرانيا أو لم تلتزم بالاتفاق الذي ابرمته مع أوكرانيا والغرب يوم الخميس الماضي واعتبرت أن الأيام المقبلة «مصيرية» للوفاء بالالتزامات. وينص الاتفاق خصوصاً علي نزع أسلحة المجموعات المسلحة وإخلاء المباني العامة المحتلة والعفو عن المسلحين الذين احترموا الاتفاق باستنثاء الذين ارتكبوا جرائم اريقت فيها دماء. وتجاهل الانفصاليون في أوكرانيا الاتفاق وواصلوا أمس سيطرتهم علي مبان حكومية يحتلونها في شرق البلاد إلا أن وزارة الخارجية الروسية تعهدت أمس بتقديم دعم قوي لأوكرانيا لمساعدتها علي تجاوز الأزمة، إلا أنها أكدت أن المسئولية الأساسية لخفض التوتر تقع علي عاتق الأوكرانيين، في حين دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إلي الاحترام الكامل والفوري للاتفاق، بينما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن واشنطن تعتزم إجراء تدريبات عسكرية برية محدودة النطاق في بولندا واستونيا في محاولة لطمأنة دول شرق أوروبا الذين يشعرون بالقلق من العمليات العسكرية الروسية قرب أوكرانيا. في تطور آخر، قال مسئولون أمريكيون إن روسيا منعت قيام طلعات استطلاعية أمريكية كانت مقررة خلال الفترة من 14 إلي 16 ابريل في إطار اتفاقية السماوات المفتوحة المبرمة بين القوي الغربيةوروسيا. وقال مسئولون أمريكيون إن هذا الإجراء يهدف إلي الحد من محاولات جمع معلومات مخابراتية عن تحركات القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا. من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا توجد أي عواقب أمام تحسين العلاقات بين روسيا والغرب، وهي علاقات تشهد توتر هو الاسوأ منذ الحرب الباردة جراء الوضع في أوكرانيا حيث تتهم الدول الغربية والحكومة في كييف روسيا بتشجيع انفصاليين مواليين لها علي إحداث الأضطرابات في شرق أوكرانيا. ورأي بوتين أن تحسين العلاقات مع روسيا يتوقف علي الغرب. في الوقت نفسه، رحب بوتين باختيار حلف شمال الأطلنطي لرئيس الوزراء النرويجي السابق ينس شتولتنبرج أميناً عاماً جديداً له، وقال إن العلاقات بينهما «جيدة جداَ» وأن ذلك قد يساعد علي تحسين العلاقات مع الحلف. علي صعيد آخر، ذكرت وكالة أنباء «فرانس برس» أن السلطات الروسية تسعي إلي وضع سياسة ثقافية جديدة ستتولي وزارة الثقافة وضعها تستند علي الطرح القائل أن روسيا ليست أوروبا، وهو مشروع يأتي في أوج الأزمة الأوكرانية. وفي مقابلة مع صحيفة كومرسانت قال وزير الثقافة فلاديمير ميدينسكي، إن علي روسيا «حماية» ثقافتها من أخطاء الثقافة الأوروبية المعاصرة علي حد قوله.