قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في مقابلة مع محطة تليفزيون اسرائيلية انه من الممكن التوصل الي اتفاق للسلام في الشرق الاوسط في السنوات القليلة القادمة وحث اسرائيل علي انتهاز الفرصة. وقال اوباما لتليفزيون القناة الثانية في تصريحات اذاعتها في أعقاب محادثاته في البيت الابيض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن تتاح لنا علي الارجح فرصة افضل من تلك المتاحة لنا حاليا وينبغي انتهازها." وسئل ان كان يعتقد بامكان التوصل الي اتفاق وهو في السلطة، فاجاب "اعتقد ذلك ولكن العملية ستكون صعبة." وفي وقت سابق، وصف أوباما اجتماع يوم الثلاثاء الماضي الذي استمر 80 دقيقة مع نتنياهو والذي دعا خلاله اسرائيل والفلسطينيين الي استئناف المحادثات المباشرة معا بحلول سبتمبر المقبل بأنه "ممتاز". لكنه قال "حقيقة أنه نتنياهو لا ينظر اليه علي انه من الحمائم إلا أنه يمكن أن يساعد بعدة أشكال" في جمع اليمين واليسار الاسرائيليين في الموافقة علي اتفاق. وبالرغم من التصريحات المتفائلة للرئيس الأمريكي ، زعم نتنياهو ان تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة لم يحقق حتي الان هدفه بدفع الفلسطينيين الي بدء محادثات سلام مباشرة. لكنه لم يقل تحديدا انه لن تكون هناك قيود علي اعمال البناء بعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان في سبتمبر. وقال امام خبراء العلاقات الخارجية في نيويورك "قررت، وخلافا لاي حكومة سابقة، تجميد البناء في مستوطنات جديدة لفترة عشرة اشهر من اجل تشجيع الفلسطينيين علي البدء بمحادثات سلام" ، علي حد قوله واضاف "سبعة اشهر مضت وحتي الان لم يعودوا" الي طاولة المفاوضات المباشرة. وتابع "كان يجب ان يأتوا قبل 12 شهرا. يجب الا نضيع المزيد من الوقت". وكان نتانياهو يتحدث في اليوم الاخير لزيارة استمرت ثلاثة ايام للولايات المتحدة اجري خلالها لقاء ايجابيا مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في واشنطن، كما تحدث لعدة وسائل اعلام في مقابلات اكد فيها تكرارا رغبته في الاجتماع سريعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال في خطابه امام مجلس العلاقات الخارجية الخميس "لا اعتقد انه علينا ان ننتظر طويلا"، موضحا "اعتقد انه علينا اقتناص الفرصة". وفيما يشدد الفلسطينيون والولايات المتحدة علي ان المستوطنات تعرقل عملية السلام، يعارض اعضاء حزب الليكود، الذي يرأسه نتانياهو، واحزاب اخري مشاركة في الائتلاف، اي تجميد للاستيطان. وكان نتانياهو تعهد في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الامريكية الاربعاء الماضي بان مستقبل المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة سيكون احد المواضيع الاولي التي سيتم التفاوض حولها اذا استأنف الفلسطينيون محادثات مباشرة.وقد جمد الفلسطينيون المفاوضات المباشرة في ديسمبر 2008 حين اطلقت اسرائيل هجومها الدامي الواسع النطاق علي قطاع غزة.ومنذ مايو الماضي يجري الطرفان محادثات غير مباشرة عبر المبعوث الامريكي الخاص لعملية السلام جورج ميتشل الذي قام حتي الان بخمس جولات مكوكية. ولم يعط رئيس الوزراء الاسرائيلي أي مؤشر علي ما اذا كان سيلبي مطالب الفلسطينيين لاستئناف المحادثات التي توقفت في اواخر عام 2008 . ويريد الفلسطينيون وقفا كاملا للبناء في المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة والقدس الشرقية.وعندما سئل ان كان سيضغط علي نتانياهو ليمدد تجميدا جزئيا علي الاقل علي البناء في المستوطنات وهو مطلب يمكن ان يمثل مخاطر سياسية للائتلاف الحاكم الذي يضم احزابا مؤيدة للاستيطان رد اوباما بقوله "ما اريده هو ان ننتقل الي المحادثات المباشرة" مضيفا ان مثل هذه القناة تؤدي "لبناء الثقة. والثقة تسمح لكل من الجانبين بالا يصبح سريع الانفعال أو مصابا بمشاعر الاضطهاد بشأن كل تحرك يتم." لكن نتنياهو الذي كان يتحدث في نيويورك أشار الي انه غير مستعد لتمديد تجميد بناء منازل جديدة في مستوطنات الضفة الغربية وهو الامر الذي يمكن ان يجذب الفلسطينيين لبدء محادثات مباشرة يريد اوباما ان تعقد بحلول سبتمبر المقبل. وعندما سئل في مجلس العلاقات الخارجية ما اذا كان سيمدد التجميد الجزئي الذي فرضه لاقناع الفلسطينيين باجراء مفاوضات قال "اعتقد اننا فعلنا ما يكفي. فلنمض قدما بالمحادثات."