سكان القرم يحتفلون فى الشوارع عقب الإعلان عن استقلال شبه جزيرتهم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا أعلن برلمان جمهورية القرم أمس استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا وطلب ضمّها رسمياً إلي روسيا، مؤكداً تأميم جميع أملاك الدولة الأوكرانية فيها. وقال بيان له إن البرلمان «تقدم بطلب لروسيا الاتحادية للاعتراف بجمهورية القرم ككيان جديد يحمل وضع الجمهورية». وغداة الفوز الساحق لأنصار الانضمام إلي روسيا في الاستفتاء الذي جري أمس الأول في القرم، صوّت النواب ال85 بالإجماع علي إعلان جاء فيه «أن جمهورية القرم تدعو الأممالمتحدة وجميع دول العالم إلي الاعتراف بها كدولة مستقلة..وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي التابعة لأوكرانيا «ميخائيل ماليشيف»، أمس النتيجة النهائية للاستفتاء بانضمام «القرم» إلي روسيا؛ وقال إن 6.69٪ من المشاركين في الاستفتاء، صوتوا لصالح الانضمام إلي روسيا، في حين صوت 3.4٪ من المشاركين لصالح بقاء القرم جزءًا من أوكرانيا. ووضع الاستفتاء شعب شبه جزيرة القرم بين خياري الانضمام لروسيا، أو البقاء جزءًا من أوكرانيا، مع إعادة العمل بدستور القرم لعام 2991، وقال ماليشيف إن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 83.1٪. ومن المتوقع أن يصل وفد برلماني من القرم إلي موسكو لبحث الإجراءات المطلوبة لكي تصبح شبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا الاتحادية..واستكمالا لتلك الخطوة، قالت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، أمس، إن رئيس البرلمان في شبه جزيرة القرم صرح بأن وحدات الجيش الأوكراني في المنطقة سيجري تفكيكها رغم أن أفرادها سيتمكنون من البقاء في القرم. ونقلت الوكالة عن فلاديمير قنسطنطينوف قوله في مدينة سيمفروبول بعد تصويت البرلمان بالانضمام لروسيا «سنؤمم بالطبع كل الوحدات في أراضي القرم». كما أعلنت السلطات أنها أنشأت بنكا مركزيا، وتوقعت أن تدعمه روسيا بنحو 30 مليون دولار..من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف أن الاستفتاء في القرم « مهزلة كبري». وقال تورتشينوف متحدثاً أمام مجلس النواب إن «روسيا تسعي للتغطية علي عدوانها في القرم بمهزلة كبري أطلق عليها اسم استفتاء لم يتم الاعتراف بها أبداً لا من أوكرانيا ولا من العالم المتحضر». وأقر برلمان أوكرانيا أمس مرسوما رئاسيا بتعبئة جزئية تتضمن 40 ألفا من جنود الاحتياط في خطوة لتعزيز القوة العسكرية للبلاد بعد سيطرة روسيا علي شبه جزيرة القرم. وقال أندري باروبي سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع للبرلمان إن 20 ألفا من جنود الاحتياط سينخرطون في صفوف القوات المسلحة وسينضم الباقون إلي قوة الحرس الوطني التي تشكلت مؤخرا.. وأعلنت الممثلة العليا للشئون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن الاتحاد سيوجه «أقوي رسالة ممكنة» إلي روسيا عبر اتخاذ قرار بفرض عقوبات عليها مع التأكيد في الوقت نفسه ان الاوروبيين لا يريدون التصعيد مع موسكو. وصرحت اشتون قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس: «نحاول إرسال أقوي رسالة ممكنة إلي روسيا كي تدرك مدي جدية المسألة غداة الاستفتاء «المزعوم» في القرم. ويفترض أن يتفق الوزراء حول عقوبات «محددة الأهداف» ضد مسئولين روس أو أوكرانيين مؤيدين لروسيا تتمثل في قيود تفرض علي التأشيرات أو تجميد الودائع المصرفية. ولدي وصوله إلي بروكسل أعلن وزير خارجية لوكسمبورج جان اسلبورن أن لائحة تلك الشخصيات تبدو «محدودة» في حين يفترض ان تشمل مسئولي القرم الداعمين لإلحاق شبه الجزيرة بروسيا والذين شاركوا في تنظيم الاستفتاء. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس علي غرار نظرائه «يجب ابداء حزم كبير وفي الوقت نفسه إيجاد طرق للحوار وعدم التصعيد». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان الاوروبيين يستبعدون تماما أي تدخل عسكري مؤكدا «نحن لا نفكر في خيارات عسكرية، الحرب غير واردة في القرم».