تتعالي الأصوات من فترة لأخري تطالب بإباحة تعاطي المخدرات وخاصة القنب ( الحشيش ) وتساق الأدلة والبراهين علي صحة ذلك أو عدم اتفاقه مع ما جاء بالمواثيق الدولية ذات الصلة في مضمار مراقبة المخدرات الا أن الأفكار والآراء انتقلت الي حيز الوجود وأصدرت جمهورية اورجواي أحدي دول أمريكا الجنوبية قانونا يسمح بإباحة تعاطي القنب وزراعته؟ وبما يعد سابقة لم تحدث في أي وقت مضي ( أول دولة في العالم تنظم زراعة وتوزيع القنب).. وأخذت دول أخري حذر اورجواي منها الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا المنحي وأباحت استخدام الحشيش «الماريجوانا «في بعض ولاياتها للترفية أو للأغراض الطبية - وتبعها المغرب الذي طالب بعض الأحزاب فيه بتقنين استعمال القنب(الكيف )لأغراض صناعية أو هناك دعوات في المكسيك وكندا بذلك.. (إن المخدرات آفة اذا أستشرت في مجتمع ما هدمت كيانه وقوضت أركانه .. لا فرق بين المخدرات الضعيفة «الخفيفة «أو الصعبة وقد تم تحريمها وفق الشرائع السماوية وتجريمها وفق القانون والاتفاقيات الدولية والتي قصرتها علي الاستخدامات الطبية أوا لعلمية فقط وأي شئ غير ذلك يكون رده وكما قيل ويحق في تقرير حكمدار بوليس مصر اللواء رسل باشا منذ ثلاثينات القرن الماضي «نكبة قومية ودولية «. وقد قتل هذا الموضوع بحثا بدءا من تقارير مكتب المخابرات العام للمواد المخدرة في مصر ثم في المحافل الدولية والإقليمية والمحلية وبان ضرر وخطورة المخدرات علي كافة أشكالها وأنواعها وما أكده كبار العلماء والمتخصصون وكان رد فعل الأجهزة الدولية هو الاستياء أو التحذير من مغبة الترخيص بزراعة القنب؟ .. وجاء في نهاية التقرير الخامس والأربعين للهيئة الدولية لمراقبه لمخدرات الصادر في 4 مارس 2014 «أن الهيئة «يساورها القلق بشأن المبادرات الهادفة الي الاباحة القانونية لاستعمال القنب لأغراض غير الأغراض الطبية أو العلمية وتشير الهيئة الي أن هذا التشريع يخالف أحكام الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنه 1961. لقد كان المتوقع أن تدعو الهيئة وفق المادة (14) من اتفاقية 1961 الي استرعاء انتباه المجتمع الدولي والدعوة الي بحث مسألة إباحة القنب واتخاذ إجراءات للتعاون الدولي علي أعلي المستويات لإيجاد حل للوضع المتردي والسعي إلي منع انتهاك الاتفاقيات الدولية للدول التي قامت بذلك أو التي قد تفكر أسوة بما اتبع نحو أفغانستان واتخاذ إجراءات بشأن زراعة الخشخاش بها وتطبيق المادة 14 سالف الذكر عليها ومن ناحية أخري فان للقنب تأثيرا علي الجهاز العصبي المركزي للإنسان يختلف اذا أخذ بكميات قليلة كان له تأثير المهبطات ( الإبطاء من النشاط الذهني) واذا أخذ بكميات كبيرة كان له تأثير المهلوسات (التخيلات وانحراف الحواس ) كما أن له أضرارا كثيرة وفوائد قليلة مما حدا ببعض الدول الي استخدامه في علاج بعض الأمراض ( 35 حالة ) كما في اسرائيل وفرنسا وغيرهما وفق ضوابط محددة. هذا ولو أن القانون المصري يعاقب علي حيازة القنب «بأي نسبة كانت «إلا انه يوجد القنب الصناعي أو النسيجي أو الشامي واسمه العلمي Hibiscus Cannabin us وله استخدامات كثيرة في العديد من الدول وقد لا تجاوز نسبة المادة الفعالة فيه T H C اثنين في الألف ! والمطلوب الرأي العلمي في حالات العلاج أو الصناعة يقطع به أهل الاختصاص والخبرة والعلم