اصبح واضحا بما لا يدعو الي اي شك ان لا هدف لادارة اوباما الامريكية وفقا للدلائل والشواهد سوي استمرار الحرب المدمرة في سوريا. ان التصريحات والمواقف الخادعة التي تصدر عن هذه الادارة بشأن التعاطف والشفقة تجاه ابناء الشعب السوري الذين يلاقون الموت والتشريد ليس الا تمثيلية سوداء تتناقض وكل تلك المظاهر الكاذبة. ان ما يدل علي هذه الحقيقة الدامغة اعلان واشنطن عن اعتماد مساعدات دولارية إلي دولة الاردن تستمر خمس سنوات للانفاق علي ايواء اللاجئين السوريين. هذه المبادرة تعني ان لا جدية لدي الولاياتالمتحدة لتقديم المساعدة المخلصة من اجل ايجاد حل سلمي لمحنة هذه الدولة العربية الشقيقة. ليس من تفسير لهذا التحرك سوي التماشي مع ما تريده العميلة الحليفة اسرائيل التي يسعدها جدا تدمير الدولة السورية رغم ان نظام الاسد الحاكم كان «سمن علي عسل» معها طوال ما يقرب من اربعين عاما بعد انتهاء حرب 1973 . هذا التآمر من جانب واشنطن ليس هدفه تفعيل دورها العدواني ضد النظام السوري الحاكم عسكريا وهو امر مرفوض كانت قد اوهمت العالم به بصورة مسرحية منذ حوالي العام. إن ما نطالب به هو ممارسة الضغوط ضد عملائها في سوريا من اجل ان تكون هناك مفاوضات سياسية جادة تنتهي بحل مقبول من الشعب السوري لانهاء مأساته لوقف عمليات التقتيل والتدمير بما يمهد لاستعادة الامن والاستقرار وعودة المشردين في دول الجوار. لا احد ينكر ان النظام الحاكم في سوريا ظل لسنوات طويلة ممارسا للاستبداد وكل مظاهر الاغتيال لحقوق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. أن لا أحد يجادل في ان بداية الثورة الثورية منذ ثلاث سنوات كانت شعبية وتلقائية نتيجة الاحساس بالقهر والظلم السياسي. وتشير مجريات الاحداث التي تتكشف فصولها كل يوم عن ان ما يجري في سوريا استغلال لثورة الشعب هو واحدة من حلقات التآمر الامريكي علي وحدة ووجود دول العالم العربي الواحدة تلو الأخري. المؤكد ان ما يحدث ليس من صالح له سوي صالح اسرائيل والصهيونية العالمية. ما اقوله ليس تجنيا او اتهاما مرسلا وانما هو الواقع الذي تشهد به الحلقات الاخري من المؤامرة التي كان ضحاياها العراق والسودان وليبيا وتونس واليمن واخيرا.. ما جري عندما تم الدفع بجماعة الارهاب الاخواني الي حكم مصر. لم يعد خافيا ان ثورة الشعب المصري يوم 30 يونيو قد افشلت استكمال هذا المخطط وهو ما سوف تكون له انعكاساته الايجابية علي كل ما تم من حلقاته السابقة. الشيء الذي لا يضعه الغباء الامريكي في حسابه هو ان التطرف الارهابي لا وطن له ولا صديق. هذه الحقيقة تقودنا الي أن واشنطن كانت وراء المد الارهابي الذي بدأ يدعمها ويأيدها في ازمة افغانستان لينتهي بعد ذلك بكارثة الهجوم علي مركز التجارة العالمي في نيويورك. لقد اصبح واضحا ان التاريخ يعيد نفسه مرة اخري وهو ما يتمثل في وقوف ادارة اوباما الي جانب المتطرفين القتلة في سوريا سواء كان نظاما حاكما او جماعات ارهاب متمسحة في الاسلام. ما يحدث في سوريا هو نفس الموقف الامريكي في مصر الذي تعكسه المساندة والتأييد لجماعة الارهاب الاخواني. انه صورة مكررة لنفس خطأ افغانستان وهو ما يجعلني اقول لاوباما الرئيس الاسوأ في التاريخ الامريكي »علي نفسها جنت براقش«.