نشرت الصحف أول قرارات رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب وهي إلغاء موكب رئيس الوزراء ومنع المياه المعدنية داخل المجلس.. وهذا طبعا من باب تخفيض نفقات الحكومة.؛ الكلام جميل.. لكن المصريين لن ينسوا تلك التصريحات.. اي ان الاشارات الطويلة في شوارع القاهرة في انتظار مواكب رئيس الوزراء والوزراء ستنتهي.. فاذا حدث ان وقف مواطن نصف ساعة في اشارة لهذا السبب عليه ان يتقدم لرئيس الوزراء بشكوي أو حتي ببلاغ رسمي بعدم تطبيق قرار رئيس الوزراء.؛ المواطن المصري ايضا يري اجتماعات مجلس الوزراء، والوزراء والمسئولين علي شاشات التليفزيون والفضائيات.. فماذا لو وجد هذا المواطن علي طاولة الاجتماعات زجاجات المياه المعدنية، والثلاثة انواع من المياه الغازية «وهو عادة هذه الطاولة»؟ هل يقبل رئيس الوزراء شكاوي المواطنين من عدم تطبيق قراراته او تعليماته بأن الوزراء لا يشربون مياه الحنفية بينما يتجرعها المصريون يوميا؟ وعد الاطباء والصيادلة واطباء الاسنان والاطباء البيطريون المريض المصري انه لن يضار عند بدء اضرابهم «الجزئي المفتوح»، والذي يبدأ يوم 8 مارس ولمدة عشرين يوما تقريبا.. فماذا لو حدث لمريض ان تعطل الكشف عليه واعطاؤه الدواء اللازم، وظل يصرخ ألما، أو حدثت له مضاعفات نتيجة الزحام علي قسم الاستقبال؟ وماذا يحدث لام تحمل طفلا يصرخ من الالم ولا تعرف ماذا به، وطوابير المرضي امام الاستقبال تمتد عشرات الامتار؟ فهل يتعرض الطبيب نفسه لمثل هذه المواقف؟ أم ان الاطباء رحماء ببعضهم، قاسية قلوبهم علي المرضي؟ اطالب مرة اخري بالاضراب عن فتح عياداتهم الخاصة بدلا من الاضراب في مستشفيات الغلابة.؛ ملعونة هي الانفلونزا التي تفترسك، فلا تجد لها حلا سوي السرير، وأدوية الرشح التي تجعلك شبه نائم، وشبه مستيقظ، وتركيزك يضحك، اما تكسير العظام فلا حل له سوي المسكنات التي لا تفلح، فتضطر الي الحقن، ويا ويلك من شك الحقنة مرتين في اليوم.. وعندما تبدأ في التحسن تجد صدرك «يزييء» لتبدأ الكحة التي تستمر اسبوعين.. ثلاثة، ويمكن اكثر.. غريبة جدا امر هذه الانفلونزا التي تجعلك نصف ميت، ولا يفلح اي دواء في ايقاف ساعتها.. ستأخذ وقتها في محاربتك، وعندما تنجح فيما فعلته، تنصرف في ستين داهية.؛