من اليسار أشتون تحيى بحرارة زعيمة المعارضة الأوكرانية تيموشينكو التى التقتها أمس فى كييف أرجأت السلطات الانتقالية في كييف امس إعلان تشكيلة الحكومة الجديدة، مع انشغالها ببحث "مؤشرات علي الانفصال" وذلك بعد أن أطاحت موجة احتجاج ضخما بنظام الرئيس "فيكتور يانوكوفيتش" في ظل ترحيب أمريكا وأوروبا اللتين بدأتا جهودا في الوقت نفسه لطمأنة روسيا بعد وعيد من موسكو للنظام المقبل في كييف. والتقي "أوليكسندر تيرتشينوف" رئيس البرلمان الأوكراني والقائم بأعمال الرئيس مع "أجهزة إنفاذ القانون" لبحث ماوصفه امس "بمؤشرات خطيرة علي الاتجاه نحو الانفصال" في بعض المناطق بعد سقوط نظام "يانوكوفيتش"، في اشارة الي المناطق الناطقة بالروسية في شرق البلاد وجنوبها والمؤيدة للرئيس المعزول. كما أعلن "تيرتشينوف" ارجاء تشكيل الحكومة الجديدة حتي الغد في حين تتواصل المشاورات السياسية في كييف بين ساستها وبعضهم وكذلك مع مسئولين أوروبيين وأمريكيين رفيعي المستوي وصلوا للتباحث بشأن المرحلة المقبلة وسبل إنقاذ اقتصاد البلاد الذي وصل الي حافة الافلاس. وتشمل الاسماء المرشحة لمنصب رئيس الوزراء "ارسني ياتسنيوك" حليف زعيمة المعارضة "يوليا تيموشينكو" والوزير السابق الملياردير "بيترو بوروشينكو". وسيكون من أهداف الحكومة المقبلة الإعداد لانتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو القادم يتوقع علي نطاق واسع ان تخوضها "تيموشينكو" التي أعلن فريقها انها ستغادر الي ألمانيا للعلاج. وفتحت اللجنة المركزية للإنتخابات بالفعل صباح امس باب الترشح وحددت الرابع من ابريل موعدا أخيرا لتقديم الطلبات. وبعد يوم من صدور أمر اعتقال بحق "يانوكوفيتش" لاتهامه ب"القتل الجماعي"، كشفت رويترز عن وثائق مسربة بأن "يانوكوفيتش" وضع خططا قبل الاطاحة به لاستخدام مركبات مدرعة ونحو 22 ألف شرطي لسحق الاحتجاجات التي اندلعت ضده منذ نوفمبر الماضي. وكان نائب سابق لوزير الداخلية قد نشر وثيقة حول خطة لنشر قناصة حول ميدان الاستقلال حيث كان يعتصم المحتجون لاطلاق النار عليهم. وقتل ما لا يقل عن 88 شخصا بعضهم برصاص قناصة، في مواجهات مع الشرطة خلال الاعتصام. ووجهت تهمة "القتل الجماعي" الي يانوكوفيتش ونحو 50 شخصا بينهم مسئولون كبار في قوات الامن ومنعوا من مغادرة البلاد. ودعا البرلمان امس الي محاكمة "يانوكوفيتش" امام المحكمة الدولية في لاهاي. ومع وصول مسئولين أوروبيين وأمريكيين الي كييف، حذرت موسكو الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من محاولة رسم مستقبل تلك الدولة السوفيتية سابقا. وقال وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" امس إنه يجب عدم إجبار أوكرانيا علي الاختيار بين اقامة علاقات وثيقة إما مع روسيا أو الغرب، مشيرا الي معارضة بلاده إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في أوكرانيا. وصعدت موسكو لهجتها في وقت سابق عندما نددت ب"قمع المعارضين في مناطق بأوكرانيا عبر وسائل ديكتاتورية واحيانا ارهابية"، وتعهدت بمقاطعة من قالت انهم "قادوا تمردا مسلحا ضد يانوكوفيتش المنتخب". وفي الأممالمتحدة دافع السفير الأوكراني عن عزل البرلمان ليانوكوفيتش، قائلا "إنه تخلي بنفسه عن صلاحياته". وحاول الرئيس الفرنسي "فرنسوا أولاند" احتواء الغضب الروسي خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، كما سعت واشنطن الي طمأنة موسكو عبر تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارني" الذي قال انه "لا يوجد اي تناقض بين تقرب اوكرانيا والاوكرانيين من اوروبا ومحافظتهم علي علاقاتهم الثقافية والاقتصادية التي تعود لوقت طويل مع روسيا". وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي "ويليام برنز" قد توجه امس الي كييف لعقد مشاورات تتزامن مع مشاورات بدأتها بالفعل مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "كاثرين اشتون".