سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد اعتراف وزارة الصحة بإنفلونزا الخنازير الأطباء: فيروس هذا العام متحور وعنيف ويصيب الشباب
ارتفاع الحرارة..أول علامات الخطر .. والتطعيم ضرورة للفئات الأگثر عرضة للإصابة
د. محمد عوض تاج الدين بعد سلسلة التصريحات التي تعتمد دائما علي طمأنة المواطنين.. واخفاء الحقائق اعترفت وزارة الصحة اخيرا ان الانفلونزا المنتشرة حاليا في مصر هي نفس الانفلونزا التي عرفت عام 2009 باسم انفلونزا الخنازير.. وأعلنت الوزارة ان حالات الوفاة وصلت إلي 24 حالة منذ ديسمبر الماضي، بالاضافة الي إصابة حوالي 192شخصا بالمرض. ومن جانبهم اعترف الاطباء ان فيروس هذا العام خطير لانه يصيب الجهاز التنفسي السفلي مما يؤدي لنقص الاكسجين وتدهور وظائف الجسم.. واكدوا ان اهم مؤشرات الخطر هي ارتفاع الحرارة لاكثر من 38 درجة. ومع المخاوف العالمية من الانفلونزا سجلت الاحصائيات الامريكية ظاهرة اقتصادية جديدة.. وهي زيادة هائلة في مبيعات ادوية البرد والانفلونزا والحساسية التي لا تحتاج استشارة طبيب وكذلك زيادة هائلة في مبيعات المناديل الورقية.. وذلك امام زيادة المخاوف من خطورة فيروس الانفلونزا لهذا العام. وكانت حالة القلق قد بدأت بعد اصابة ووفاة أربعة أطباء شباب بإنفلونزا الخنازير.. ووقتها اصرت الوزارة علي الصمت وطمأنة المواطنين.. والتأكيد علي ان وفاة الاطباء لم تكن بسبب الانفلونزا الخطيرة.. الي ان تقدم العديد من الاطباء بشكوي للنقابة لحثها علي مطالبة الوزارة بكشف الحقائق.. وهو ما دفع النقابة لمطالبة الوزارة رسميا بالتعامل بجدية وشفافية مع المرض واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية الخاصة بالأوبئة، والحد من التصريحات التي تقلل من خطورتها، والكشف عن النتائج الحقيقية لعينات تحاليل الأطباء المتوفين. والحقيقة كما يقول د. محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الاسبق واستاذ امراض الصدر بعين شمس ان تقرير مركز رصد الامراض والوقاية منها بالولايات المتحدةالامريكية (cdc) اكد ان فيروس الانفلونزا المنتشر حاليا في مصر والعالم هو نفس الفيروس الذي انتشر في صورة وباء عالمي عام 2009 والذي عرف وقتها باسم فيروس انفلونزا الخنازير.. واضاف التقرير ان الفيروس هذا العام يصيب الاطفال والشباب بنسبة كبيرة و انه يؤدي الي انفلونزا شديدة قد تصل الي التهاب رئوي وتتطلب الحجز بالمستشفي وان عدد المصابين في امريكا هذا الموسم وصل الي 380 الف حالة.. ونصح التقرير بضرورة تطعيم الاطفال وكبار السن.. كما نصح باستعمال التامي فلو في الحالات الشديدة والذي يعد دواء لعلاج هذا الفيروس. وبعيدا عن التقرير العالمي يؤكد الدكتور عوض تاج الدين اننا لا نستطيع أن ننكر ان فيروس هذا العام أشد خطورة لأنه متحور وعنيف.. وقد لاحظنا ان حوالي 15٪ من الاصابات تحدث لها مضاعفات كالالتهاب الشعبي او الالتهاب الرئوي الشديد.. و15٪ من هذه النسبة تحتاج للرعاية المركزة والتنفس الصناعي. احذروا.. الحرارة وعن الاعراض يقول انها تبدأ بالتهاب الزور والرشح والعطس وآلام العظام والضعف العام.. وفي الحالات البسيطة يمكن استخدام المسكنات والمخفضات وادوية الرشح والبرد العادية.. ولكن هناك اعراض تعد مؤشر خطورة يستلزم معها اللجوء للطبيب فورا.. واهمها الارتفاع الملحوظ في الحرارة (اكثر من 38 درجة) او صعوبة التنفس او تأثر الوعي.. لأن التدخل السريع يقي المريض من المضاعفات الخطيرة. وينصح د. تاج الدين بضرورة تطعيم الفئات الاكثر عرضة للمخاطر والمضاعفات مثل مرضي الجهاز التنفسي (الحالات المزمنة) ومرضي الكلي والكبد والسكر والذين يستخدمون ادوية خفض المناعة والاطفال والكبار فوق 65 سنة.. وكذلك يجب تطعيم الاطباء والتمريض لحمايتهم من العدوي.. مع مراعاة ان التطعيم يمنح صاحبه المناعة بعد 15 يوما. ويؤكد د. شريف جبر استاذ الانف والاذن والحنجرة بقصر العيني ان المراكز والمنظمات الصحية العالمية بدأت تطلق علي انفلونزا الخنازير اسم الانفلوتزا الموسمية بعد انتشارها وتطابق جيناتها مع الجينات السائدة . ويؤكد ان معظم فيروسات الانفلونزا تؤثر علي الجزء العلوي من الجهاز التنفسي.. اما خطورة انفلونزا هذا العام انها تصيب الجهاز التنفسي السفلي (الرئتين ) وهو ما يزيد خطورة الحالة.. لأن الجزء السفلي هو الذي يحدث به تبادل الغازات.. وفي الحالات الطبيعية فان الهواء الذي يدخل جسم الانسان يكون محملا بالاكسجين.. بينما يكون الهواء الخارج محملا بثاني اكسيد الكربون.. وفي حالة اصابة الجزء السفلي من الجهاز التنفسي بالفيروس فان هذا التبادل في الغازات لا يحدث بكفاءة.. وبالتالي يعاني المريض من نقص الاكسجين وعدم وصوله بكفاءة للجسم.. مما يؤدي لتدهور في كل اعضاء الجسم .. ويؤكد د. شريف جبر ان هذا التدهور لا يحدث فجأة بل تبدأ الاعراض الخطيرة بالسخونة وآلام العظام ثم الكحة والبلغم ثم صعوبة في التنفس وزيادة في معدل التنفس ثم تتطور الي فقدان التركيز وتغير في لون الجسم الي الزرقة ثم فقدان للوعي ثم اخيرا غيبوبة. ويؤكد ان التدخل العلاجي من البداية يقي من هذه المضاعفات الخطيرة.. والتدخل يكون بالادوية والمضادات المعروفة.. والتي غالبا ما تساعد علي الشفاء.. أما إذا اشتدت المضاعفات فيتم اللجوء لعقار تامي فلو. مصائب قوم!! وكما يقولون فان مصائب قوم عند قوم فوائد.. فهناك شركات عالمية شهدت رواجا اقتصاديا هائلا مع بدء موسم الانفلونزا الاخير وعلي رأسها شركات الدواء وشركات المناديل الورقية.. فقد اكدت الاحصائيات في امريكا انه نتيجة عودة انفلونزا الخنازير للظهور وزيادة مخاوف الناس من مخاطرها مقارنة بالاعوام السابقة.. فقد زادت مبيعات شركات ادوية البرد والانفلونزا والحساسية التي لا تتطلب وصفة طبية بنسبة 4٪ لتبلغ 5.8 مليار دولار في امريكا.. بينما باعت شركات المناديل الورقية بمبلغ 2.3 مليار دولار خلال الشهور الاخيرة فقط.