ان جرائم الكمبيوتر والانترنت، أو ما يسمي Cyber crimes هي ظواهر إجرامية تقرع أجراس الخطر لتنبه مجتمعنا عن حجم المخاطر والخسائر التي يمكن ان تنجم عنها،خاصة انها جرائم ذكية تنشأ وتحدث في بيئة الكترونية او بمعني ادق رقمية، يقترفها اشخاص مرتفعو الذكاء، ويمتلكون ادوات المعرفة التقنية، مما يسبب خسائر للمجتمع ككل علي المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية. وهنا يكمن الاختلاف الحقيقي بين نوعي الجريمة ففي الجريمة الالكترونية الاداة ذات تقنية عالية وايضا مكان الجريمة الذي لايتطلب انتقال الجاني اليه انتقالا فيزيقيا ولكن في الكثير من تلك الجرائم فإن الجريمة تتم عن بعد باستخدام خطوط وشبكات الاتصال بين الجاني ومكان الجريمة. ويمكن تعريف الجريمة المعلوماتية بأنها »أي نمط من أنماط الجرائم المعروفة في قانون العقوبات طالما كان مرتبطا بتقنية المعلومات« فهي »فعل إجرامي يستخدم الكمبيوتر في ارتكابه كأداة رئيسية«. وأنواع الجريمة الالكترونية تشمل جرائم الاضرار بالبيانات يعتبرهذا الفرع من الجرائم الالكترونية من اشدها خطورة وتأثيرا واكثرها حدوثا وتحقيقا للخسائر للأفراد والمؤسسات. ويشمل هذا الفرع كل انشطة تعديل أو محو أو سرقة أو اتلاف أو تعطيل العمل للمعلومات وقواعد البيانات الموجودة بصورة الكترونية Digital form« وجرائم الاعتداء علي الاشخاص: المقصود بالاعتداء هنا هو السب والقذف والتشهير وبث أفكار و اخبار من شأنها الاضرار الادبي أو المعنوي بالشخص أو الجهة المقصودة. وجرائم تطويرونشر الفيروسات استمرت الفيروسات في التطور والانتشار حتي بات يظهر ما يقارب المئتي فيروس جديد شهريا. والتي تعددت خصائصها واضرارها فالبض ينشط في تاريخ معين والبعض الآخر يأتي ملتصقا بملفات عادية وعند تشغيلها فان الفيروس ينشط ويبدأ في العمل الذي يختلف من فيروس لآخر بين ان يقوم بإتلاف الملفات الموجودة علي القرص الصلب او إتلاف القرص الصلب ذاته او ارسال الملفات المهمة بالبريد الالكتروني ونشرها عبر شبكة الانترنت وجرائم الاعتداء علي الاموال مع زيادة درجة اعتمادية المؤسسات المصرفية والمالية علي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحول التدريجي في جميع انحاء العالم نحو ما يطلق عليه البنوك والمصارف والمؤسسات المالية الالكترونية، فقد شهد هذا التطور ظهور عدد كبير من الجرائم الالكترونية. كما تعد ظاهرة غسل الاموال المتحصلة من انشطة غير مشروعة من أبرز الانماط الاجرامية المستحدثة التي تقوم بها شبكات منظمة تمتهن الاجرام وتأخذ درجات عالية من التنسيق والتخطيط والانتشار في جميع انحاء العالم.وتشير إحصائيات الاممالمتحدة وصندوق النقد الدولي إلي ان اكثر من 03 مليار دولار امريكي من الاموال القذرة تغسل سنويا عبر الانترنت مخترقة حدود 76 دولة في العالم. وسمات مجرم الانترنت: مجرم متخصص، مجرم عائد للإجرام، مجرم محترف،مجرم ذكي. لذلك نري ضرورة العمل علي إصدار قانون يؤثم الجريمة المعلوماتية ونشر ثقافة الملكية الفكرية وحث الجامعات والمراكز البحثية العربية للبحث والدراسة في الجرائم المعلوماتية والجرائم عبر الانترنت ومحاولة انشاء دبلومات متخصصة في المجالات الفنية والقانونية المتعلقة بمكافحة تلك الجرائم والعمل علي تنمية الكوادر البشرية العاملة في مجالات مكافحة الجرائم وانشاء مجموعات عمل عربية لدراسة ووضع استراتيجيات وسياسات واجراءات تنفيذية لمواجهة مثل هذه الجرائم وحث جامعة الدول العربية لاصدار قانون نموذجي موحد لمكافحة الجرائم المعلوماتية وضرورة التعاون الدولي لمواجهة مشاكل صور السلوك المنحرف في البيئة المعلوماتية و الاهتمام بالطرق الفنية لضبط جرائم الحاسب الآلي بعمل دورات تدريبية للقائمين علي ذلك وتوعيتهم بالاساليب المتطورة والمستحدثة في هذا المجال وضرور استحداث قواعد مناسبة في مجال الاجراءات الجنائية لعدم ملاءمة الاجراءات الجنائية الحالية في مجال تحقيق الجرائم المعلوماتية والعمل علي إدخال مادة »الجرائم الناشئة عن استخدام الحاسب الآلي« في مناهج التدريس لطلبة كلية الشرطة، كمادة مستقلة عن نظم التشغيل، وذلك حتي يستطيع الدارسون التعرف علي هذه الجرائم والإلمام بها وكذا تعميم دراستها لطلبة كلية الحقوق. كاتب المقال: رئيس البرنامج القومي للإصلاح التشريعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء