اللواء فاروق حمدان - رانيا ممدوح - د. ايهاب يوسف الاختطاف.. التفجير.. الاغتيال.. كلمات مظلمة اضيفت الي قاموس المجتمع المصري بعد ثورة 30 يونيووسقوط حكم الاخوان.. العمليات الارهابية في تطور مستمر واخرها اختطاف 4 من قيادات اتحاد العمال بينهم وكيل اول وزارة العمل ورئيس النقابة العامة للسياحة من قبل جماعة انصار بيت المقدس التي طالبت مقابل الافراج عنهم اطلاق سراح المقبوض عليهم في مظاهرات جماعة الاخوان، عملية الاختطاف تدل علي احترافية الارهابيين بداية من تتبع المخطوفين من القاهرة وتحليل المعلومات ودراسة مكان عملية الاختطاف شرق نفق الشهيد أحمد حمدي بسيناء علي مسافة 10 كيلومترات من نقطة عيون موسي حتي يضمنوا عدم القبض عليهم وتتبعهم في تحد جديد للدولة.. الاخبار تناقش الخبراء في هذا التطور النوعي والخطير في شكل العمليات الارهابية. في البداية حلل خبراء الامن الظاهرة حيث اكد اللواء مجدي كمال مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني ان لجوء الجماعات الإرهابية لعمليات الاختطاف والتفاوض مثلما حدث في سيناء من خطف 4 من قيادات اتحاد العمال أثناء توجههم لمؤتمر لدعم الدستور هو نتيجة الي تأكدهم زن العنف والتفجيرات وعمليات الاغتيال لم تحقق أهدافهم التي يسعون إليها، علي العكس تزايدت العمليات الأمنية والعسكرية عليهم وقامت قوات الأمن بضبط العديد منهم ومصادرة مخازن للسلاح، ولذلك بدأت العناصر الإرهابية التفكير في وسائل جديدة تقوم من خلالها بالضغط علي الدولة لتحقيق مطالبهم وهونوع من الإفلاس لمنهج العنف والاغتيال، لذلك لجأوا الي عمليات الاختطاف والمفاوضة.. مضيفا انه يجب علي الدولة عدم الموافقة علي التفاوض مع الجماعات الإرهابية حتي لا يشعروا ان هذا المنهج حقق هدفهم ويتكرر الأمر، وان الحل يبدأ بتكثيف العمليات المعلوماتية والأمنية وإجراء عمليات نوعية للقبض عليهم، مشيرا الي ان تلك العمليات الإرهابية تمت بعد تنسيق كامل وتبادل معلومات لمعرفة خطوط السير للمختطفين وهو يدل علي حرفية تلك الجماعات. واكد الدكتور إيهاب يوسف خبير إدارة المخاطر الأمنية ان عمليات الاختطاف هي تغير نوعي بعد التفجيرات والاغتيالات وذلك من اجل التفاوض للإفراج عن المعتقلين ويجب علي الدولة عدم الاكتفاء برد الفعل كما يحدث الآن ويجب عليها ان تتخذ خطوات جادة في التعامل مع تلك العناصر الإرهابية اوالإجرامية، وأشار الي ان جماعة أنصار بيت المقدس كانت قد حذرت وزارة الداخلية في بيان لها عن عمليات إرهابية نوعية مرتقبة للانتقام منهم، مضيفا ان حادث إلقاء قنبلة علي محور 26 يوليو وإطلاق نيران علي النقطة الشرطة يدل علي ان تلك الجماعة تدرس وتحلل المعلومات لتوجيه ضربات موجعة وهوخصم يجب ان تتعامل معه الداخلية بجدية، وعلي الدولة عدم " مسك " العصي من النصف وعليها اما ان تقرر المنهج العنيف اومنهج التفاوض والمصالحة. ويشير اللواء فاروق حمدان خبير أمني ان معركتنا مع الارهاب ستظل مستمرة حتي يقضي عليه نهائيا وحتي يتم الانتهاء من خارطة الطريق وتوضع البلاد في المسار السليم ،وهذا يعني اننا كلما حاولنا الاقتراب من نقطة بداية الاستقرار سنتوقع احداث اية اضطرابات وهذا يؤكد اننا نسير في الاتجاه الصحيح مشيرا الي ان اعضاء الجماعة الارهابية يعيشون الآن في حالة من التخبط والتفكك واكبر دليل علي ذلك ان عملية الاختطاف للعمال الثلاثة العاملين بشركة السياحة ومع كامل تقديري واحترام لمهن العمال الا انه من الغباء ان تقوم بالضغط علي المسئولين اوالحكومة من خلال شخصيات غير عامة وذلك اكبر دليل علي ان اعضاء الجماعة يرتكبون اخطاء دون اي تفكير فهم حتي مغيبون عن اهدافهم ويضيف اللواء ممدوح عبد السلام خبير امني ان جماعة الإخوان الآن اصبحت تلعب معركة خاسرة مع الشعب مما جعلهم يسنفذون كافة خططهم وجميع اشكال الارهاب فظهرت التفجيرات ،الاعتداءات،المظاهرات وأخيرا اصبح الخطف هو سلاحهم وورقتهم الاخيرة في معركتهم الخاسرة فهم لا يريدون الاستقرار ولا الامن وبالتالي جاءت عملية اختطاف العمال وكأنها نوع من الترهيب لمن سيقول نعم ولن تفلح كل هذه المحاولات فالشعب كلمته واضحه وحدد ما أراد واعتقد أنه من هنا وحتي يوم الاستفتاء نتوقع ان نري المزيد من هذه العمليات، ويشير الي ان أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قد فقدوا قدرتهم علي حشد الأعداد الكبيرة للخروج في المظاهرات وتضاءلت كثيرا حيث كانت في الماضي بنسبة 90 ٪ ولكن الآن أصبحت 10 ٪ وهذا نتيجة ملاحقة قياداتهم والذي أصبح اغلبهم في السجون في الوقت الحالي ولم يعد امام أعضاء الجماعة سوي القيام بعمليات فردية اوالهجوم علي عدد من الاقسام. ومن جانب علماء الاجتماع والنفس يؤكد د. سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسي ان الرئيس المعزول محمد مرسي عندما كان يحكم مصر اصدر أوامره للإفراج عن المحتجزين والمعتقلين سياسيا والذين كان من بينهم ارهابيون والسواد الاعظم منهم اصبح في سيناء الآن وهم من يقومون برد الجميل للرئيس مرسي في الوقت الراهن بالقيام بالعمليات الارهابية التي تعمل علي زعزعة الامن والاستقرار داخل مصر كما ان هناك تحالفات عديدة واتفاقيات بين جماعة انصار بيت المقدس وبين جماعة الاخوان وذلك يرجع الي توافقهم ايديولوجيا وفكريا في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية من حيث الفكر والتطبيق وهوما جعل انصار بيت المقدس يقومون الآن بتوجيه الضربات الموجعة للمواطنين العزل من عمليات خطف اوتفجير اواطلاق اعيرة نارية لاثارة الرعب والذعر بين المواطنين عقابا لهم لعزل مرسي. كما ان ذلك كان واضحا تماما عندما صرح البلتاجي احد القيادات البارزة بالجماعة بأن عمليات العنف والتفجيرات ستتوقف في سيناء اذا تم الافراج عن مرسي وعن المعتقلين السياسيين من اعضاء الجماعة الاخوانية . اما د. رانيا ممدوح استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة فتؤكد ان عمليات الاختطاف تؤثر نفسيا وعصبيا علي الشعوب علي المدي البعيد وان تأثيرها النفسي بصفة عامة يكمن في الاحساس بعدم الامان والفقدان الروحي وهوما يؤثر بالسلب علي المجتمع ككل كما يولد الشعور بالانكسار وينتج عنه جروح نفسية لا تلتئم ، كما ان العمليات الارهابية التي تكون مزعجة ومفزعة في بدايتها ولكنها بعد ذلك تعطي قوة وارادة لدي الشعوب في مواجهة الصعاب والكوارث وتتكون لديهم خبرة كبيرةفي مواجهة الازمات التي قد تمر بها بعد ذلك. وتري ان ما يحدث الآن لابد من التعامل معه بحرص شديد. ويقول د.أحمد علي مصطفي استشاري الطب النفسي انة لا يوجد اي شك ان الدافع وراء الاختطاف هوالانتقام من السلطة الحاكمة بدليل عدم سرقة اي شيء مثل السيارة التي كان يستقلها وفد قيادات اتحاد العمال رغم ثمنها الباهظ ومن المؤكد ان جماعة بيت المقدس لجأوا الي هذه الحيلة بعد يأسهم من تنفيذ الوسائل الأخري مثل التفجيرات والاغتيالات فقرروا اللجوء الي هذا الحل الاخير كوسيلة للضغط علي الحكومة الحالية . واشار د.أحمد الي ان جزءا كبيرا من المشكلة هو فقدان الامن في سيناء وهذا ناتج عن انعزال اهل سيناء عن التعاون مع الدولة. وتقول د.غادة حسان استشاري الطب النفسي بمستشفي أحمد عكاشة ان اللجوء الي هذه الطريقة في الارهاب ليست جديدة وانما تكررت في فترة التسعينيات كثيرا وتعد هي اكثر الطرق للضغط علي النظام حيث كان هناك عدة عمليات لخطف كبار المسئولين للضغط علي الحكومة لتنفيذ مطالبهم. وأشارت د. غادة ان جماعة بيت المقدس نفذت كل وسائلها لارهاب الحكومة الحالية والضغط عليها لنجاحها في تأسيس دستور جديد.