أعلن الجيش في جنوب السودان ان قواته احتشدت خارج مدينة "بور" عاصمة ولاية جونقلي وتستعد للتحرك ناحية المنطقة التي تسيطر عليها العناصر المسلحة التابعة ل"ريك مشار" النائب السابق للرئيس منذ نحو عشرة أيام في أزمة أسفرت عن قتال طاحن أزهق أرواح نحو ألف شخص، ونزح بسببه آلاف آخرون. وأشار المتحدث باسم الجيش العقيد "فيليب أجوير" إلي ان التوتر يتصاعد بالمدينة "حيث دخلت العناصر المسلحة الي معسكر القوات الدولية المكتظ بآلاف النازحين"، وذلك مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة العنف العرقي في إطار الصراع الدائر في البلاد. وأضاف: إن القوات تستعد كذلك للتحرك نحو مدينة "بنتيو" الغنية بالنفط والتي تسيطر عليها ايضا قوات مشار. جاء هذا في حين تتواصل المساعي الدبلوماسية الخارجية لاحتواء الأزمة حيث تحاول القوي الغربية ودول شرق افريقيا التي تخشي أن يزعزع الصراع استقرار المنطقة الهشة الوساطة بين مشار الذي ينحدر من قبيلة النوير والرئيس سيلفا كير الذي ينتمي لقبيلة الدنكا. وكان مشار قد أعلن في وقت سابق إستعداده للحوار بشرط الافراج أولا عن حلفائه السياسيين الذين اعتقلوا في إطار تحقيقات حول محاولة الانقلاب الفاشلة. وقال إنه "مستعد فقط للتفاوض حول تنحي الرئيس". لكن وزير الاعلام في جنوب السودان "مايكل مكوي" أكد رفض مطالب مشار، نافيا في الوقت نفسه ما أعلنه مشار بشأن سيطرة قواته علي حقول النفط الرئيسية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل واصفا إياها بأنها "أمنيات". وكان المبعوث الامريكي الخاص الي جنوب السودان "دونالد بوث" الذي التقي الرئيس "سيلفا كير" قد أكد من جهته إن "كير ملتزم بإجراء محادثات مع مشار"، وذلك بعد ساعات من تعهد كير بمهاجمة "بور" لإستعادتها. وفي نيويورك، أوصي سكرتير عام الأممالمتحدة "بان كي مون" بإرسال 5500 جندي و423 شرطيا اضافيا الي جنوب السودان من مواقع القوات الدولية المتواجدة في الكونغو ودارفور وأبي وساحل العاج وليبيريا - لتعزيز بعثة الاممالمتحدة المنتشرة هناك، في حين يبدو البلد منزلقا نحو حرب أهلية. وستضاف هذه التعزيزات الي نحو سبعة الاف من القبعات الزرق و700 شرطي في اطار قوة "مينوس".