في تطور نوعي علي الصعيد السياسي في الأزمة السورية، اتهمت روسيا، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد التوتر في بلاده بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النزاع المسلح الجاري في هذا البلد منذ مارس 2011. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة "إنترفاكس" الروسية أن "مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتا في تهدئة الوضع". ودعا بوجدانوف الرئيس السوري والمعارضة إلي عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر "جنيف2" للسلام في سوريا المقرر عقده في 22 يناير في سويسرا. وأعلن نظام الأسد مراراً أنه من حق الرئيس السوري أن يترشح للانتخابات الرئاسية في 2014 وكان الأسد قد أعلن أنه قد يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2014 قائلاً في مقابلة تلفزيونية في شهر أكتوبر الماضي: "شخصياً لا أري أي مانع من ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة". علي الصعيد نفسه، صرح نائب وزير الخارجية الروسي بأن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد جربا يمكن أن يزور روسيا في بداية شهر يناير. وقال إنه هو بنفسه قدم الدعوة للجربا باسم وزير الخارجية الروسية. وحسب قول الدبلوماسي الروسي فإن ممثلي المعارضة السورية يخططون منذ زمن للقدوم إلي موسكو. جاء ذلك في وقت أرسلت فيه روسيا تجهيزات إلي سوريا للمساهمة في نقل العناصر الكيماوية في إطار الخطة الدولية لتدمير الترسانة الكيماوية السورية بحسب ما أعلن سفير روسيا في دمشق عظمة الله كولمحمدوف. من جهة أخري، اتهمت منظمة العفو الدولية "أمنستي" تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المحسوب علي تنظيم القاعدة، بخطف وتعذيب وقتل معتقلين بينهم أطفال وقاصرون في سجون سرية أقامتها في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا. كما اتهمتها بإقامة محاكم تطبق الشريعة الإسلامية وتعاقب بالإعدام أو بالجلد. وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان إن بين السجناء لدي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أطفالا بالكاد يصل عمر بعضهم إلي ثماني سنوات وإن قاصرين تعرضوا للجلد والسجن مع بالغين في ظروف "قاسية وغير إنسانية". ميدانيا، واصل الطيران السوري شن غاراته علي مدينة حلب شمال سوريا في خامس يوم من القصف الجوي الدامي علي مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة ما أدي إلي مقتل 135 شخصا علي الأقل، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.