عندما يقدم أي مسئول علي خطوة أو يتخذ قرارا مصيريا لصالح الأمة فإنه يحظي من قبل العامة والخاصة من ابناء الشعب بالحصانة والحب لأن قراره اقترن بالاحترام والشعور بالمسئولية الوطنية وبالقدوة التي تجذرت في نفسه ومنها الاخلاص في العمل والعطاء والايثار والبذل والصراحة والتوازن بين الواجبات إلي جانب كرهه ومقاومته للقيم السلبية والتي وان تمثلت في أي مسئول فانها لابد أن تحدث في محيطه تأثيرا ايجابيا كبيرا والشعوب جميعها تفترض أن جميع مسئوليها من رجال الدولة يفكرون ويعملون في حدود المصلحة بل ويتجردون عن الهوي والغرض لأن مفهوم المصلحة يفرض نوعا من الانضباط علي أي مسئول. وفي نفس الوقت لا تستطيع الجماهير ان تستخلص النوايا الطيبة لأي مسئول عن سياساته حيث تري أن هناك عددا كبيرا من المسئولين والذين كانت دوافعهم في البداية الرغبة في تحسين أوضاع شعوبهم ثم انتهت إلي ترديتها وتحويلها إلي الأسوأ وكم مرة حاولوا الوصول إلي هدف معين ثم انتهوا إلي شيء آخر لم يكونوا يتوقعونه أو يرغبون فيه كما شاهدت هذه الجماهير عبر تاريخها مسئولين كان همهم الأول كم سيحصلون أو بكم سيخرجون من لقاء مناصبهم الحكومية أكثر من همهم بخدمة الناس والمواطنين. وهو الأمر الذي دفعها إلي لعن السلطة ومن فيها حتي وصلت إلي مرحلة العجز فجلست تندب حظها. إذن فإن الأمر لايتطلب حسن النوايا لدي المسئولين بقدر ما يتطلب الاحساس المسئولية.