تسارع الاحداث وكثرتها تجعلنا لا نستطيع أن نلاحقها بالتعليق في الوقت المناسب ولكن هناك قضايا مهمة لا يمكن اغفالها.. ومنها الزيارات المتتالية للمبعوثين الامريكيين الرسميين.. حول هذه القضية فإنه لا يمكن الفصل بين الممارسات الإرهابية لعملاء جماعة الإخوان وهذه الزيارات، إن الهدف من هذا الزخم الإرهابي الإخواني الذي يشهده الشارع المصري هو محاولة تعطيل عجلة الحياة لأجل إعطاء رسالة لهذا الحليف الامريكي بأن لهم وجودا في الحياة السياسية. ليس من وصف لهذه التظاهرات الخائبة سوي أنها نوع من إستجداء واشنطن لتقديم المساعدة لجماعة الإخوان العميلة إستنادا إلي ما قدمته لها ولربيبتها إسرائيل من خدمات وتنازلات وتعهدات. كان لدي جماعة الإرهاب المنبوذة شعبيا أمل في أن تمارس الولاياتالمتحدة نوعا من الضغوط. لا أعتقد انه يمكن أن يكون من ضمن طلباتها عودة محمد مرسي رئيسا لمصر باعتباره أمرا أصبح منتهيا. الجماعة كانت تتطلع إلي استخدام ما تبقي من نفوذ أمريكي لوقف المطاردات القانونية لقياداتها بهدف محاسبتهم علي الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن والشعب. لا جدال أن التصدي الشعبي لهذا العبث الإرهابي الإجرامي قد أدي إلي أن يخيب رجاؤهم. نتيجة لذلك فإن الطرف الامريكي أصبح يدرك حقيقة النهاية المفجعة التي وضعها شعب مصر للجماعة الحليفة وهو ما يجعلنا نقول إن إدارة أوباما قد شعرت بأن نأبها جاء علي شونة في اعتماده علي جماعة الإرهاب الإخواني كما يقولون في المثل العامي. وفي إطار إستعادة مصر الحضارة والتاريخ والريادة لهيبتها التي أهدرها الحكم الإخواني المستبد. فقد سمع المبعوثون الأمريكيون من كل رموز الدولة المصرية ما بعد ثورة 30 يونيو إصرار مصر في الحفاظ علي سيادتها وعلي أساس مراعاة الاحترام المتبادل في التعامل بما يحقق مصلحة البلدين علي قدم المساواة. ليس أمام الولاياتالمتحدة سوي أن تثبت مصداقيتها مع نفسها أخلاقيا بالانحياز لإرادة الغالبية الساحقة المصرية التي اسقطت نظام الحكم الإخواني. هذا يتأتي باتخاذ ما يؤكد الحرص علي المصالح المتبادلة والمتوازنة بين القاهرةوواشنطن. إن سحب السفيرة آن باترسون التي خدعت وضللت الادارة الامريكية بتقاريرها المتحيزة لجماعة الارهاب الاخواني هو من بين المبادرات الطيبة لإعادة الثقة للعلاقات المصرية الامريكية.