حبة وردية لحقت بشقيقتها الحبة الزرقاء لتحدث انقلابا جديدا في عالم العلاقات الزوجية لكنه نسائي هذه المرة.. انها الفياجرا النسائية التي تثير جدلا كبيرا طبيا واجتماعيا بعد ان رفضت السلطات الدوائية تسويقها في الولاياتالمتحدة ووافقت علي تسويقها الدول الاوروبية. وهي الحبة التي تهدف الي زيادة الرغبة الجنسية لدي النساء.. واسمها التجاري »جيروزا« الحبة الوردية التي لم تلق الترحيب الكافي من العلماء في الولاياتالمتحدة ورحبت بها اوروبا تشكل ثورة تحرر النساء جنسيا كالثورة التي احدثتها حبوب منع الحمل. وكما لعبت الصدفة دورا كبيرا في اكتشاف الفياجرا الرجالي التي كانت عقارا مخصصا لعلاج مشاكل القلب.. لعبت دورا ايضا في اكتشاف الفياجرا النسائية او حسب اسمها العلمي الفليبانسرين فقد كان العلماء في جامعة بريطانيا في كنت يجرون بحثا من اجل التوصل الي عقار مضاد للاكتئاب فلا حظوا ان العقار يزيد من الرغبة الجنسية لحيوانات التجارب. وعلي الفور تم تغيير وجهة البحث خاصة ان العلماء شعروا انهم ربما يعيدون قصة نجاح الفياجرا والتقطت شركات صناعة الدواء الاوروبية خاصة في المانيا نتائج البحوث وطورتها واكتشفوا ان العقار يؤثر علي الكيماويات في مخ المرأة بما يؤدي الي زيادة شهيتها الجنسية.. وبدأت شركة بيرينجر اينجلهايم العملاق الالماني في صناعة الادوية بتجربة العقار لمدة 42 اسبوعا علي مجموعة من النساء اللواتي يعانين من ضعف الرغبة الجنسية واللواتي وصل عددهن الي حوالي 0041 امرأة. وقد لوحظ زيادة في نشاطهم الجنسي بمقدار 05٪ عن العينة الضابطة التي تلقت عقارا خاليا من المواد الفعالة دون ان يعلم ذلك وتشير النتائج الي ان ما يفعله العقار هو خفض لمستوي هرمون السيروتوين بينما ترتفع افرازات هرمونات الدوبامين والنور بينفيرين.. ولم يتم تسجيل اعراض جانبية علي العقار سوي بعض الدوار والغثيان في بعض الاحوال وهي اعراض تبدو حتي الآن أقل من الاعراض الناتجة عن عقار الفياجرا للرجال والتي رغم ذلك لم توقف الاقبال الرهيب عليه لنجعله واحدا من انجح العقارات واكثرها ربحية. اذن ما اهمية هذا العقار النسائي الجديد قد يمكن فهم ابعاد اهمية هذا العقار اذا عرفنا ان حوالي 04٪ من النساء يواجهن مشاكل في مرحلة ما من حياتهن تجعلهن يفقدن ميولهن الجنسية. وهي نسبة حيرت الخبراء حتي الان لكن الاكتشاف الجديد من شأنه ان يزيل حيرتهن ويضع حدا لهذه المشاكل. ويقول كبير الباحثين الذي اشرف علي انتاج الدواء وتطويره كريس ويمان توصلنا الي تحديد العوامل المشاركة في زيادة الرغبة لدي النساء. هيئة الدواء والاغذية الفيدرالية الامريكية صوتت ضد انتاج الدواء والفليانسرين لكنها في نفس الوقت شجعت الشركة المعنية علي الاستمرار في التطوير والبحوث علي العقار وقالت رئيسة الهيئة الدكتورة جوليا جونسون ان تأثير الدواء لم يكن قويا لتبرير المخاطر وهي الدوار والغثيان اذا تم استعماله بشكل يومي لمدة طويلة واجمعت الهيئة علي ان نتيجة البحوث مهمة جدا لكن لابد من القيام بمزيد من العمل لتجنب اعراضه الجانبية. ويري المتخوفون من هذا العقار الجديد من الناحية الاخلاقية يؤدي الي شعور مفتعل كيماويا لدي المرأة بالنشاط الجنسي مما يدفعها الي علاقة غير صحية سواء جنسيا او نفسيا.. وتقول البروفيسر الامريكية لينور تايفر ان هذه الرغبة قد تعرضت للاختطاف من صناعة الادوية التي تهدف بالاساس الي الربح ولا تحاول بذل جهد حقيقي لفهم النساء واحاسيسهن الجنسية. وتقدر الأرباح المتوقعة من الفياجرا النسائية بحوالي 2 مليار دولار في الولاياتالمتحدة ومثلها في دول الاتحاد الاوروبي.. وماذا عن باقي دول العالم؟ وقد بدأت شركات الادوية خطوات تسويق العقار في اوروبا التي لم تعترض عليه مثلما حدث في الولاياتالمتحدة ومن بين الشركات المنتجة للعقار شركة بيرينجر اينجلهايم الالمانية.. وبالطبع شركة فايزر منتجة الحبة الزرقاء او الفياجرا الرجالي.