لأننا نسير بعد ثورة 03 يونيو علي الطريق الصحيح الذي يحقق الصالح الوطني بإصرار وتصميم كان متوقعا إن - اجلاً او عاجلاً - أن يتفهم العالم توجهات مصداقية ما نستهدفه وان يستجيب لها في النهاية علي ضوء اليأس من تعديل مسارنا. هذا الواقع ينطبق علي هذا التغيير في موقف الرئيس الأمريكي أوباما من أحداث الثورة الشعبية المصرية لاسقاط نظام حكم الإرهاب الإخواني الذي كان يتمتع بمساندته ورعايته لغرض في نفس يعقوب. هذا المشهد تجسد فيما جاء بخطاب الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة متعلقا بمصر وثورتها المجيدة. في هذا الخطاب اعترف ولأول مرة بفشل الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في حكم مصر. وصفه- وكما كانت تراه الأغلبية الشعبية دوما- بأنه لم يكن رئيسا لكل المصريين وأنه عجز عن جمعهم حول رئاسته. وفي مغازلة لثورة 03 يونيو عكست الرغبة في اصلاح ما شاب توجهاته السابقة.. تحدث عن جهود حكومة الثورة برئاسة حازم الببلاوي لاصلاح ما فسد وتمهيد الطريق الذي يقود نحو النظام الديمقراطي الصحيح. حرص علي أن يحيي جهود هذه الحكومة في مواجهة الإرهاب الذي تؤكد الأحداث أنه من صنع حليفته وربيبته جماعة الإرهاب الإخواني. وفي محاولة لأن »يضرب ويلاقي« انقاذا لماء الوجه بما يمثل الاعتراف بخطأ تقديراته وسياسته تجاه مصر.. أبدي اعتراضه علي عمليات القبض علي القيادات الإخوانية واصفا اياها بالاعتقالات السياسية . جنح الي هذا الادعاء رغم أنه يعلم أنها تتم بإجراءات قضائية سليمة قائمة علي اتهامات جنائية هي محل للتحقيقات. وفي اطار »التماحيك« لجأ إلي الربط بين المساعدات الأمريكية واستكمال المسيرة الديمقراطية للثورة المصرية. اتخذ هذا الموقف في خطابه رغم أنه يعلم يقينا جدية الخطوات المصرية لتحقيق هذا الهدف.. بداية من سرعة الانتهاء من إعداد دستور حضاري يليق بالدولة المصرية الديمقراطية. ليس من تفسير لهذا التعمد من جانب أوباما للحديث عن التطورات المصرية التي انتهت بثورة 03 يونيو واسقاط الحكم الإخواني.. سوي الرغبة في التكفير عن خطأ موقفه تجاه الأحداث بمصر بما يعني أن العودة إلي الحق فضيلة. هذا الذي جري علي مشهد من كل العالم اكد اعترافه بأنه قد خسر رهانه علي استمرار حكم جماعة الإرهاب الإخواني لمصر. لقد ثبت يقينا أن هذا الانحياز الأمريكي الخاطئ لهذه الجماعة كان تتويجا لعلاقات واتصالات تاريخية قديمة. لاجدال ان خيبة الأمل قد لحقت بالسياسة الأمريكية بعد ثورة 03 يونيو نتيجة سقوط العهود والتعهدات التي قدمتها جماعة الأرهاب الأخواني للأدارة الامريكية لصالح اسرائيل وبالتالي ضد الصالح الوطني المصري والقضية الفلسطينية . ان اي تحليل ايجابي لهذا الخطاب سوف يتوصل الي انه كان انتصارا للأدارة المصرية.