بدأ وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرجي لافروف أمس في جنيف بحث مقترحات روسيا لإخضاع الأسلحة الكيماوية السورية للرقابة الدولية. وقال مسئول أمريكي بارز إن الهدف من المحادثات مع روسيا "التأكد من وجود طريق إلي الأمام، وأن الروس يعنون ما يقولونه .. والأهم معرفة ما إذا كان بشار الأسد يعني ما يقول". وصرح المسئول الذي يرافق كيري "سنتحدث مع الروس عن حجم المشكلة.. وعن مختلف طرق التخلص من الأسلحة وتدمير منشآت الإنتاج ومنشآت المواد الكيميائية". وأكد "أنه أمر قابل للتنفيذ لكنه صعب". وذكرت وكالة ايتار تاس الروسية أن المحادثات بين الجانبين تهدف بشكل خاص إلي محاولة الاتفاق علي مسودة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعم تقدم عملية وضع الأسلحة الكيماوية في سوريا تحت رقابة المجتمع الدولي. وتبدأ المحادثات الأمريكية في جنيف في ظل مساع دبلوماسية لبلورة توافق بين القوي الكبري قد يجنب سوريا ضربة عسكرية مقابل تجريديها من سلاحها الكيماوي. وفي هذا الإطار, عقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعا مغلقا في مقر البعثة الروسية بنيويورك. وناقش الاجتماع الذي استمر حوالي نصف ساعة مشروع قرار فرنسيا يطالب سوريا بوضع سلاحها الكيماوي تحت الرقابة الدولية في غضون 15 يوما من تاريخ اعتماد القرار, ويطالبها كذلك بالتوقيع علي المعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح الكيماوي. ويؤكد مشروع القرار أيضا علي اتخاذ إجراءات عقابية تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة في حال عدم تنفيذ القرار. كما يتضمن توصية بإحالة المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان إلي المحكمة الجنائية الدولية. وقال السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الاجتماع إن الأممالمتحدة والدول الأعضاء فيها فشلوا جميعا في منع ارتكاب الجرائم الوحشية في سوريا علي مدي أكثر من عامين, معبرا عن أمله في أن يلعب مجلس الأمن دورا فاعلا لوضع حد للمأساة السورية. في غضون ذلك كشفت صحيفة "كومرسانت" الروسية أمس عن تفاصيل خطة السيطرة علي الترسانة الكيماوية السورية التي عرضتها موسكو علي المجتمع الدولي. وقالت الصحيفة إن الخطة من أربع مراحل وأن نسخة منها سلمت للولايات المتحدة الثلاثاء، وكانت موسكو أعلنت أول أمس عن تسليم نسخة من الوثيقة لواشنطن. وتنص المرحلة الأولي من الخطة علي انضمام سوريا إلي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حسب ما نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي. بعد ذلك تكشف دمشق عن مراكز تخزين الأسلحة الكيميائية وعن أماكن تصنيعها حتي يتمكن في المرحلة الثالثة السماح لمفتشي المنظمة بتفقد هذه الأماكن، ويتم في المرحلة الرابعة الاتفاق علي الآلية المناسبة للتخلص من السلاح الكيماوي. وتضيف صحيفة "كومرسانت" أنه لم يتم بعد تحديد الجهة التي ستقوم بإتلاف الكيميائي السوري ولكنها لا تستبعد نقلا عن مصادرها مشاركة روسياوالولاياتالمتحدة في هذه العملية المعقدة. وأشارت الصحيفة الروسية إلي أن لقاء كيري ولافروف في جنيف لمناقشة هذه الخطة. في الوقت نفسه، قال البيت الأبيض إنه ألغي النزهة الصيفية لأعضاء الكونجرس وعائلاتهم وهي فرصة سنوية للرئيس والمشرعين لتنحية الخلافات الحزبية جانبا والاستمتاع بالموسيقي والطعام. واتخذ هذا القرار بهدوء في الأسبوع الماضي، فيما كانت الإدارة تبحث الكيفية التي سترد بها علي هجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا. وكان الكونجرس مشغولا بمناقشة الموقف من خطة الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية.