»إذا أؤتمن خان« بنص حديث نبوي صحيح، هي سمة تميز المنافق. الخيانة لم تعد أمرا يصعب اكتشافه، فحينما تولي وجهك فثمة خونة، لا يكلفون أنفسهم عناء مداراة جرمهم، بل الأدهي أنهم يصرون علي المباهاة بما يأنفه أي شريف! بين الاستقواء بالاعداء وصولاً إلي استدعائهم.. من رفض أي حوار وطني علي قاعدة الاعتراف بالارادة الشعبية، واستنكار عزل الحاكم حين ينقض المواثيق، إلي جر الوطن باتجاه تدويل شئونه الداخلية! وفي ظل مؤامرة اخطبوطية لتفتيت مصر، ماذا يعني أن يتبني فصيل أو تيار خريطة الشرق الاوسط الجديد القائم علي تقسيم المنطقة العربية علي أسس مذهبية وعرقية ودينية.. هل يعني ذلك إلا التوغل في وحل الخيانة؟! حين يُسخر تنظيم أذرعه الممتدة عابرة الحدود، لطعن الوطن، واضعافه، وتشويه صورته، ومحو تاريخه، والتشويش علي حاضره، واستهداف مستقبله، ألا يمثل ذلك كله احط وابشع تجليات الخيانة؟ عندما يسرب اكبر رأس في الدولة اسرار امنها القومي، ووثائقها، وعندما يعد هذا الرأس بالتفريط في تراب الوطن التي روتها انهار دماء شهداء ماتوا في سبيل الحفاظ علي ذرة رمل أو سنتيمتر علي الحدود، ألا تعني مثل هذه السلوكيات أن الخيانة تسري في العروق مسري دماء هي إلي الماء الآسن أقرب؟! ودون التشكيك في العقائد أو الضمائر ألا يُعد الافتراء علي دين الحق وعلي نبيه وعلي سيدنا جبريل، بل والتوسل لله بالموت علي دين الأخوان، ماذا يعني هذا الاجتراء إلا أنه خيانة للدين وحقائقه الثابتة التي لا تحتمل جموح الاجتهاد بالميل للهوي؟!