لا يمكن الفصل بين المعركة البطولية التي تخوضها القوات المسلحة والشرطة المصرية ضد عصابات الارهاب في شمال سيناء وبين مسلسل الارهاب الذي تمارسه جماعة الإرهاب الإخواني في باقي الربوع المصرية وآخرها المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية. إن ما جري ويجري ما هو الا انعكاس لما سبق اعلانه من جانب احد قيادات الجماعة متعلقا باصدار الاوامر لفروعها في سيناء ببدء جرائمها الارهابية والتي اشترط توقفها بعودة الرئيس الاخواني المعزول شعبيا الي حكم مصر. من ناحية أخري علينا أن نتذكر تحذيرات البعض الآخر من عمليات ارهابية تستهدف القتل والتخريب والتدمير باستخدام السيارات المفخخة. هذه الأعمال الاجرامية التي تكشف الطبيعة الاصولية لهذه الجماعة تاريخيا ليست سوي برهان علي التأثير الايجابي للضربات الامنية التي وجهت اليها سواء في سيناء أو داخل مصر. لا جدال ان اللجوء لهذا الاسلوب الارهابي هو آخر ما في جعبة الجماعة للخروج من حالة اليأس والاحباط في اعقاب فشل دعواتها للحشد الجماهيري. هذا الفشل يعود الي غياب المخططين والممولين الذين كانوا يوجهون من كانوا يتعاطفون ويسيرون في ركب الجماعة واكتشفوا خداعها وتضليلها وكذلك انقضاض المجموعات التي كانت تتحرك في مقابل ما كانوا يحصلون عليه نقدا أو عينيا. مع هذا التطور الاجرامي فانه ليس خافيا استعانة الجماعة بالعناصر الارهابية المدربة التي ليس لها انتماء وولاء مصري والتي كانت قد شاركت في تمهيد الطريق لقيامها بعملية سرقة ثورة 52 يناير.. لا يمكن ان يكون خافيا جهل أو تغافل القوي الاجنبية التي دفعت ودعمت مؤامرة جماعة الارهاب الاخواني عن كل هذه الحقائق بما فيها التعاون والتواطؤ مع الارهاب الدولي. من ناحية أخري فان كل الدلائل تؤكد ان الاموال الخارجية كانت تتدفق بلا حساب لتضيف المزيد لما تملكه الجماعة وهو ما تم انفاقه علي معركة الوصول الي الحكم بالتزوير والتدليس وكذلك دفع تكاليفها حاليا علي الممارسات الارهابية بعد سقوط حكمها. وفي هذا المجال لابد ان نضع في الاعتبار تلك الاموال الهائلة التي كانت تحصل عليها حركة حماس غزة الرافد الارهابي لجماعة الارهاب الاخواني من عمليات التهريب والمتاجرة عبر الانفاق للسلاح واحتياجات الشعب الغزاوي المعيشية. انها تستخدم هذه الاموال في تمويل المشاركة الارهابية سواء في سيناء أو داخل مصر لدعم اهداف الجماعة. من المؤكد ان نجاح قواتنا المسلحة في تدمير غالبية هذه الانفاق التي كان يتم استخدامها لانتهاك السيادة والامن القومي المصري.. قد اصاب هذه الجماعة بحالة الجنون التي جعلتها اكثر عدوانية واجرامية تجاه الشعب المصري. ليس من تعليق علي هذه التطورات سوي أننا اقتربنا من وضع نهاية لجماعة الارهاب الاخواني وان كان الامر سوف يستغرق بعض الوقت.. وان ارادة المولي دوما فوق كيد المتآمرين.