في يوليو 1952 فوض الشعب المصري الضباط الأحرار لإعادة صياغة المجتمع المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية .. وفي فبراير 2011 فوض الشعب الجيش للتخلص من دولة الفساد والتوريث. وفي يونيو 2013 فوضه لتخليص مصر من دولة الاخوان .. واليوم سيفوضه للقضاء علي الإرهاب والترويع وللقضاء نهائيا علي اللعب بالدين والتغرير بالبسطاء باسم الدين. تفويض الشعب لجيشه هو تفويض الأب لابنه ..فالجيش المصري هو ابن الشعب .. لم يكن يوما الا حاميا له ومدافعا عنه وملبيا لمطالبه . لم يكن خائنا ولا متعاليا ولا مفرطا في واجباته نحو الشعب والوطن..من هنا جاءت دعوة الفريق أول السيسي للشعب للخروج اليوم ثقة من الجيش في الشعب وانتظارا لتفويض منه لحماية الثورة والقضاء علي أعدائها والمدبرين لعمليات التخريب والتدمير والتقسيم . كان كلام السيسي واضحا ..وجهه لكل المصريين موضحا موقف الجيش : "لما تعاملنا خلال فترة السنة الماضية بعد تسليم السلطة في 30 يونيو، تعاملنا بكل أمانة وشرف ولم نغدر أو نتآمر أو نخون وكنا أمناء جدا في إعطاء النصيحة المخلصة والأمينة، للرئيس السابق، من منطلق أن الجيش عظيم جدا ورجاله شرفاء ومخلصون لا يعرفون الشائعات أو الكذب والافتراءات.. والجيش المصري جيش أسد، والأسد لا يأكل أولاده، خلو بالكم، إحنا قدمنا للرئيس السابق 3 مرات، 3 تقديرات إستراتيجية بالموقف وتطوراته وتوصياتنا لتجاوز الأزمات التي سيواجهها، وهذا الكلام موثق، وكنا نفعله عشان خاطر بلدنا مش عشان خاطر حد". ولكن أخطر ما في الكلام الذي قاله السيسي هو احساس الجيش بالمؤامرة التي تحاك ضده من تدفق للأسلحة والهجوم علي الوحدات العسكرية والأكمنة الأمنية في سيناء وغيرها والأفراد الذين يحمون المواقع المهمة مؤكدا أن الجيش يؤمر فقط بإرادة الشعب.. وكلمة خير أجناد الأرض هذه لم تأت من فراغ.. فهذه علاقة خاصة جدا بين شعب مصر وجيشه،" لكن عندما نري من شهور أن هناك أفارولات وسلاحا يهرب من دول كتير، ويقال إن هناك جزءا من الجيش المصري انقسم، فتلك "مؤامرة" تستهدف القوات المسلحة بهدف توصيل معني أن هناك جزءا من الجيش يقاتل الآخر.. وأنا أقول في ذلك والله العظيم والله العظيم الجيش المصري علي قلب رجل واحد.. الكلام ده خطير جدا، الجيش المصري ليس مثل أي جيش تاني في العالم، ويجب ألا نخلط الأوراق. فهناك من يدفع البلد نحو نفق خطير." الجيش المصري هو يد الشعب وكما قال السيسي:"المصريون لما خرجوا بالملايين، الجيش نفذ أمرهم ونفذ إرادتهم، وخريطة الطريق والإجراءات التي قمنا بها، لن يتم التراجع عنها لحظة واحدة ولا أحد يعتقد ذلك أبدا، وسوف يتم عمل انتخابات مقبلة يشهد لها العالم أجمع برقابة دولية، وإذا كان لأي تيار ثقل أو وزن حقيقي والرأي العام معه فهذا سيترجم في الانتخابات القادمة ولو لك المكانة، ستحصد الأغلبية، فليس للقوات المسلحة خيار سوي رضا المصريين، ولا أحد يتصور أنه بالعنف أو الإرهاب يمكنه أن يحكم الشعب المصري أو يؤثر علي إرادته أو يخيفه. ونحن نتفق مع ما قاله السيسي في أننا في مفترق طرق .. وأن كل ما أمر به الشعب المصري تم تنفيذه و لابد من نزول كل المصريين الشرفاء إلي الميادين، حتي يفوضه لمواجهة الإرهاب "المحتمل" مما يعني وجود معلومات عن عمليات محتملة ضد الجيش المصري فالاخوان ومن والاهم ومن خرج من عباءاتهم لا يريدون خيرا لهذا البلد ولا لشعبه ولا لجيشه..وهو أخطر ما في الموضوع ولهذا كان الرجاء :" من فضلكم يا مصريين تحملوا المسئولية معي ومع جيشكم ومع الشرطة وأظهروا تماما حجمكم وصلابتكم في مواجهة ما يحدث".. ومن هنا لابد أن نتفق علي أن التفويض لابد ..أن يكون قويا .. وأن تملأ الجماهير كل ميادين وشوارع مصر بما لا يقل عن جماهير30 يونيو التي أبهرت العالم .. حتي يتأكد العالم أن ماحدث لم يكن الا ثورة شعبية أيدها الجيش ونفذ مطالبها ولم يكن انقلابا عسكريا كما يزعمون . ومن الواجب أيضا أن يلتزم الجميع بالسلمية حتي تعرف الدنيا كلها من هم الإرهابيون الدمويون الرافضون لإرادة الشعب.. وحتي تفوت الفرصة علي من يريدها حربا أهلية. لن تكون هناك كلمة أقوي أو أعلي من كلمة الشعب