علماء النفس: التلويح باليد والتنفس السريع والاشارات بالاصابع مؤشرات للارتباك والسقوط محمد مرسي حسني مبارك لغة التهديد وأحيانا الاستعطاف يبدو انهما لغتان يستخدمهما الرؤساء عندما تثور الشعوب ضدهم.. وتخرج عليهم الملايين منددين بسياساتهم واخطائهم التي تغرق الاوطان وتسير بهم الي حافة الهاوية.. فما أشبه الليلة بالبارحة بين الخطاب الاخير للمخلوع مبارك وخطاب مرسي اول امس.. الاخبار رصدت اوجه التشابه بين الخطابين في السطور القادمة.. المخلوع مبارك في خطابه الاخير وتحديدا في 10 فبراير 2011 لجأ الي التلويح بامكانية انزلاق مصر الي حافة الخطر والسقوط الي الهاوية وانتشار الفوضي في حال رحيله مطالبا بضرورة احترام الشرعية قائلا: »لقد طرحتُ رؤية محددة للخروج من الأزمة الراهنة، ولتحقيق ما دعا إليه الشباب والمواطنون، بما يحترم الشرعية الدستورية ولا يقوضها«، لم يختلف الامر كثيرا في خطاب مرسي اول امس الذي لوح بورقة الشرعية وان اي خروج عليها سيقود مصر الي برك من الدماء وقال »لابديل عن الشرعية الدستورية، والقانونية الانتخابية التي أفرزت رئيسا لأول مرة في تاريخها، وشعبها وافق عليها«. المخلوع مبارك ايضا ذكر ان هناك قوي دولية وعربية وخليجية تسعي لاثارة الذعر في البلاد ونشر الفوضي وتحقيق مصالح خاصة علي حساب مصلحة مصر العليا قائلا " لكن الحرج كل الحرج، والعيب كل العيب، وما لم ولن أقبله أبدا.. أن أستمع لإملاءات أجنبية تأتي من الخارج، أيا كان مصدرها وأيا كانت ذرائعها أو مبرراتها.. نفس الامر عند مرسي الذي اشار في خطابه الي ان بعض الدول المحيطة بمصر لا يعجبها تجربة الديمقراطية التي تشهدها ام الكنانة قائلا " الديمقراطية تجربة جديدة للتحدي، لا تعجب بعض الناس في الداخل والخارج الذين يريدون عودة البلاد إلي السمع والطاعة فقط." كلاهما لعب علي وتر الدم المصري وكلاهما استنكر اسالة الدماء المصرية في المظاهرات وكلاهما اعرب عن تحمله المسؤلية تجاه النزيف المستمر لدماء الشباب المصري فقال مبارك المخلوع "أقول لكم قبل كل شيء، إن دماء شهدائكم وجرحاكم لن تضيع هدرا، وأؤكد أنني لن أتهاون في معاقبة المتسببين بها بكل الشدة والحسم، وسأحاسب الذين أجرموا في حق شبابنا بأقصي ما تقرره أحكام القانون من عقوبات رادعة" أما مرسي فقال في خطابه الاخير " أنا أتحمل المسؤولية، ودماء المصريين غالية علي جدا، وأقف بكل ما أملك من قوة وأدوات وإمكانيات ضد من يحاول بأي شكل أن يريق هذه الدماء، أو فتنة أو يرتكب عنفا" لغة الاستعطاف لغة الاستعطاف واللعب علي العواطف والمشاعر والاحاسيس كان عاملا مشتركا في الخطابين للتأثير علي قلوب الجماهير وكسب تأييدهم وتعاطفهم وهذا ما أكد عليه مبارك عندما قال " الإخوة المواطنون، الأبناء شباب مصر وشاباتها، أتوجه بحديثي اليوم لشباب مصر بميدان التحرير وعلي اتساع أرضها، أتوجه إليكم جميعا بحديث من القلب، حديث الأب لأبنائه وبناته.. أقول لكم إنني أعتز بكم رمزا لجيل مصري جديد يدعو إلي التغيير إلي الأفضل ويتمسك به ويحلم بالمستقبل ويصنعه".. كذلك لجأ مرسي الي نفس الوسيلة في خطابه الاخير لكسب تعاطف المواطنين خاصة اولئك الذين انتخبوه وندموا بعد ذلك وقال مرسي في خطابه " أقول لكم إن استجابتي لصوتكم ورسالتكم ومطالبكم هو التزام لا رجعة فيه، وإنني عازم كل العزم علي الوفاء بما تعهدت به بكل الجدية والصدق، وحريص كل الحرص علي تنفيذه دون ارتداد أو عودة للوراء" تحليل نفسي ويري د. أحمد فخري هاني استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس ان هناك سمات مشتركة جمعت بين الخطابين الاخيرين من حيث لغة الجسد والكلمات التعبيرية والاشارات والايماءات وهو ما يدل علي حالة القلق والحيرة التي انتابت الرئيس مرسي ومن قبله المخلوع مبارك، فكلاهما في خطابهما الاخير سيطر عليهما الارتباك والقلق الشديد وظهر ذلك في نبرة الصوت وسرعة التنفس فضلا عن التلويح باليد، كما ان الخطابين ركزا علي مفردات ومصطلحات ضعيفة كان يمكن ان تختزل مثل كلمات " الشرعية " و" الدم " وهو ما يشير الي قلة الحيلة والضعف والهوان والسقوط والانهيار ويتضح ذلك ايضا من خلال كلمة " أخطأت " التي استخدمها مبارك ومرسي بالامس في خطابه ارتباك وانهيار واضاف استشاري الطب النفسي ان اشارات اليد لمرسي قسمت الشعب المصري كالعادة الي نصفين من خلال التلويح باليد اليمني عند الحديث عن مؤيديه والتلويح باليد اليسري عند الحديث عن معارضيه وهو ما فعله مبارك، كما ان مرسي ركز عند الاشارة الي معارضيه باليد اليسري علي بعض العبارات السلبية مثل عبارات " سوف يجرون البلاد الي الهاوية " و " يريدون الدماء " و " سوف يحدث اشياء لا يحمد عقباها "، اما الحديث عن المؤيدين فتم باليد اليمني مصحوبا بعبارات ايجابية مثل " الشرعية " و " والنجاة ". انفصال جماعي ومن جانبها أكدت د. رانيا ممدوح استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة ان الخطابين يعكسان طبيعة المرحلة لكل من الرئيسين، وعادة عندما يحدث انهيار لأي شخص سواء في المركز الاجتماعي او المستوي الوظيفي يشعر بمشاعر نفسية معينة يوحي لنفسه من خلالها انه قادر علي العبور بالمشكلة وحلها، وهو ما حدث في خطاب مرسي بالامس وفقا لعلم النفس هو "حالة انكار"، فمرسي حاول تغيير الواقع كما فعل مبارك من قبل، كما انه حدث له ما يسمي في علم النفس بالانفصال الجماعي او ما يعرف بmass dissociation ت فالرئيس حاول ان ينحاز لمجموعة الاشخاص الذين يمثلون الاقلية والمنفصلين عن الواقع ليؤكد انهم الاكثرية، وفي مثل هذه الحالات تحدث حروب اهلية تقود البلدان الي حالة من الخراب والهاوية واوضحت د. رانيا ان مرسي سيطرت عليه حالة من التمثيل الانعكاسي وهي حالة في علم النفس تعرف علي انها عكس الواقع بمعني ان مرسي يعترف بأن العنف يأتي من جانب المعارضين له فقط ولا يريد او يحاول ان يعترف بأن مؤيديه يمارسون العنف.