لا أعرف لماذا يرتبط في ذهني وزير التربية والتعليم بمن يعمل في المدبح!؟ هل لأن ملامحه تعطي هذا الانطباع؟.. أم لأنه يقوم بسن سكاكينه للطلبة وأولياء أمورهم؟ أم لأنه يرفع الساطور في وجه من يعارضه.. باعتباره من الاعداء الذين يستحقون قطع الرقاب؟! هو بالتأكيد لا يشعر بآلام الناس.. ولا يهمه مايئنون منه.. ولا يعتبر انفعال طالب ضد أسئلة جائرة في الامتحان تمثل رؤية عامة أو تعبيرا عن الآخرين.. كل ما يهمه التقارير الرسمية.. كل ما يعنيه ما يقوله مرؤوسوه من أن كل شيء تمام.. لا تعنيه الصحافة الحرة التي تنقل نبض الشارع.. ولا تعنيه الصور التي تعبر عن الواقع.. ولا يهمه أن تنقل الصحافة ما تراه في لجان الثانوية العامة من انهيارات وبكاء وعويل.. هو رجل سادي.. يري أن الصحافة التي تعبر عن الناس تنقل رؤية سياسية.. إذن هي صحافة موجهة ضد الوزير.. إنني أترك تحليل وزير بهذا الشكل لأساتذة علم النفس والصحة النفسية.. ولا أخوض فيما ليس في اختصاصي.. لأن اختصاصي هو تقديم الواقع الذي يعيشه المواطن.. لا الواقع الذي يريده الوزير.. أو المسئول.. هذا الوزير يعيش في وهم يجب أن يفيق منه.. هذا الوزير لا يتحمل أي مسئولية.. ولا يشعر بالواجب تجاه الشعب الذي جاء ليخدمه.. إنه خادم الشعب ليس إلا.. وكما نقول في الأمثال «خادم القوم سيدهم».. لكنه يتصور أنه سيد دون أن يكون خادما للقوم!! أنا لن أتحامل علي الوزير.. فيكفي نكوصه عن وعوده للطلبة والطلبات.. لقد وعدهم بامتحان في مستواهم.. لكنه أخلف وعده، لهذا كتبنا عنه مانشيت »الأخبار« »الوزير سقط في الامتحان« بل إنه لم يراع الجو الخانق.. والكهرباء المقطوعة.. لم يشعر بما يجب أن يشعر به كمسئول.. وأيضا وزير الكهرباء لا يشعر بالناس.. يقطع الكهرباء في أوقات المذاكرة.. ويترك الطلبة يذاكرون دروسهم علي ضوء الشموع.. الشمعة الواحدة أصبحت ب5 جنيهات.. التجار الجشعون استغلوا الأزمات التي تخلقها الحكومة.. ورفعوا أسعار السلع المهمة للإنارة مثل الكشافات وشاحناتها والحجارة والشمع.. حرام استغلال الناس في هذه الظروف.. لكن حنقول إيه للحكومة الفاشلة!! ويزيد طين الحكومة بلة وزير جاء من المجهول.. لا يعرفه أحد.. وجهه ليس من النوع المألوف.. لكنها حكمة ربنا اسمه إبراهيم أحمد غنيم ضيف.. كتب لنفسه علي موقع الوزارة أنه من مواليد 92 أكتوبر 2691.. حصل علي بكالوريوس العلوم والتربية ميكانيكا قوي كلية التربية جامعة أسيوط دور مايو 4891.. رسالته في الماجستير الأخطاء الشائعة لدي طلاب الصف الأول الثانوي الصناعي في الرسم الهندسي والصناعي.. ورسالته في الدكتوراه عن برنامج علاجي مقترح لتدريس الميكانيكا لدي طلاب التعليم الصناعي.. وتخصصه العلوم الهندسية والصناعية.. وشغل درجة معيد في كلية التربية بأسيوط واستمر حتي درجة أستاذ فانتقل إلي كلية التربية جامعة قناة السويس منذ نوفمبر 5002.. وتدرج حتي أصبح عميدا للكلية ثم نائبا لرئيس الجامعة ثم وزيرا للتربية والتعليم.. ويعتبر نفسه كما يذكر موقع الوزارة أول أستاذ متخصص في المناهج وطرق تدريس العلوم الهندسية الصناعية في مصر. هذه أمور لا ينكرها أحد.. لكن تصرفات الوزير ليست علي قدر هذا التخصص.. واتصاله بي صباح أمس عقب صدور »الأخبار« لا يليق.. والألفاظ التي استخدمها لا تليق.. وفهمه للصحافة القومية قاصر.. واستيعابه لمهمة الصحفي يشوبها النقص الشديد في المعلومات.. ورؤيته للصحفيين غير سوية.. وهو ليس مالكا لصكوك الغفران التي يبحث عنها المشتاقون.. وليس له حول ولا قوة.. وليس له قبول بين الناس فكيف إذن يصل إلي قلوبهم وهو يفتقر إلي الرضا النفسي. إن مجرد اتصاله لانتقاد مانشيت »الأخبار« إهانة له وليس لنا.. ومجرد تفكيره بأنه يستطيع أن يسيطر علي صحيفة محترمة وهم لن يعدله استمراره في منصب الوزير.. ورؤيته لمهمة الصحافة بأن تنقل ما يريده وما يرغبه وما يحلم به.. خيال مريض لن يتحقق لأي مسئول مهما علا شأنه أو قلًّ.. الصحافة مهنة سامية.. لأنها تسمو فوق الصغائر.. ولا تلتفت لأي هلفوت.. وتضع المواطن فوق أي اعتبار وكل اعتبار.. الصحافة تخدم الشعب.. وهي صوته ضد الظلم والقهر والامتحانات الجائرة التي تضعها وزارة التربية والتعليم.. الصحافة تدوس علي كل ما دون المواطن الشريف النزيه الغلبان.. أما المسئول فلن يستطيع أن يسيطر علي الصحافة.. الحرية بعد ثورة 52 يناير تعني حرية المواطن.. وليس حرية المسئول في تعذيب المواطن.. الوزير الذي يهدد الصحافة مكانه في غياهب الجب.. أو في الحجرات المظلمة أو في المغارات الساحقة.. أما الصحافة فهي تعمل في النور.. لا تسعي إلي إيذاء أحد.. بل تدافع عن المظلومين.. وتدافع عن أصحاب الحقوق.. أما المسئول فمن حقه أن يقول رأيه فيما ينشر.. وتتاح له الفرصة كاملة لينشر وجهة نظره.. لكن ذلك لا يمنع من أن تدافع الصحيفة عن المواطنين وحقوقهم.. فهل يتعلم الوزير مهمة الصحافة!؟ أتذكر وزراء في زمن فات.. تركوا بصمات في هذا الوطن وكان الشعب هو غايتهم.. منهم الوزير المحترم حسب الله الكفراوي أطال الله في عمره، منهم رئيس الوزراء الأسبق الراحل فؤاد محيي الدين، منهم الكثير.. وأيضا نتذكر وزراء من نوعية إبراهيم غنيم لن يذكرهم التاريخ.. ولن تحميهم من المواطن سلطة أو جاه زائل بإذن الله تعالي. هذا الوزير الذي انتقد بعصبية ما نشرته »الأخبار« عن انطباعات طلبة الجمهورية علي امتحان اللغة العربية سيري بعد نظرنا.. ورؤيتنا السليمة لمهمة الصحافة.. ودورها في المجتمع.. مهمتنا نقل مشاعر وانطباعات الناس ونبض المواطن في كل مكان من أرض المحروسة.. مهما كانت ضد وزير أو حتي رئيس حكومة أو رئيس الدولة. أتصور أن المسئول يجب أن يرحب بالصحافة التي تنقل نبض الناس.. وليست التي تزيف الحقائق.. أعتقد أن التقارير الصحفية الأقرب للدقة من تقارير المكاتب التي يدبلجها المرؤوسون لرؤسائهم.. هذه التقارير والصور المنشورة بالأخبار هي التعبير الصادق الوحيد عما حدث في الثانوية العامة في مستهل امتحاناتها باللغة العربية يوم السبت الماضي. الوزير المسنود من أي جهة ما.. لن تحميه من عذاب الضمير.. ولن تحميه من عقاب الشعب.. ولن تحميه من نظرة المجتمع إليه.. والسؤال الآن من يسند إبراهيم غنيم في وزارة التربية والتعليم.. الوزارة التي تولاها من قبل عمالقة الثقافة والفكر والأدب والابداع.. من أمثال المفكر العربي الشهير طه حسين.. وامتدت عناقيد الذهب حتي وصلت إلي العملاق د. حسين كامل بهاء الدين. التربية والتعليم ليست سياسة يا وزير آخر الزمان.. التربية والتعليم مهنة تربية الأجيال القادمة التي ستحمل علي عاتقها مستقبل مصر.. فهل أنت مؤهل وقادر علي حمل هذه المهمة؟!.. وهل بأسلوبك الفريد في التعامل مع الصحافة نأمن علي أبنائنا معك؟!.. وهل تطفيش الطلبة من الامتحانات يربي عندهم الانتماء الذي ننشده لمصر!؟ إن تصرفاتك لا تتناسب مع مهنتك المحترمة.. التي تبغي تربية أجيال تحب مصر.. وأول محور في تعميق الانتماء الوطني الاحساس بهموم وآلام الناس! والآن.. مصر تطلب الخلاص من مثل هؤلاء الوزراء.. نريد حكومة محترمة.. تشعر بالناس.. وتهتم باحتياجاتهم وإلا ما الفرق بين حكومة قنديل وحكومة نظيف؟! مصر لن تصبر علي مثل هؤلاء.. لن تستمر راكعة لكل من هب ودب. كلمتي الأخيرة للرئيس الدكتور محمد مرسي.. لقد أخطأ هذا الوزير (إبراهيم غنيم) في حق الطلبة.. ولم يعد مؤهلا أو جديرا بمنصب وزير التربية والتعليم.. كما أخطأ في حق الصحافة.. وتصور أنها مطيته لتحقيق مآربه وأهدافه وطموحاته الشخصية.. ولا يهم الناس.. ولا يهم المجتمع.. ولا يهم مصر.. لقد رددت عليه بما يستحقه.. وحميت الصحيفة من نزواته الشخصية.. وجاء الوقت لترحمنا وترحم مصر من هذا الوزير وأمثاله.. لقد انتهي عصر الوزراء المغرورين والمتكبرين والمتغطرسين. والكلمة الآن للرئيس مرسي.