بعد ان أزيحت الغمة وعاد الجنود المختطفون بحثت عن الشيخ زهران لاسمع منه فبادرني قائلا بحنق وغيظ أنا هذه الأيام أتابع المصارعة والأفلام القديمة لأني قرفت من هذا الإعلام الذي يستهين بعقول الناس فهؤلاء الذين صوروا للناس الحادث علي أنه تمثيلية أو فيلم اكشن في الإعلام لا يقلون جرما عن هؤلاء الخاطفين الذين يخدمون الصهيونية العالمية باسم الإسلام سواء جهلوا أو علموا. فقد رأيتهم وهم يلوون عنق الكلام والحقائق لتساير أهواءهم وأيديولوجياتهم دون شفقة أو رحمة لا بالنظام ولا بالمشاهدين: وتابع الشيخ: فقد غفل الجميع عن المستفيد الأول والأخير من هذه الأحداث بل منهم من دافع عنه في سؤال متبجح عن وصول هذه القوات إلي النقطة »ج« ومخالفة اتفاقية السلام، فلو فكرنا قليلا لعرفنا ان سيناء تشتمل علي أقدس مقدسات اليهود -التي يظنونها حكرا عليهم- فمن جانب الطور الأيمن نودي موسي وعلي نفس الجبل تلقي الألواح وفي نسختها هدي ونور وسيناء هي أرض التيه، ولذلك كله فلهم أطماعهم التاريخية في هذه المنطقة والتي يغذونها بعقائدهم الدينية ويربون أبناءهم علي ان جزيرة سيناء هي قلب مملكتهم الموعودة ومن يقرأ يعرف في كتبهم ان فلسطين جزء صغير من تلك المملكة التي تضم سيناءوفلسطين وشرق الأردن وقسما من سوريا والعراق حتي الرافدين. . نسينا ان الإنجليز أنفسهم اعتنوا بعزل سيناء عن كل نفوذ للحكومة المصرية وحرص محافظ سيناء »جارفس« أيام الاحتلال علي ألا تمتد إليها عين مصرية بعد ان أفهموا المصريين ان هذه الصحراء لا أمل فيها ولا داعي للاهتمام بها.. نسينا ان جيش إسرائيل عندما تجاوز الحدود المصرية عام 84 كان أول ما قام به رجاله بعد ان وطئت أقدامهم رمال سيناء عند رفح هو تقبيل التراب واقامة الصلاة في الأرض المقدسة. لقد تم عزل سيناء منذ أيام الاحتلال ثم تواصل العزل بقوة بأيدينا نحن هذا العزل الذي لم يكن شيئا عارضا ولا أمرا غير مقصود انما كان وفقا لسياسة خائنة تتفق مع أطماع شائنة وإلا بالله عليكم أريد مبررا واحدا لعزل سيناء من سنة 37 حتي الآن ثم بعد ذلك رحنا بكل قسوة نحمل نظاما لم يتم حتي عامه الأول كل هذه المصائب.. يا ناس حرام عليكم أفيقوا من سباتكم.. وبدأت ألحظ علي وجه الشيخ زهران احمرارا وارتعاشة في يده فهدأت من روعه. ورجوته أن يسكت قبل أن يصاب بجلطة أو ذبحة صدرية.