الناس بين ظالم ومظلوم وما يستشعره معظم الناس في وقتنا الحالي انهم مظلومون فينعكس ذلك علي أدائهم في العمل وعلاقاتهم مع الآخرين والكراهية التي تنبت وتنمو في القلوب.. والمجتمع الإسلامي مجتمع متميز أساسه العقيدة الصحيحة وأركانه عبادة صادقة ومعاملة حسنة وخلق قويم وحرص علي عمل الخير فان تمكنت من فعل الخير فافعله وان فاتك تأسف علي فواته كما قال الرسول »صلي الله عليه وسلم«: »من فتح عليه باب من الخير فلينتهزه فانه لا يدري متي يغلق«، والله تعالي أراد ان يؤدبنا بأغلي الآداب كما جاء في كتابه العزيز: »واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون« والصفح من أغلي الآداب ويعني العفو مع القدرة علي الانتقام مع ابعاد أثر الذنب من بالك، والصفح الجميل هو الذي يترقي فيه المؤمن إلي الإحسان إلي من أساء إليه وهذه مراحل في التربية الإيمانية تبينها الآية: »والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يجب المحسنين«، والصفح أبلغ من العفو لأن الصفح تجاوز عن الذنب واعتباره كأن لم يكن أما العفو يقتضي اسقاط اللوم ولا يقتضي حصول الثواب وقد تمثل الرسول »صلي الله عليه وسلم« بهذا الخلق العظيم. سئلت عائشة »رضي الله عنها« عن خلق الرسول فقالت: »لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح« والعفو والتجاوز ليس ضعفا ولا مذلة بل قمة الشجاعة وغلبة الهوي ولاسيما إذا كان عند المقدرة، وفي بيان ثواب الصفح حديث عقبة بن عامر قال لقيت الرسول »صلي الله عليه وسلم« يوما فابتدرني فأخذ بيدي فقال: »يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق الدنيا والآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك«.