سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشوائيات مبارك تنفجر في وجه مرسي 4200 منطقة محرومة من كل شيء تشكل بيئة خصبة للجريمة والبلطجة
الصفيح »مأوي« .. والثعابين والقمامة »جيران«
»عشش السودان«.. مزلقانات الموت أمامها .. والمجاري حولها
حتى العجائز ضحية للعشوائىات مناطق عشوائية ..بؤر سرطانية في قلب القاهرة ..عشش وأكشاك خشبية .. مياه صرف غير صحي وقمامة منتشرة وروائح كريهة تسد الانوف وتزكمها ..مساكن لا تليق بآدمية الانسان .. الفوضي والتسيب شعارها .. اماكن خطرة تهدد ارواح ساكنيها .. حصار عشوائي ضخم يحيط بالقاهرة .. حزام من المناطق العشوائية يضغط عليها من كل اتجاه .. بؤر اجرامية جديدة تولد كل يوم.." 420 " منطقة عشوائية غير امنة في بر محافظات مصر تعتبر موردا لكل انواع الجرائم والبلطجة .. فالعشوائيات طالت كل مدن واحياء مصر سواء الراقية او الشعبية وعجزت كل القوانين الصادرة القضاء عليها ولا يقتصر الامر علي ذلك بل طالت العشوائيات الطرق السريعة وحاصرتها واخترقت حرمها فتسببت في كثرة الحوادث والتكدس والزحام المروري .. وبالرغم أن الحكومات المتعاقبة كثيراً ما أعلنت الانتهاء من تطوير بعضها، فإن سكانها مازالوا لا يشعرون بهذا التطوير ويؤكدون انه حبر علي ورق وان تصريحات المسئولين تصريحات وردية لأنه في معظمه تطوير في الشكل وتهجير للسكان بدلاً من تنمية البشر وتطوير مساكنهم بالتشاور معهم " الاخبار " قامت بجولة في عدة مناطق بالقاهرةوالجيزة وهي " عشش" شارع السودان ومنطقة رملة بولاق وتل العقارب بالسيدة زينب واخيرا الدويقة ورصدت أوجاع سكانها ومطالبهم اليومية فماذا قالوا؟ »عشش« شارع السودان ..احدي عشوائيات القاهرة الكبري وتحديدا في محافظة الجيزة.. من الوهلة الاولي وبمجرد سماع اسمها يتخيل الوصول اليها عبر شارع السودان الذي يربط ميدان لبنان بمنطقة الدقي .. ولكن المفاجأة انه عند سؤالنا المارة عن مكان وجودها تحديدا لم يعرفوها ..وبعد بحث استغرق ساعتين وصلنا الي " العشش " عبر منطقة ناهيا.. دخلنا في ممر طويل تحت احد الكباري المتواجد بشارع السودان فوجدنا عششا من الصفيح لاتزيد مساحة العشة الواحدة علي متر في متر يعيش داخلها عائلة يزيد عدد افرادها عن 5 افراد.. يحاصرها شريط السكة الحديد من الامام ومن الخلف شارع السودان.. سكانها يجلسون امام العشش منتظرين " الفرج " يحلمون بان يعيشوا حياة كريمة وادمية.. ينتظرون تصريحا أو قرارا من المسئولين يغير حياتهم ويحقق امالهم .. سكان " العشش " يستعملون صنابير المياه العمومية في غسل ملابسهم وقضاء احتياجاتهم اليومية من المياه، لكن المياه تغيب عن الصنبور العمومي لأكثر من 3 أيام.. الثعابين والحيوانات الضالة تخرج عليهم ليل نهار وتهدد حياتهم وحياة اطفالهم بداية المعاناة رسمها لنا محمد ربيع الذي يقطن احدي العشش مع أبنائه الأربعة بعد وفاة زوجته منذ 8 سنوات، ويقول: "بنّام مفتحين عين ومغمضين عين، خوفاً من العقارب والثعابين، والبلطجية والمخدرات وضرب النار وانعدام الأمن"، مضيفاً: "نعيش تحت الأرض.. عايزين نحس إننا في بلدنا، عايزين حد يحس بينا.. الثورة حصلت وحلمنا بالتطوير ولكن يبدو ان التطوير حلم بعيد المنال كالسراب ! بنبرة يملؤها الحزن والاحباط تقول جيهان السيد احدي القاطنات بالعشش : لقد ولدت في هذا المكان منذ اكثر من 35 عاما وتزوجت في نفس المنطقة ، وعندي طفلان اكبرهما يبلغ 13 عاما .. لا احد يشعر بنا ولا بمشاكلنا،فحياتنا غير ادمية وفي كل مرة يأتي الينا المسئولون ويستمعون الي مطالبنا لنسمع نفس الوعود تتكرر مع اختلاف الوجوه ولا شيء يحدث بالمرة وتمر السنوات ويبقي الحال كما هوعليه وكأننا لسنا مواطنين ولنا حقوق نطالب بابسطها وهوحصولنا علي مسكن نحيا فيه حياة كريمة. وتضيف جيهان والدموع تملأ عينيها لتبكي حالها وحال اطفالها: " لا اعرف الي متي سنظل في هذا الوضع ومتي سينظر المسئولون الينا ويضعوننا علي قائمة اولوياتهم.. فانا اصبحت لا اخشي شيئا سوي اطفالي ليلا ونهارا انظر اليهم واتخيل مستقبلهم في هذا المكان ، فانا لا اريد لهم ان يستكملوا حياتهم في هذا المكان، وكأي أم اتمني أن أراهم في أفضل مكان. وتستطرد قائلة : اخر الوعود التي سمعناها انه سيتم نقل 100 اسرة تقريبا خلال شهر يونيوالماضي ولكننا اصبحنا لا نصدق اي وعود حتي نري ذلك باعيننا فنحن "شبعنا من الكلام والوعود". اما عدل السيد حسين فتجسد معاناتها قائلة : أسكن في هذه العشة انا وزوجي وابنائي الستة .. زوجي ارزقي "علي باب الله" ولا احد يعمل من ابنائي سوي ابني الاكبر.. حالنا لا يسر احدا بالمرة فنحن لا نجني سوي اننا اصبحنا "فرجة "للمسئولين الذين يأتون كل حين لنسمع نفس العبارات والوعود والجمل تتكرر دون وجود اي جديد.. فنحن هنا نعيش وسط اكوام القمامة والحجارة الامر الذي اصابنا واطفالنا بالامراض الصدرية بسبب التلوث الذي يحيط بنا ، فنحن نتعرض للخطر في اليوم مائة مرة وكذلك ابناؤنا خاصة بعد هدم السور امام القطار لتتراكم اكوام القمامة امام العشش وليتعرض الاطفال للموت كل يوم. ويتعالي صوت الحاجة ام هاني مستنكرة الاهمال الذي طالهم لاكثر من 40 عاما في هذا المكان لتقول لا اعرف سوي خبز العيش وبيعه من اجل الانفاق علي أسرتي ، فزوجي مريضا لا يستطيع الحركة ، ولا احد يستطيع ان يتخيل الماساة التي نعيشها هنا في العشش فحياتنا هنا وكانننا بلا مأوي فمعانتنا في فصل الشتاء لا يمكن وصفها ..الامطار والوحل يغطون منازلنا والوضع لا يختلف في فصل الصيف لتأتي الشمس بشدتها ..اضطررت الي بناء فرن بلدي بداخل العشة من اجل "لقمة العيش" ورزقي في اليوم الواحد أحيانا لا يتعدي 10 جنيهات.. ولك ان تتخيل ان هذا المبلغ الزهيد ينفق علي اكثر من 7 افراد، فما نطلبه ونتمناه ان نحيا حياة كريمة. وتضيف : حتي لوتم نقلنا بالفعل نحن نحتاج الي مصدر رزق ثابت لنا وقد تقدمت للحي بطلب الحصول علي ترخيص من أجل"فاترينة" ابيع بها بقالة ولكني لم احصل سوي علي المماطلة ما بين الحي والمحافظة وبدون اي اجابات اخري وتردد نعمات أبوالحمد نفس الشكوي وتقول : السكان في العشش هنا"غلابة " لا يريدون سوي الستر والحصول علي حقوقنا مثل اي مواطن عادي. اما الحاج حلمي أبوالحمد فقد حفر الزمن بصمته علي وجه الرجل الذي خرج منه الكلمات وكأنها تمتمة ليقول الكهرباء والميه نحصل عليها بالصدفة .. فالمياه التي نحصل عليها احيانا تخرج وكأنها مياه مجاري ، اما الكهرباء " فاحنا ونصيبنا " ، فنحن نحصل عليها احيانا "سرقة" من احد الوصلات واغلب الوقت تكون مقطوعة.