يرفع الستار غدا الجمعة عن فعاليات النسخة السابعة عشر لدورة الألعاب الأسيوية (آسياد) بمدينة إنشيون في كوريا الجنوبية بمشاركة نحو عشرة آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة. وتتطلع كوريا الجنوبية إلى استخدام فعاليات هذه الدورة في إنهاء حالة الإحباط وخيبة الأمل التي سيطرت على الرياضة الكورية هذا العام بينما تتطلع البعثة الصينية إلى مواصلة هيمنة بلادها على دورات الألعاب الأسيوية. ويتنافس المشاركون في الدورة في 36 رياضة مختلفة تتضمن 439 مسابقة وسباقا على أن تختتم فعاليات هذه النسخة في الرابع من أكتوبر المقبل. ويسعى 831 رياضيا ورياضية يمثلون البلد المضيف إلى تقديم بعض التعويض لكوريا الجنوبية عن هذا العام الهزيل من الناحية الرياضية حيث بدأ بأداء دون المستوى من البعثة الكورية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بمنتجع سوتشي الروسي كما شهد الخروج المبكر والمهين للمنتخب الكوري من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل. وفيما بين الحدثين ، تلقت كوريا الجنوبية أيضا صدمة كبيرة من خلال المأساة التي راح ضحيتها ما يقرب من 300 شخص معظمهم من طلبة المدارس اثر غرق عبارة كانت تقل رحلة مدرسية من إنشيون إلى جزيرة جيجو بالساحل الجنوبي لكوريا في أبريل الماضي. وقال بارك سون هو رئيس البعثة الكورية المشاركة في الدورة ، ى تصريحات لوكالة أنباء (يونهاب) الكورية ، "استعدت البعثة لدورة الألعاب الأولمبية بهدف ثابت ، وأرى أن هذا سيثمر.. أتمنى أن تساهم هذه الدورة (آسياد) في تضميد جراح الشعب الكوري بعد ما عاناه من مآس عديدة ومنها كارثة العبارة". ووضعت كوريا الجنوبية لنفسها هدفا وهو حصد 90 ميدالية ذهبية وهو ما سيكون كافيا بدرجة كبيرة لإحراز المركز الثاني في جدول ميداليات الدورة وهو الهدف الذي يصبو إليه المنظمون للتفوق على البعثة اليابانية. وما يزيد من ثقة البعثة الكورية أنها ستشارك بعدد كبير يبلغ 831 رياضي ورياضية إضافة إلى أن هذا العدد يشتمل على كثيرين من الرياضيين الذين توجوا بميداليات لكوريا الجنوبية في دورة الألعاب الأولمبية الماضية (لندن 2012) . وتمثل رياضة (القوس والنشاب) نقطة قوة للبعثة الكورية حيث ينتظر أن يتصدر أوه ين هيك الفائز بذهبية الأولمبياد قائمة اللاعبين الفائزين بميداليات في هذه الرياضة علما بأنه هو نفسه من سيلقي قسم اللاعبين خلال حفل الافتتاح المقرر غدا الجمعة. كما يتصدر الكوريان لي يونج داي ويو يون سيونج التصنيف العالمي لفرق زوجي الرجال بالريشة الطائرة بينما ستحظى بطلة الجمباز سون يون جاي بتشجيع هائل ومدرجات ممتلئة خلال منافسات هذه الرياضة. وقال المنظمون إن مبيعات التذاكر كانت هزيلة في العديد من المسابقات والسباقات خاصة بالنسبة للرياضات غير الشهيرة أو تلك الرياضات التي تحظى فيها كوريا الجنوبية بفرص ضعيفة في المنافسة. ولكن السباح الكوري بارك تاي هوان الفائز بذهبية 400 متر حرة في أولمبياد 2008 ببكين سيحظى بالتأكيد بتشجيع حماسي هائل علما بأنه توج بالميدالية الذهبية في كل من سباقات 100 و200 و400 متر بدورة الألعاب الأسيوية الماضية عام 2010 في مدينة قوانجتشو الصينية. وخسر بارك في النهائي الأولمبي بأولمبياد لندن 2012 أمام منافسه الصيني سون يانج ولكنه أبدى ثقته في قدرته على الفوز في آسياد 2014 . وأشارت (يونهاب) إلى أن سون أوضح في إعلان تلفزيوني أنه كان الأسرع وأن بارك كان أكثر تقيدا بنظرته. وصرح بارك ، إلى (يونهاب) ، قائلا "هدفي هو تقديم نتائج جيدة في كل سباق أخوضه.. إذا أمكنني هذا ، أستطيع الفوز بالميداليات التي أريدها". ويبرز سون ضمن 33 بطلا أولمبيا في البعثة الصينية المشاركة في آسياد 2014 . ويكاد يكون من المؤكد أن تفرض الصين مجددا هيمنتها على صدارة جدول الميداليات بعدما استحوذت على لقب الآسياد في النسخ الثماني الماضية منذ 1982 بينما كان اللقب يابانيا في الدورات الثماني الاولى منذ نشأة دورة الألعاب الأسيوية في 1951 وحتى 1978 . وفي آسياد 2010 بمدينة قوانجتشو الصينية ، حصدت البعثة الصينية 199 ميدالية ذهبية. وفي المقابل ، ما زالت هناك بعثات مثل بعثات تيمور الشرقية وجزر المالديف وبوتان في مرحلة البحث عن الميدالية الأولى لها بالدورات الأسيوية سواء كانت ذهبية أو فضية أو برونزية. وينتظر أن تجذب بعثة كوريا الشمالية الانتباه إليها بشكل خاص علما بأن البعثة ستشارك بنحو 150 رياضي ورياضية. ويتطلع كل من الرباعين أوم يون تشول وكيم أون جوك وريم يونج سيم الفائزين بالميداليات الذهبية في أولمبياد لندن إلى الفوز بالذهب في آسياد 2014 بينما استهل منتخب كرة القدم للسيدات مسيرته في الدورة بفوز كبير 5/صفر على فيتنام يوم الأحد الماضي.