جاء هبوط نادى الاتحاد السكندرى -المُلقّب ب"سيد البلد"- وسموحة والمقاولون العرب ليفتح من جديد ملف أندية الشركات التى واصلت زحفها بقوة لتسيطر على الساحة الكروية فى مصر وتهدد أندية القمة الأهلى والزمالك والإسماعيلى. وواصلت الأندية الشعبية الاندثار وطواها النسيان ومنها النادى الأوليمبى -أحد اقدم الأندية المصرية- بالإضافة لأندية عريقة مثل بلدية المحلة والترسانة و المريخ البورسعيدى والشمس وأسوان والمنيا... الخ وبنظرة سريعة نجد أن الدورى المصرى هذا الموسم كان يضم 10 أندية للشركات والهيئات وهى إنبى وبتروجت ومصر المقاصة وحرس الحدود وطلائع الجيش والإنتاج الحربى واتحاد الشرطة والجونة ووادى دجلة والمقاولون مقابل 6 فقط من الأندية الشعبية وهى الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى والاتحاد وسموحة. وبهبوط اثنين من الأندية الشعبية هما الاتحاد وسموحة بالإضافة إلى إحدى أندية الشركات وهو المقاولون العرب يؤكد أن أندية الشركات تواصل زحفها بالفعل للقضاء على الأندية الشعبية خاصة وإذا نظرنا للفرق المتصدرة للقسم الثانى والتى اقتربت كثيرا من الصعود للممتاز بديلا للثلاثى الهابط سوف نجد أنها اندية شركات ففى المجموعة الأولى يتصدر تليفونات بنى سويف ويلاحقه بترول أسيوط وفى المجموعة الثانية واصل فريق الداخلية تقدمة وينافسه من بعيد الاتصالات وينتمى الفريقان لأندية الشركات أيضا وفى المجموعة الثالثة اقترب فريق غزل المحلة إحدى أندية الشركات من الصعود للممتاز. وبصعود هذه الفرق سوف يتقلص عدد الأندية الشعبية إلى 4 أندية فقط.، الكابتن عدلى القيعى مدير الاستثمار بالنادى الأهلى من جانبه أكد أنه يجب إعطاء الفرصة للأندية الشعبية كي تحمى حقوقها وتستفيد من مواردها لأننا لن نستطيع أن نحمى أحد إلا إذا كان هناك مقومات، وعلى سبيل المثال عندما تعرضت ممتلكات الشعب للخطر أثناء الثورة نزل الأهالى وحموا ممتلكاتهم العامة والخاصة لذلك يجب أن نعطى كل نادى الفرصة حتى يستطيع أن يحافظ على ممتلكاته من إعلانات وبث فضائى وغيرها ويجب معرفة هذه الحقوق هل هى حقوق أندية أم الاتحاد أم التليفزيون. ويواص القيعي:"ثانيا لابد من دعم الأندية الشعبية بالمنشآت والبنية الأساسية التى تمكنها من إدارة شئونها. وهناك شيء هام موجود فى الأندية الشعبية وهو الاهتمام بالألعاب الفردية الأخرى غير كرة القدم وهذا يكلف الأندية مبالغ طائلة قد تصل إلى 50 مليون فى العام الواحد فمثلا نادى مثل الأوليمبى يعتبر مصنع لأبطال الألعاب الفردية لذلك يجب دعمه بشكل جدى حتى يستطيع أن يواصل مهمته فى إخراج الأبطال لمصر وبغير هذا فلن يستطيع الاستمرار. ومن جانبه يؤكد الدكتور كمال درويش رئيس نادى الزمالك السابق أن الاندية الشعبية تمتلك ميزة كبيرة لاتوجد فى أندية الشركات وهى أن هناك جماهير تنتمى لهذه الأندية ويقوموا بتشجيعها فلماذا لا أقوم بإشراكهم فى النادى بنسبة 40% والنادى 60% وهو ما سوف يجعل الجماهير تحرص على سلامة منشأت النادي وتحافظ على التشجيع المثالى فى الملاعب حتى لايتم توقيع غرامات على النادى كما يحدث الآن. وأضاف درويش:"لقد كنت أناقش رسالة دكتوراه بعنوان التمويل الذاتى للمؤسسات الترويحية وقد يستطيع النادى أن يجمع 100 مليون جنية من خلال الأعضاء ومن هنا تستطيع الأندية الشعبية أن تعود للساحة من جديد وأنا اتعجب من وجود أندية الشركات لأن هذه الشركات هدفها رعاية العاملين بها وليس المنافسة فى كرة القدم فأندية البترول مالها وشراء اللاعبين والمتجاره فيهم والأفضل أن تقوم هذه الشركات برعاية الأندية الشعبية مقابل قيام هذه الأندية بالترويج لهذه الشركات بعيدا عن إهدار حقوق العاملين. الدكتور طه الطوخى الخبير الكروى أكد أن كرة القدم حاليا عبارة عن إمكانيات مادية من جميع النواحى والأندية الكبرى تمتلك تلك الإمكانيات ولكن المشكلة فى باقى الأندية مثل الاتحاد السكندرى الذى يعتبر هبوطه صدمة للجميع لأن هذا النادى قدّم لمنتخب مصر مجموعة من أعظم اللاعبين مثل الديبة وكمال الصباغ وشحته الإسكندرانى وبوبو والجارم والبابلى وطلعت يوسف وطارق العشرى. وأضاف الطوخى أن تغيير مجالس إدارات الأندية وغياب الاستقرار سبب رئيسى وهو ما عانى منه الاتحاد خلال هذا الموسم ولو أى نادى تم تغيير مجلس إدارته خلال موسم واحد ثلاث مرات سوف يتعرض للانهيار وإذا كنا مقبلين على تطبيق دورى المحترفين فيجب على كل نادى أن يعرف موارده وأن ننسى الماضى ونلتفت للمستقبل لأن هناك دول عربية كثيرة سبقتنا فى تطبيق دورى المحترفين والتاريخ اتسجل وانتهى. وأشار الطوخى إلى أن كل ناد مسئول عن نفسه وله موارد استثمار بعيد عن الدولة سواء فى اللاعبين او الفانلات او الإعلانات ومن الممكن أن يتم مساعده الأندية الشعبية عن طريق الهيئات التى لديها موارد كبيرة مقابل قيام الأندية بعمل إعلانات لهذه الهيئات. واختتم الطوخى حديثه مشددا على أنه مع أخر مباريات الموسم يجب وضع كل المقترحات أمام لجنة عليا يتم تشكيلها من كبار الخبراء المصريين ليدرسوا هذا الموضوع مع اتحاد الكرة ويصلوا الى الحل الأمثل الذى سوف يفيد الجميع خاصة منتخب مصر الذى خرج من تصفيات كأس الأمم ويجب من الآن التخطيط السليم خاصة وأن هناك بطولة أخرى لكأس الأمم 2013 وبطولة كأس العالم 2014.