عندما تشير عقارب الساعة إلى الخامسة مساء اليوم بتوقيت القاهرة الرابعة بتوقيت المغرب، تتوجه انظار عشاق الأهلى صوب ملعب العبدى بمدينة الجديدة حيث لقاء إياب دور ال 16 مكرر ببطولة كأس الإتحاد الأفريقى ( الكونفدرالية) المرتقب بين الأهلى الدفاع الحسنى المغربى الذى يديره طاقم تحكيم تونسى بقيادة محمد سعيد الكردى كحكم ساحة ويساعده محسن بن سالم وأنور حملة والحكم الرابع سليم بلخواض ، فيما سيراقب المباراة عمر ديوب من السنغال ويحتاج الاهلى إلى التعادل بأى نتيجة او الخسارة بفارق هدف مع التسجيل فى ملعب المنافس ، وفى حالة إنتهاء المباراة بنفس نتيجة الإياب سيلجأ الفريقان لضربات الترجيح لتحديد الفريق المتأهل لدورى المجموعات بالكونفيدرالية ، ويدخل الشياطين الحمر تلك المباراة فى محاولة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد منها التخلص من الأرث القديم وتجاوز محنة الفريق الذى عجز عن التأهل لدورى المجموعات فى بطولتين سابقتين تلقى خلالهما هزيمتين مريرتين أمام أينجو رنجرز النيجيرى وسانتوس الإنجولى بضربات الترجيح ، أمام العصفور الاخر فهو إستعادة الثقة والحفاظ على وجود بطل افريقيا فى الساحة بعدما ودع بطولته المفضلة على يد أهلى بنى غازى الليبى بالإضافة لسعيه لتحقيق بطولة جديدة غائبة عن الكرة المصرية منذ إنطلاقها بشكلها الحالى على مدى 11 عاماً . فى المقابل ، تبدو طموحات بطل المغرب كبيرة فى العبور لدور ال 8 عبر بوابة فارس افريقيا الذى يمر بظروف صعبة إلا أن ذلك يصطدم بواقع أن الأهلى يعرف طريق البطولات ويجيد التعامل مع المواجهات الكبرى وهو أمر لا تستطيع ان تخفيه عيون مسئولى الدفاع الحسنى الذين يعتبرون المباراة كابوساً بالنسبة لهم خاصة وأن نتيجة الفوز بهدف لا تعنى سهولة تعويضها بالمغرب أمام فريق كبير بحجم الأهلى إلا إذا حالفهم التوفيق ولم يكن الأهلى فى يومه . تبدو المباراة حوارا نارياً بين الأهلى والدفاع الحسنى لا يقبل الخطأ من كلا الفريقين والتى ستكون صراعاً بين فريق يحاول الحفاظ على تاريخه ومستقبله وأخر يبحث دخول التاريخ عبر بوابة الكبار فى محاولة لإستغلال الظروف الصعبة التى يمر بها بطل مصر الاهلى يخوض المباراة بتشكيل أقرب إلى الإجبارى ، فالخيارات محدودة أمام محمد يوسف المدير الفنى بسبب الإصابات والغيابات الكثيرة ، فلا بديل عن شريف إكرامى فى حراسة المرمى وأمامه وائل جمعه وسعد الدين سمير كقلبى دفاع رغم عودة محمد نجيب للتدريبات وتعافيه من الإصابة ، وفى الجانب الأيمن يبدو أن الاقرب لفكر يوسف هو نبيل مانجه وفى الأيسر احمد شديد قناوى رغم تواجد سيد معوض ، وفى وسط الملعب لم يحسم المدير الفنى حتى اللحظات الأخيرة الخطة المناسبة لمواجهة المنافس فربما يدفع ب 3 لاعبين فى منطقة الإرتكاز للسيطرة على منطقة وسط الملعب وبالتالى سيكون كل من حسام عاشور ورامى ربيع وشهاب الدين أحمد (تريزيجيه) وأمامهم عبدالله السعيد وموسى ايدان وعمرو جمال ، وفى حالة جاهزية محمد ناجى جدو سيدفع بمحورى إرتكاز فقط وهم عاشور ورامى ربيعه على أن يكون امامهم ايدان والسعيد ثم جدو وعمرو جمال . وكشفت المحاضرة الأخيرة للفريق الأحمر عن أن محمد يوسف منح لاعبيه تعليمات صريحة وواضحة بالتزام الهدوء ومباغتة المنافس على ملعبه بخطف هدف مبكر لقلب الطاولة ووضعه تحت ضغط وبعثرت أوراقه الفنية ، ونصح يوسف مدافعيه بعدم الإندفاع نحو الهجوم وضرورة الحذر من الأخطاء والتى سيحاول كل فريق إستغلالها ، وأعطى يوسف خلال المران الأخير اهتماماً واضحاً بالكرات الثابتة للاستفادة من إجادة عمرو جمال للرأسيات مع التركيز على الجانب الأيسر لاستغلال سرعات ومهارات البوركينى إيدان فى نقل الفريق لنصف ملعب المنافس . وحذر المدير الفنى لاعبيه من خطورة إصابة مرمى إكرامى بهدف مبكر لان ذلك سيؤدى إلى منح المنافس ثقة والطمع فى نتيجة المباراة مطالباً لاعبيه بضرورة الضغط على حامل الكره من جانب الفريق المغربى فى كل ارجاء المغرب . ومن ناحية أخري، يحلم عبدالحق بن شيخة المدير الفنى للدفاع الحسنى بأن يكون اليوم هو يومه فى دخول التاريخ من الباب الواسع عبر بوابة الأهلى للتأهل لدور المجموعات ، ولن تعود الفرصة له مرة اخرى إذا لم يستغلها أمام الأهلى فى تلك الحاله وهو ما يردده بن شيخه بينه وبين نفسه لتحقيق الحلم الكبير من وجهة نظره فلسان حاله يقول ما أجمل الفوز على الأهلى والتأهل لدورى المجموعات ولكن تلك الإحلام هى محاولة للهروب من الواقع فعلى الرغم من ان الأهلى فى هذه الحالة إلا أنه فريق يجيد اللعب فى المنافسات الكبرى ولكن جغرافيا الواقع ومعدن المواعيد الكبرى التى يجيد أبناء القلعة الحمراء الظهور بها تصدمه . ويدخل الدفاع الحسنى تلك المباراة ب 3 سيناريوهات على 3 مراحل أولها إحراز هدف لمعادلة النتيجة وهو ما يتطلب جهداً كبيراً أما المرحلة الثانية فهى إحراز هدف التأهل وهو ما يحتاج عمل كبير لن يكون بالهين أما المرحلة الثالثة فهى كيفية الحفاظ على هذا التقدم وحرمان الاهلى من الاقتراب من مرمى زهير العروبى حارس المرمى . وسيخوض الدفاع الحسنى المباراة بتشكيل اقرب إلى زهير العروبى فى حراسة المرمى وأسامة الغريب ويوسف إدريسى وهشام المهدوفى وإبراهيم النقاش ومهدى قرناص وسفيان جادوم وأيوب ناناح وزكريا حبراف وأحمد شاجو وأبوبكر الهلالى الذى يخضع لمحاولات مكثفه لتجهيزه بعد إصابته فى التدريبات الأخيره .