تجد كندا نفسها خلال 16 شهرًا مقبلة محور الأحداث في عالم كرة القدم النسائية، وسوف تتأكد هذه الحقيقة عبر أربع وثمانين مباراة خلال بطولتين كبيرتين تقامان على أراضيها. حيث يشهد السبت المقبل نقطة انطلاق المرحلة التالية في الطريق نحو بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة 2014 وبطولة كأس العالم للسيدات 2015. وتشكل قرعة البطولة الأولى في مونتريال، بعد حجز جميع المقاعد الستة عشر في البطولة الآن، - وفقا لما أبرزه الموقع الرسمى لفيفا- مثالاً لما هو قادم في أغسطس المقبل، ولمحة للمتعة التي تنتظرنا في فعاليات الكبيرات العام القادم. ورغم أن كندا لم تستضف منافسات كأس العالم للسيدات من قبل، إلا أنها تعرف جيدًا مسابقة تحت 20 عامًا، وذلك بعد الاستضافة الناجحة تمامًا لنسخة البطولة الأولى في عام 2002. وكانت ذروة هذا الحدث الشاب، ولكرة القدم النسائية بصورة عامة، عندما احتشد 47.784 مشجعًا لمشاهدة المباراة النهائية، وهو رقم قياسي لم يتحطم حتى يومنا هذا في تلك المسابقة. وكانت النجمة كريستين سينكلير أيقونة منتخب كندا من بين اللاعبات اللاتي شهدن هذا اليوم، ولا تتذكره بأنه "تجربة غير مسبوقة" فقط، ولكنها على ثقة أيضًا بأن اللاعبات اللاتي سيشاركن في عرس هذا العام يمكن أن يتوقعن مثل هذا النوع من الدعم الحماسي النابع من القلب. ويشارك بيتر مونتوبولي، المدير التنفيذي للجنة المنظمة لهاتين البطولتين، سينكلير في تلك الثقة، فلقد شاهد بنفسه الحماسة والإثارة تتصاعد بقوة داخل المجتمع الكندي مع اقتراب تلك الفعاليات. وقال: "يشعر الناس في كندا بسعادة بالغة لاستضافة هاتين البطولتين. كما أنهم يرغبون في أن يكون لهم دور فعال في إنجاحهما، وذلك عبر شراء التذاكر ومشاهدة المباريات في التليفزيون والعمل كمتطوعين خلالهما." ومن المؤكد أن إطلاق برنامج التطوع الوطني في أكتوبر الماضي كان واحد من عدة خطوات كبيرة قطعت في العام الماضي، حيث تم طرح تذاكر مونديال تحت 20 عامًا في الأسواق، والكشف عن جدول مباريات كأس العالم للسيدات، وإجراء التصفيات المؤهلة لتلك البطولة في جميع أنحاء العالم. وقد تقدم عدة آلاف من المتطوعين للمشاركة في البرنامج، وتعتبر قرعة السبت المقبل الخطوة الأخيرة في رحلة يرى مونتوبولي أنها سوف تستمر حتى نهائي بطولة كأس العالم للسيدات في 5 يوليو من العام المقبل. حيث قال: "نحاول أن نغير شكل الرياضة في كندا. ونرى أننا كنا على صواب باستضافة هاتين البطولتين، وأننا نسير في الاتجاه الصحيح." يذكر أن بطولة كأس العالم تحت 20 عامًا للسيدات سوف تقام في أربع مدن – إدمنتون، مونكتون، مونتريال وترونتو – مع الحرص على استفادة نجوم الغد الصاعدة من البطولات السابقة. إذ تعتبر سينكلير واحدة من النجمات العالميات اللاتي تألقن في تلك البطولة، فهناك قائمة من النجمات الفائزات بالألقاب الفردية، من بينها اللاعبات مارتا وأليكس مورجان وجنيفير مورشان. ومن المؤكد أن الكثير من اللاعبات سوف تتنافسن في بطولة هذا العام وقد وضعن نصب أعينهن العودة إلى كندا في بطولة عام 2015، حيث انطلقت تصفيات كأس العالم للسيدات في مطلع شهر أبريل الماضي. ولا شك أن محاكاة التنظيم المثالي لبطولة عام 2011 التي أقيمت في ألمانيا سوف يكون إنجازًا في حد ذاته، بيد أن المنظمين واثقين من أن مدنهم الست – ادمنتون، مونكتون، مونتريال، أوتاوا، فانكوفر، وينيبيج – سوف تبرز أفضل ما يمكن أن تقدمه بلدهم الرائعة. وقال فيكتور مونتاجلياني، رئيس الإتحاد الكندي لكرة القدم ورئيس اللجنة المنظمة الوطنية: "تشكل بطولة كأس العالم للسيدات كندا 2015 أول حدث رياضي كبير تستضيفه كندا على أراضيها من الساحل إلى الساحل؛ من مدينة فانكوفر، مقاطعة كولومبيا البريطانية في الساحل الغربي إلى مدينة مونكتون، مقاطعة نيو برونزويك، المطلة على المحيط الأطلسي. وسوف تحقق الإستضافة الناجحة لهاتين المنافستين أولويتنا الإستراتيجية في تشجيع اللعبة والإشراف على تطورها في بلدنا وترك موروث للرياضة والسيدات وكندا يستمر لما هو أبعد من المسابقة." ومن خلال الطموحات الكبيرة التي تمتلكها كندا، فقد باتت على مشارف السير في طريق تحقيقها. ومع تطور كرة القدم النسائية، وتصميم تلك الدولة المضيفة على المشاركة في هذا الهدف بتقديم حدثين من الطراز العالمي، فمن المؤكد أن الستة عشر شهرًا المقبلة – بدءًا من يوم السبت المقبل في مونتريال - سوف تكون فترة لا تنسى.