تستحق القمة(107) وصف قمة استغلال الأخطاء, سواء في الملعب أو خارجه, لدرجة أنه سبقها قرار متسرع خاطئ بإلغائها من الداخلية, تبعه علي الفور قرار حكيم بإقامتها في موعدها مع تأمينها من قبل القوات المسلحة. وعموما كانت النتيجة التي انتهت إليها المباراة عادلة تماما, بعد أن تقاسم الفريقان السيادة والخطورة, والفرص التهديفية, علي مدي الشوطين, مع أن تقديري الشخصي أن التعادل في هذه الفترة بالذات يعبر عن امتياز الفريق الأبيض الذي يضم غالبية من اللاعبين قليلي الخبرة الدولية في مواجهة الفريق الأحمر المدجج بالخبرات, والمتقدم بفارق5 نقاط, والأمر نفسه أي بمعيار الخبرة ينطبق علي القيادة الفنية للفريقين جوزيه وحسام!! لقد فاجأنا جوزيه بتشكيل البداية الذي أفقد الأهلي توازنه الهجومي بتغيير في الأطراف الأهلوية المستقرة يمينا بأحمد فتحي, ويسارا بسيد معوض, ليتزامن ذلك مع سوء حالة الخط الدفاعي الخلفي بصورة كبيرة, وارتكابه أخطاء فنية فادحة, أحسن الزمالك استغلالها بتشكيله الهجومي في البداية الذي يدل علي ذكاء حسام حسن وواقعيته, لأن فارق النقاط جعل أمامه خيارا وحيدا هو الفوز وتكثيف الهجوم, خصوصا أن خط ظهره بدوره لا يقل سوءا عن نظيره في الأهلي! وهكذا كان دور حسام واضحا في تقدم الزمالك خلال الشوط الأول, بعكس الحال بالنسبة لجوزيه الذي أخطأ في البداية ثم عاد وصحح أخطاءه, مستغلا أيضا تراجع حسام بصورة مبالغ فيها وصولا للدفاع البحت تشكيلا وأداء, ومستفيدا في الشوط الثاني من توافر المهارات اللازمة علي دكة البدلاء الحمراء, وهو ما كان يفتقده المنافس. وفي تقديري أن أكثر التغييرات التي كان لها مردود مباشر وفعال وإيجابي هو نزول دومينيك مهاجم الأهلي مع بداية الشوط الثاني, حيث أربك دفاع الزمالك بسرعته, وأفقده توازنه بالتحركات في العمق, وبرغم أنه لعب شوطا واحدا فقد كان نجم فريقه في هذه المباراة, مقابل التميز الواضح لإبراهيم صلاح في الزمالك. كما أن التغييرات من نوعية نزول المدافع هاني سعيد بدلا من المهاجم حازم إمام, والمدافع أحمد توفيق بدلا من المهاجم أحمد جعفر, أوحت للاعبي الزمالك بأن الخيار الوحيد صار الدفاع في نصف ملعبهم, ومن ثم استدعاء الهجوم الضاغط للأهلي الذي أسفر عن خطأ مباشر من فتح الله عندما هيأ الكرة لدومينيك لكي يسجل هدف الأهلي الثاني, تماما مثل خطأ دفاع الأهلي المباشر الذي أسفر عن إحراز شريف عبدالفضيل هدف الزمالك الأول في مرمي فريقه بالتعاون مع أحمد السيد! وأعود لما بدأت به, وهو أن الأخطاء القاتلة واستغلالها فورا من قبل المنافس كانت سمة هذه القمة, التي لولا بعض العصبية لكانت من أفضل لقاءات الفريقين من الناحية الفنية. [email protected]