** الشحن المعنوى الكبير والتفاؤل الشديد الذى تابعناه فى الصحف والفضائيات قبل مباراة مصر وزيمبابوى جعلانى أتخوف على النتيجة، فكم خذلنا المنتخب بحملات الشحن الزائد هذه، ولهذا أعترف بأن قلبى كان "مقبوض"، والقلق يتملكنى ولم أهدأ إلا بعدما أطلق حكم المباراة صافرته معلنًا نهايتها وفوز منتخبنا الوطنى لتكتمل فرحة الكرة المصرية بعد تأهل منتخب الشباب لكأس العالم ووصوله للمباراة النهائية لكأس أفريقيا.. ويستحق ربيع ياسين المدير الفنى لمنتخب الشباب ومنتخبه كل إشادة وتقدير بعد أن أسعدوا كل المصريين، بحصولهم على العلامة الكاملة فى الدور الأول لبطولة كأس أفريقيا للشباب بفوزهم على غانا والجزائر وبنين ثم تأهلهم للمباراة النهائية على حساب نسور نيجيريا.. ليقابلوا منتخب غانا فى نهائى البطولة.. والحقيقة أن الشيخ ربيع الذى يعمل فى صمت وصبر بذل جهدًا خرافيًا فى إعداد هذا المنتخب وواجه العديد من الصعوبات والمشكلات طوال مشوار الإعداد للبطولة، ولكن الله لم يخذله وكافأه على جهده وعرقه وإخلاصه كمدير فنى كفء، مثلما كان مخلصًا ومجتهدًا وهو لاعب فى صفوف النادى الأهلى ومنتخب مصر، حيث كان أحد أفراد كتيبة الفراعنة التى شاركت فى مونديال إيطاليا 1990.. ويحسب لمجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى أنه لم يستبعده أو يفكر فى إحضار مدير فنى أجنبى معه أو بدلاً منه، مثلما حدث معه من قبل فى عهد سمير زاهر شفاه الله، وليتهم يبتعدون عنه ويتركونه يواصل مغامرة كأس العالم بتركيا فى صيف هذا العام فربما يحقق إنجازًا غير مسبوق. والمتابع لتاريخ الشيخ ربيع التدريبى يجده واحدًا من أفضل المدربين الذين لديهم قدرة فائقة على انتقاء أفضل العناصر الكروية فى مثل هذه المرحلة السنية، ولكنه فى الوقت نفسه كان "تقيل على قلب" بعض مسئولى اتحاد الكرة السابقين لأنه "رجل دوغرى" ولا يعرف المراوغة أو "اللوع" ومشكلته الكبرى أنه يهتم بعمله فقط، وليس له فى القيل والقال و"البيزنس"، وما حققه من نجاح يحسب له فى المقام الأول، ثم لكتيبة الشباب التى معه والتى انتقى أفرادها بعناية فائقة وعين ثاقبة وواعية وفاهمة، ووصوله لمونديال الشباب لم يأت من فراغ، وإنما كان تتويجًا لعمله المخلص والجاد.. كل التوفيق لك يا شيخ ربيع، فبفضل صبرك وجهدك والتزامك وانضباطك، كان توفيق الله سندًا لك.. "صبرت ونلت يا شيخ". .................................... ** الذين كانوا يتربصون بالمدير الفنى الأمريكى بوب برادلى وهم كثيرون وبعضهم للأسف داخل اتحاد الكرة نفسه وكانوا "يسنون السكاكين لذبحه" وينتظرون سقوطه، أقول لهم: موتوا بغيظكم فالرجل قادر على إكمال المسيرة والتأهل إلى مونديال البرازيل، ويستحق المساندة من الجميع وليس الضرب تحت الحزام و"التخبيط" ومحاولة تطفيشه!!. برادلى كان فى غاية السعادة خلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب المباراة، وكان لسان حاله يقول: لن أتنازل عن الذهاب إلى كأس العالم. .................................... ** تعادل منتخب موزمبيق السلبى مع منتخب غينيا فى مباراتهما معًا فى نفس مجموعة مصر، جاء فى مصلحة منتخبنا الوطنى حيث توقف رصيد منتخب غينيا عند أربع نقاط من ثلاث مباريات، وموزمبيق عند نقطتين فى نفس عدد المباريات, بينما ارتفع رصيد مصر إلى تسع نقاط وتوقف رصيد زيمبابوى عند نقطة واحدة، وتبقى لمنتخب مصر ثلاث مباريات فى هذه المرحلة من التصفيات حيث سيواجه زيمبابوى مرة أخرى يوم 6 يونيه المقبل، ويخرج أيضًا لمنتخب موزمبيق يوم 14 من الشهر نفسه، ثم يستقبل على أرضه منتخب غينيا يوم 6 سبتمبر المقبل.. والحسابات المنطقية تقول إن منتخب مصر بات على أعتاب المرحلة النهائية للتصفيات، فالفارق بينه وبين أقرب منافسيه (غينيا) خمس نقاط، فضلاً عن أن اللقاء الأخير فى هذه الجولة من التصفيات سيكون مع هذا المنتخب وفى مصر. .................................... ** مباراة مصر وزيمبابوى التى أعيدت فى مدينة ليون الفرنسية، بعد أن ألغى الفيفا نتيجة المباراة التى أقيمت فى القاهرة يوم 28 فبراير 1993 وفاز بها منتخب مصر 2/1، بسبب حادث "الطوبة" الشهيرة التى ألقاها مشجع موتور وجاءت على رأس المدير الفنى الألمانى لمنتخب زيمبابوى، واستغلها مسئولو اتحاد الكرة فى زيمبابوى ورفعوا الأمر إلى الفيفا، مدعومين بتقرير مراقب المباراة، وكذلك بالحملة الشعواء التى شنها فى الصحافة الإنجليزية بروس جروبيلار حارس مرمى منتخب زيمبابوى وكان وقتها لاعبًا فى صفوف فريق ليفربول الإنجليزى.. أقول هذه المباراة، التى حرمت مصر من استكمال مشوار تصفيات كأس العالم 1994، شهدت إضاعة هدف بغرابة شديدة من اللاعب مجدى طلبة، وكان من الممكن أن يكون هدف الفوز على زيمبابوى.. مجدى طلبة انفرد بالمرمى الخالى لزيمبابوى ولكنه فكر تفكيرين، وبدلاً من أن يلعب الكرة بقدمه ليسجل هدفًا سهلاً، "صعّب" الأمر على نفسه وعلينا ونزل للكرة ليلعبها برأسه لتمر بجوار القائم الأيسر لجروبيلار، بينما كان المرمى خاليًا، وسط دهشة الجماهير التى احتشدت فى استاد ليون لمتابعة المباراة، والملايين الذين جلسوا أمام شاشات التليفزيون!! بالمناسبة.. أضاع مجدى طلبة أيضًا فرصة ذهبية وهدفًا لا يضيع أمام منتخب هولندا فى نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، عندما لم "يركب الكرة جيدًا" وهو أمام المرمى فأطاح بها خارج الملعب، ولو "لبست" لكانت هدفًا. وأى هدف.. إنه هدف فى كأس العالم.. حظوظ!!