لا شك بأن ما حققته كرة القدم الإماراتية خلال السنوات الأربع الماضية كان لافتاً لجميع متابعي كرة القدم الآسيوية والعربية والخليجية. وكانت بداية هذه القصة الناجحة في كأس آسيا تحت 19 سنة التي أقيمت بالسعودية عام 2008 والتي فاز بها المنتخب الإماراتي للمرة الأولى بتاريخه ليتأهل إلى كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009 FIFAحيث قدّم عروضاً مميزة. وتواصلت الإنجازات بتأهل المنتخب الأوليمبي للمرة الأولى إلى مسابقة كرة القدم بالألعاب الأوليمبية التي أقيمت الصيف الماضي في لندن قبل أن يقدّم المنتخب الأول أداءاً لافتاً أبهر جميع المراقبين بطريقه للفوز بكأس الخليج 2013 وليتربع على قمة المنتخبات الخليجية للمرة الثانية بتاريخه. كل هذه الإنجازات كان "المهندس" لها هو المدرب الشاب مهدي علي الذي نجح بقيادة جيل واعد بالكرة الإماراتية إلى الكثير من الألقاب والإنجازات وهو يأمل بأن يواصل قيادة المنتخب الإماراتي إلى المزيد من النجاحات. وقد أجرى على مقابلة مع الموقع الرسمى لفيفا جاء نصها كالتالي: فيفا: كابتن مهدي، قدت المنتخب الإماراتي لقب كأس الخليج للمرة الثانية بتاريخه. ما هو السر وراء النجاح الذي تحقق؟ مهدي علي: لقد عملنا مع هذا الفريق لفترة طويلة وكان البرنامج طويل الأمد ونحن نجني ثمار العمل الذي قمنا به. كل هذه الأمور إلى جانب روح الأسرة الواحدة وجدية العمل والرغبة في تحقيق شيء للوطن هو ما دفعنا لتحقيق هذا اللقب. قدّم المنتخب الإماراتي أداء مميز بالبطولة ورشحه الكثيرون للفوز باللقب. متى عرفت بأن هذا الفريق سيكون الفائز باللقب وكيف كان شعورك؟ لا يستطيع أحد ضمان النتيجة ولكننا دخلنا البطولة بهدف المنافسة وتحسن أداء المنتخب من مباراة لأخرى. كما أن الظروف ساعدتنا في البطولة خصوصاً دعم الجماهير الذي كان له تأثير إيجابي بالإضافة إلى دعم المسؤولين والشيوخ ومتابعتهم للمنتخب أولاً بأول وعلى الرغم من الضغوط التي كانت موجودة إلا أن تدخل القيادة مثل زيارة الشيخ عبدالله بن زايد قبل مباراة نصف النهائي أمام الكويت ساعدنا على الفوز باللقب. ما هي المباراة الأصعب التي واجهها المنتخب الإماراتي بالبطولة؟ ولماذا؟ أعتقد أن المباريات كلها كانت قوية وصعبة...يمكن اعتبار مباراة نصف النهائي ضد الكويت كانت الأصعب لأنها كانت بوابة للمباراة النهائية وسجلنا في آخر دقيقتين من نهاية المباراة التي قدم فيها المنتخب مستوى مميز. الفوز بكأس آسيا تحت 19 سنة AFC، المشاركة بكأس العالم تحت 20 سنة FIFA، المشاركة بالألعاب الأوليمبية والفوز بكأس الخليج. أي بطولة التي لن ينساها مهدي علي وما هي البطولة الأصعب التي شاركت بها كمدرب؟ البطولات كلها صعبة ولا يوجد أي شيء سهل. عندما يكون الشخص في المقدمة يجب أن ينافس ويتعب وكلما تقدم إلى الأمام فإن الأمور ستصبح أصعب. شخصياً أعتبر كأس الخليج كان لها وقع إيجابي كبير على الشعب الإماراتي والدولة وعلينا نحن بحكم توقيت البطولة ومكانة كأس الخليج. في ظل الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، أعطينا نموذج كيف أن وقوف الشعب وراء المنتخب يمكن أن يساهم بتحقيق النتائج كما أظهر أن الشعب الإماراتي كله أسرة واحدة. المنتخب الإماراتي الحالي يضم عدد من النجوم الذين دربتهم في كأس آسيا تحت 19 سنة بالإضافة إلى نجوم من المنتخب الأوليمبي وعدد من وجوه الخبرة. كيف ترى مستقبل هذا المنتخب؟ طبعاً عندما استلمت تدريب المنتخب كان أول أهدافنا التأهل إلى كأس آسيا 2015 والتأهل إلى الأدوار النهائية بالبطولة إلى جانب التأهل إلى كأس العالم 2018. لم يكن حظنا جيداً بمواصلة المشوار نحو البرازيل وخرجنا من التصفيات مبكراً. لدينا منتخب جيد الآن وسيكتسب خبرة أكثر خصوصاً وأن معدل أعمار اللاعبين 23 سنة والفريق يكتسب خبرة أكثر حيث أن العديد من اللاعبين لعبوا أكثر من 50 مباراة دولية وهذا الأمر يحسب لنا وللعمل الذي قمنا به في هذه الفترة. ما رأيك بالجهد الذي بذلته الإمارات على صعيد الفئات العمرية؟ وإلى أي مدى العمل على الفئات العمرية مهم؟ نتائج هذا العمل نراه بالمنتخب الحالي وهو مثال لما قام به الإتحاد الإماراتي الذي نجح ببناء منتخب والصبر عليه. على الرغم من أن البداية لم تكن جيدة ولم نتأهل إلى كأس آسيا للناشئين، إلا أنه لم يتم إهمال المنتخب واستمر بشكل ناجح بعد الفوز بكأس آسيا والوصول لنهائي الألعاب الآسيوية ودورة الخليج الأوليمبية قبل التأهل إلى مسابقة كرة القدم الأوليمبية. ستكون المباراة الرسمية المقبلة للإمارات يوم الجمعة في تصفيات كأس آسيا أمام أوزبكستان. إلى أي مدى ستفيد معرفتك بكرة القدم الأوزبكية المنتخب الإماراتي؟ لقد كان حظنا جيداً بمواجهة الفرق الأوزبكية وسبق أن قابلنا المنتخب الأوزبكي في كأس آسيا تحت 19 سنة وفي جوانجزهو وفي التصفيات الأوليمبية كما أن المنتخب لعب أكثر من مرة مع أوزبكستان بتصفيات كأس العالم والحمد لله كانت نتائجنا جيدة بمواجهة المنتخب الأوزبكي. نحن نملك دراية كافية عن المنتخب الأوزبكي الذي لعبنا معه مباراة ودية قبل كأس الخليج في الإمارات ولدينا فكرة عن هذا المنتخب وان شاء الله نجهز المنتخب لمواجهة هذه المباراة خصوصاً وأن نتيجتها ستكون مهمة بتحديد مشوارنا بالتصفيات. كيف ترى حظوظ الإمارات في المجموعة خصوصاً وأن المباراة الأولى أمام فيتنام كان الفوز بها بصعوبة؟ يجب أن نعرف بأن منتخبات شرق آسيا تعمل بشكل جيد كما نعمل نحن وهذه الدول لديها أكاديميات كروية ويهتمون بشكل كبير بتكوين المنتخبات. على سبيل المثال، تطور منتخب هونج كونج بشكل كبير ولم يعد المنتخب الذي يخسر بنتائج كبير ونفس الشيء بالنسبة لمنتخب فيتنام الذي تطور مستواه. على الرغم من ترشيح الإمارات وأوزبكستان للتأهل من المجموعة، إلا أن المباريات لن تكون سهلة. ستقام كأس العالم تحت 17 سنة 2013 في الإمارات. ما أهمية استضافة الإمارات لهذا الحدث وكيف ترى مشاركة المنتخب الإماراتي في البطولة وإفادته للكرة الإماراتية مستقبلاً؟ أعتقد أن FIFAأعطى الإمارات حق تنظيم البطولة نظراً للثقة الموجودة في الإمارات التي سبق لها تنظيم كأس العالم تحت 20 سنة وكأس العالم للأندية. نحن على ثقة تامة بأننا قادرين على تنظيم بطولة كبيرة يمكن أن تنعكس بشكل إيجابي من الناحية التسويقية والإعلامية وحتى من الناحية الكروية وأتمنى أن يتم تجهيز منتخب الإمارات بشكل جيد لكي يكمل مسيرة العمل التي قمنا بها لتحقيق نتائج إيجابية للكرة الإماراتية في المستقبل.